سياسة عربية

أول رد من "المجلس الانتقالي الجنوبي" على القصف السعودي

الطائرات السعودية شنت غارات تحذيرية قرب مواقع الانتقالي- جيتي
الطائرات السعودية شنت غارات تحذيرية قرب مواقع الانتقالي- جيتي
شارك الخبر
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، رفضه للقصف الجوي الذي شنته مقاتلات سعودية على مواقع تابعة لقوات موالية له في حضرموت، في حين بدأت قواته بحملة اقتحامات واسعة للمناطق القبلية في الريف الشمالي الشرقي من المحافظة الساحلية على بحر العرب.

وكانت مقاتلات سعودية قد شنت قصفا جويا طال معسكرا تابعا لحلف قبائل حضرموت سيطرت عليه قوات تابعة للمجلس الانتقالي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله، الخميس، في وادي نحب بمديرية غيل بن يمين، شمال شرقي مدينة المكلا، المركز الإداري لحضرموت.

القصف لن يثنينا
وقال المجلس الانفصالي في بيان له، إنه راقب القصف الجوي المستغرب الذي استهدف مواقع تتبع قوات النخبة الحضرمية ( تشكيل موال للمجلس)  التي تعرضت بالأمس لكمين غادر في نفس المنطقة من قبل من وصفهم المتمردين التابعين لـ "عمرو بن حبريش"، وهو زعيم قبلي ويرأس حلف قبائل حضرموت المناوئ للمجلس الجنوبي المدعوم إماراتيا.

وأكد المجلس الانتقالي أن هذا القصف "لن يخدم أي مسار تفاهم ولن يثني شعب الجنوب عن المضي نحو استعادة كامل حقوقه".

وقال إن تحركاته العسكرية نحو محافظتي حضرموت والمهرة، شرقي البلاد، جاء استجابة لدعوات أبناء الجنوب لمواجهة التهديدات الأمنية المتمثلة في الجماعات الإرهابية، وقطع إمدادات وخطوط التهريب التي ظلّت ميليشيات الحوثي الإرهابية تستخدمها كشريان حياة طيلة العشر سنوات الماضية في تلك المحافظتين.

وأشار المجلس الجنوبي المدعوم من أبوظبي إلى "انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات تقوم على أساس ضمان حماية أمن ووحدة وسلامة الجنوب وضمان عدم عودة التهديدات الأمنية، وبما يلبي تطلعات وإرادة شعبنا الجنوبي، والمصالح المشتركة مع الأشقاء في المملكة".

وكانت قوات تابعة للمجلس الانتقالي قد هاجمت الخميس، مناطق ومعاقل قبلية مناوئة له في مديريتي غيل بن يمين النفطية والشحر الساحلية على بحر العرب، قبل أن تتعرض لكمين، كبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.

وردا على الكمين، نفذت قوات المجلس الانتقالي عملية أمنية واسعة طالت مناطق عدة في غيل بن يمين، أبرز معاقل ومحاضن القيادات القبلية المنضوية في حلف قبائل حضرموت ( أكبر تكتل قبلي معارض للمجلس الانفصالي ودولة الإمارات الداعمة له).

اظهار أخبار متعلقة



اقتحامات واعتقالات
وأفادت مصادر محلية بأن منازل المواطنين في المديرية التي تتواجد فيها أهم قطاعات النفط في حضرموت، تعرضت لمداهمات والاقتحامات من قبل القوات التابعة للمجلس.

وأضافت المصادر لـ"عرببي21" أن تم اعتقال عدد من المواطنين في عدد من الأحياء والمناطق في هذه المديرية التي تحولت إلى ساحة صراع دموية واسعة بين المقاتلين القبليين والتشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للمجلس الانفصالي المدعوم من حكومة أبوظبي.

وذكر بيان صادر عن حلف قبائل حضرموت، أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي قامت بمهاجمة منطقتي غيل بن يمين و وادي خرد وقامت بالدخول إلى البيوت وانتهكت حرمتها وروعت الأطفال والنساء، إضافة إلى حملة اعتقالات وإطلاق النار بشكل كثيف وعشوائي، مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع أبناء المنطقة نتج عنها قتلى وجرحى.

ودعا الحلف القبلي  قوات "النخبة الحضرمية" وخي وحدات عسكرية تشكلت بقرار جمهوري 2016، إلى " الاصطفاف إلى جانب إخوانهم في حلف قبائل حضرموت، وقوات حماية حضرموت، والمقاومة الشعبية الحضرمية، دفاعًا عن المحافظة  وحمايةً لمشروعها ومصالح أبنائها".

وأضاف أنه من لا يرغب في الاصطفاف إلى جانب الحلف فإن "الحياد يُعدّ موقفًا مسؤولًا يجنّب حضرموت وأبناءها مزيدًا من التعقيد".

‏كما طالب التكتل القبلي، قوات النخبة "بتجنب الانخراط أو الزجّ بهم ضمن صفوف قوات الانتقالي الغازية، حتى لا يتحولوا إلى دروع بشرية يُدفع بهم إلى واجهة المواجهات، بغرض حماية عناصر تلك القوات المقاتلة".

والخميس، دعت السعودية في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى سحب قواته من حضرموت والمهرة ، مشددة على أن "القضية الجنوبية عادلة وستُحل بحوار بين كافة الأطراف اليمنية ضمن الحل السياسي الشامل".

وقالت الخارجية السعودية إن التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة "تمت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف مما أدى إلى التصعيد غير المبرر الذي أضر بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته والقضية الجنوبية وجهود التحالف".

ومنذ 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت، عقب معارك مع "حلف قبائل حضرموت" وقوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.

وفي وقت سابق الشهر الجاري، رفض "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة خلال محادثات مع وفد سعودي إماراتي يسعى لاحتواء تقدّمه الميداني في جنوب اليمن.
التعليقات (0)