اتهم حزب الله عناصر من الجيش
اللبناني بالاعتداء على المتظاهرين الذين تجمعوا عصر أمس السبت على طريق المطار القديم، احتجاجًا على قرار منع طائرة
إيرانية من الهبوط في مطار
بيروت الدولي.
وأثناء إلقاء نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، محمود قماطي، كلمة خلال التظاهرة، قامت قوات الجيش بإلقاء قنابل مسيّلة للدموع، مما أدى إلى حالة من التوتر في المكان، قبل أن ينتهي التحرك السلمي ويعاد فتح الطريق. ولم يصدر الجيش اللبناني أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الحادث.
من جهته، اتهم النائب حسن فضل الله عناصر من الجيش بـ"الاعتداء دون مبرر وبشكل مفاجئ" على النساء والأطفال المشاركين في الاعتصام السلمي، واصفًا ما حدث بأنه "اعتداء مشبوه يهدف إلى جرّ الجيش إلى مواجهة أبناء شعبه".
ودعا فضل الله، في بيان صادر عنه، قيادة الجيش إلى "محاسبة من ارتكب هذا الاعتداء المرفوض والمستنكر"، مؤكدًا أن ذلك يأتي "حرصًا على الجيش ودوره في حماية السلم الأهلي، ولئلا يتحول إلى أداة قمعية تُسقطه أمام إرادة الشعب وتفقده الإجماع الوطني حوله".
اظهار أخبار متعلقة
وجاء ذلك بعد أزمة الطائرات بين إيران ولبنان، بعدما منعت السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية في مطار رفيق الحريري "مطار بيروت الدولي"، لترد السلطات الإيرانية بمنع إقلاع طائرتين لبنانيتين إلى بيروت.
وأعلنت إيران أمس السبت أنها مستعدة لإجراء "محادثات بناءة" مع لبنان بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وتحدّث وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني هاتفيا عن "سبل لحل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين" وأكدا "استعدادهما لإجراء محادثات بناءة وبنية حسنة"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف
نواف سلام، إنه تحدث مع رئيس الجمهورية جوزيف عون حول هذه القضية.
وقال بحسب ما نقلت عنه مواقع لبنانية: "عرضنا إرسال طائرتين من شركة طيران الشرق الأوسط لإعادة اللبنانيين من طهران".
وبحسب نواف سلام، فإنه "في حال تعذر تنفيذ هذه الخطوة، تعهدت الدولة اللبنانية بتأمين عودتهم على نفقتها".
اظهار أخبار متعلقة
أكد سلام، أن حكومته لن تتهاون في التعامل مع أي إخلال بأمن مطار بيروت الدولي، مشيرًا إلى انتهاء لجنة صياغة البيان الوزاري من أعمالها.
وشدد سلام على "رفض الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة"، مؤكدًا أن "حرية التعبير لا علاقة لها بما يحدث في الشارع". وأضاف أن "اليونيفيل تُعد عامل استقرار في الجنوب، ونحن بحاجة إليها، والاعتداء عليها جريمة بحق لبنان"، معتبرًا أن "من يظن أن ما حصل يُسرّع الانسحاب الإسرائيلي فهو مخطئ".
وأكد سلام "ضرورة التشدد في تطبيق القانون ومحاكمة كل من أساء إلى القوى الأمنية".
وفيما يتعلق بأزمة الطائرة الإيرانية، أكد رئيس الحكومة أن "سلامة أمن مطار بيروت فوق كل اعتبار، ولن نتسامح مع أي إخلال به"، مشيرًا إلى استمرار التواصل مع إيران لـ"تأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت".
وفي ذات السياق، فضّ الجيش اللبناني اعتصاما لأنصار حزب الله على طريق مطار بيروت القديم، ندد بمنع هبوط الطائرتين الإيرانيتين.
وبينما كان القيادي في الحزب محمود قماطي يلقي كلمة وسط حشد من المتظاهرين، رمى عناصر الجيش بقنبلة غاز مسيل للدموع قبل أن يتم فض الجموع.
وقرر القائمون على الاعتصام إنهاءه، قائلين إن "الرسالة" وصلت.
اظهار أخبار متعلقة
يشار إلى أن قرار منع هبوط الطائرة فجر أزمة داخلية في لبنان، لا سيما أنه جاء بعد أن اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي طهران بأنها تستخدم طائرات مدنية في تهريب أموال إلى بيروت لتسليح حزب الله.
وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.
وبسبب هذه المواجهة تقطعت السبل بعشرات المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤدون شعائر دينية في إيران. وكان من المقرر أن يعودوا إلى بيروت على متن طائرة تابعة لشركة ماهان للطيران الإيرانية قبل أن يمنع لبنان الطائرة من الهبوط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي الجمعة إن إسرائيل هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، "مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت". وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.
وقال أفخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على "إكس"، إن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال.
وأضاف أدرعي: "جيش الدفاع لن يسمح بتسلح حزب الله وسيعمل من خلال جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل".
وبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين الجمعة من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة اللبنانيين العالقين من إيران، لكن إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.
اظهار أخبار متعلقة