توفي الشاب مصطفى محمد أبو الوفا، بعد إقدامه
على الانتحار بتناول حبة الغلة، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض النفسي وتبعات
الاعتقال.
"لن أسامح من ظلمني"
ظهر مصطفي في مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" يعلن
فيه الانتحار مؤكدا أنه: "لم يسامح من ظلمه"، قائلا: "أخذت حبّة الغلة الآن، وذنبي
في رقبة كل من ظلمني، لن أسامح أي شخص ظلمني"؛ ثم تحدّث إلى شخص آخر مؤكداً أنه: "لا يمزح وتناول حبتين".
وكشفت مؤسسة جوار المهتمة بشؤون المعتقلين في
مصر أن أبو
الوفا البالغ من العمر 27 عامًا، قد اعتقل من منزله في 15 أيار/ مايو 2023، واقتيد
إلى جهة غير معلومة واستمر الإخفاء القسري بحقه لمدة 37 يومًا قبل أن يظهر على ذمّة
القضية 8852 لسنة 2023 بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، رغم عدم وجود أي سوابق
جنائية أو أدلة حقيقية تدعم هذه الاتهامات.
وخلال فترة احتجازه تعرض أبو الوفا للتعذيب وسوء المعاملة، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية، خاصة أنه كان يعاني سابقًا من نوبات صرع
وانفصام كلّي في الشخصية واضطرابات جسدية ونفسية، وذلك وفقًا لما أكده محاموه وجهات
التحقيق بعد عرضه على الطب النفسي، ورغم ذلك لم يتم الإفراج عنه، ليقضي 19 شهرًا
في السجن وسط معاناة مضاعفة.
بعد خروجه، وجد أبو الوفا نفسه في وضع مأساوي؛ إذ ضاع مصدر
رزقه وتراكمت عليه الديون، مما دفعه إلى الابتعاد عن منزله هربًا من الدائنين. وفي
ظل هذه الظروف القاسية، أقدم على الانتحار يوم أمس، تاركًا وراءه رسالة مصورة حمّل
فيها مسؤولية ما حدث له لمن ظلموه ودمروا حياته.
اظهار أخبار متعلقة
إلى ذلك، أثارت وفاته حالة من الحزن والغضب، ودفعت العديد إلى التساؤل
حول الظروف القاسية التي يعيشها المعتقلون، ومدى تأثيرها على صحتهم وحياتهم
وكشفت تعليقات أبو الوفا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أنه: "كان
محبوباً، لكنه تعرض لأزمة مالية خلال الفترة الأخيرة، عقب الإفراج عنه، مع معاناة
بالمرض النفسي الأمر الذي أصابه بالإحباط ودفعه لكتابة عدة منشورات عبر خلالها عن
حزنه".