طالب أمير
قطر تميم بن حمد، الاثنين،
القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في
الدوحة، بإجراءات ملموسة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد هجومها على بلاده قبل نحو أسبوع.
وقال أمير قطر في كلمته خلال ترؤسه القمة: "عاصمة بلدي تعرضت لاعتداء غادر استهدف مسكنا تقيم به عائلات قادة حركة حماس ووفدها المفاوض".
وأضاف: "عندما وقع الاعتداء الإسرائيلي الغادر كانت قيادة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته منا ومن مصر".
وأكد أن "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي على استهداف طرف تفاوضي فإنه يعمل على إفشال المفاوضات".
وتساءل أمير قطر مستهجنا: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ إنها تريد إفشال المفاوضات".
وأوضح أن "رئيس وزراء إسرائيل يحلم أن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم كبير، وهذه المخططات لن تمر".
وطالب الأمير تميم بـ"اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل"، مضيفا: "لو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة الكثير من المآسي".
عباس: نريد تدخلا أمريكيا
وفي كلمته، جدد رئيس دولة
فلسطين محمود عباس، تضامن دولة فلسطين ووقوفها إلى جانب دولة قطر، في وجه الاعتداء الإسرائيلي.
وطالب سيادته في كلمته أمام القمة، بتدخل أمريكي، وتدخل مجلس الأمن، لوقف ممارسات دولة الاحتلال.
وطالب المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وعدوانها المتكرر ضد شعوبنا وأمتنا، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عملية ورادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".
وجدد الرئيس على أن "مفتاح الأمن والاستقرار في منطقتنا يكمن في وقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض والأموال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية".
العراق: أمن أي دولة عربية جزء من أمننا الجماعي
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، إن أمن واستقرار أي دولة عربية أو إسلامية جزء لا يتجزأ من الأمن الجماعي.
وأضاف: "نجدد التزامنا في مواجهة التطورات في المنطقة"، معتبرا أن "الاعتداء على قطر يمثل تصعيداً خطيراً ويبعث رسالة سلبية".
وأضاف "سلطات الاحتلال تواصل انتهاكها للقوانين الدولية"، لافتاً إلى أن "ما يجري في
غزة والضفة الغربية لم يعد مجرد انتهاك بل تعدٍ إلى خلق معاناة غير مسبوقة".
وأكد على أن "استمرار سياسات "إسرائيل" دون رادع سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار".
وتابع: "نؤكد أن أمن واستقرار أي دولة عربية أو إسلامية جزء لا يتجزأ من أمننا الجماعي".
الأردن: المجتمع الدولي سمح لإسرائيل أن تكون فوق القانون
على جانب آخر، قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن العدوان على الدوحة "جاء بعد حوالي عامين من بدء حربها الوحشية على غزة، عامين من القتل، والتدمير، وتجويع الأبرياء خرقت إسرائيل طول هذه الفترة القانون الدولي وكل القيم الإنسانية".
وتابع: "تمادت إسرائيل في الضفة الغربية في إجراءاتها غير الشرعية التي تعيق حل الدولتين، وتنسف فرص تحقيق السلام العادل، وتستمر في تهديد أمن واستقرار لبنان وسوريا، وها هي الآن تعتدي على سيادة قطر وأمنها".
وأطاف أن الحكومة الإسرائيلية تتمادى في هيمنتها لأن المجتمع الدولي سمح لها أن تكون فوق القانون.
وأكد أن على الدول العربية والإسلامية "أن نتراجع كل أدوات عملنا المشترك، لنواجه خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".
وشدد أنه "لا بد أن تخرج قمتنا اليوم بقرارات عملية لمواجهة هذا الخطر، لوقف الحرب على غزة، لمنع تهجير الشعب الفلسطيني، لحماية القدس ومقدساتها، ولحماية أمننا المشترك، ومصالحنا ومستقبلنا".
وختم أن "العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود. ردّنا يجب أن يكون واضحا، حاسما، ورادعا".
السيسي: ما تفعله "إسرائيل" يهدد "اتفاق السلام"
من جانبه، حذر رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، من أن ما تفعله دولة الاحتلال بالمنطقة "لن يقود لاتفاقات سلام جديدة بل قد يجهض الاتفاقات الحالية".
جاء ذلك بحسب ما ذكره في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة.
وقال إن "الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأحذر من أن السلوك الإسرائيلي المنفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع والتصعيد"
وشدد على أن إسرائيل "تحاول إفشال كل محاولات التهدئة وهذه الغطرسة الإسرائيلية تتطلب من دول القمة رؤية للتعاون في هذا الظرف الدقيق لمنع أي ترتيبات أحادية بالمنطقة".
وخاطب السيسي الشعب الإسرائيلي، قائلا إن "ما تفعله إسرائيل لن يقود لاتفاقات سلام جديدة بل قد يجهض اتفاقيات السلام الحالية".
الشرع: الحل في الوحدة العربية
من طرفه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، وقوف بلاده إلى جانب قطر بمواجهة العدوان الإسرائيلي، مستهجنًا "أن يُقتل المفاوض (..) وأن يستهدف الوسيط".
وقال الشرع في كلمته: "لا يزال العدوان الإسرائيلي على غزة مستمراً، ويمارس اعتداءاته على سوريا منذ 9 شهور".
وأضاف الشرع في كلمته مستنكرا: "من نوادر التاريخ أن يقتل المفاوض، ومن سابقة الأفعال أن يستهدف الوسيط"، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد قادة حركة "حماس" أثناء وجودهم في الدولة الوسيطة قطر.
وأشار إلى أنه "ما اجتمعت أمة ولمت شملها إلا وتعاظمت قوتها وما تفرقت أمة إلا وقد ضعفت".
أردوغان: يجب معاقبة "إسرائيل"
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، وجوب أن يكثف العالم الإسلامي جهوده الدبلوماسية لزيادة العقوبات على "إسرائيل".
وأكد في كلمته بالقمة على ضرورة أن يعتبر الرأي العام العالمي قمة الدوحة الطارئة تجسيدا لدعم العالم الإسلامي غير المشروط لقطر.
وشدد على أن "تركيا تقف مجددا ودوما بجانب قطر الدولة الصديقة والشقيقة والحليفة".
ووصف أردوغان إسرائيل حاليا قائلا: "أمامنا عقلية إرهابية تتغذى على الفوضى والدم ومتجسدة في شكل دولة".
وأكد أن العالم الإسلامي يمتلك الحكمة والوسائل اللازمة لإحباط مطامع إسرائيل التوسعية، وأعرب عن اعتقاده الراسخ بوجوب التضييق على إسرائيل اقتصادياً.
في وقت سابق، شهدت العاصمة القطرية وصول عدد من القادة، بينهم الرئيس السوري أحمد الشرع، ونظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى جانب وزراء خارجية دول عربية وإسلامية، من بينهم وزير خارجية إيران عباس عراقجي، ووزير خارجية تركمانستان رشيد ميريدوف.
كما وصل إلى الدوحة الأحد عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية، من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن شيخ محمود، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إضافة إلى قادة جزر القمر وجيبوتي.
وتأتي القمة في لحظة حرجة على المستويين العربي والدولي، في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على مقرات سكنية لقيادات حركة حماس في الدوحة.
والأحد، دعا الاجتماع التحضيري الوزاري العربي الإسلامي بالدوحة، إلى "معاقبة إسرائيل، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد غطرستها"، بحسب كلمات رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، ورئيس منظمة التعاون الإسلامي حسين طه، وأمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
والسبت، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن القمة الطارئة ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي مقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية، دون إيضاحات.
وبالتزامن مع الاجتماع بدأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد زيارة لتل أبيب، غداة تأكيده أن هجومها على الدوحة لن يؤثر على العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، هجوما جويا على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصرا من قوى الأمن الداخلي القطري.
فيما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف 7إطلاق النار.
وبهذا الهجوم وسعّت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة وعدوانا بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.