سياسة عربية

بيت حانون.. بلدة تنكّل بالاحتلال في المتر الأول من غزة على مدار 464 يوما

مقاتلان من كتائب القسام خلال غارة على منزل تحصن به الاحتلال في بيت حانون- إعلام القسام
مقاتلان من كتائب القسام خلال غارة على منزل تحصن به الاحتلال في بيت حانون- إعلام القسام
تثبت بلدة بيت حانون البوابة الشمالية لقطاع غزة، مع الأراضي المحتلة عام 1948، المرة تلو الأخرى عبثية عدوان الاحتلال على قطاع غزة وعجزه عن اقتلاع المقاومة، على الرغم من الإبادة التي قام بها، وتحويلها إلى ركام بالكامل، لتخرج له في الوقت الذي تختاره وتفتك بجنوده.

وعادت بيت حانون لثبت مبدأ أن الفلسطيني في أرضه جمر تحت الرماد والركام، بعد الكمين القاتل الذي نفذته المقاومة، وقتل فيه 4 من الضباط والجنود، خلال دورية للواء الناحال في البلدة التي دخلها الاحتلال في اليوم الأول للعدوان بعد قصف مدمر ومجازر واسعة.

وتسبب كمين السبت بصدمة في أوساط الاحتلال، الذي أعلن مرارا خلال 464 يوما، سيطرته على بلدة حانون، لتخرج له بصورة مفاجئة في كل مرة بكمين قاتل، يخضع قبله ضباطه وجنوده، لعملية رصد دقيقة من أصحاب الأرض، قبل الفتك بهم في ساعة الصفر وتكبيدهم خسائر تعيدهم إلى مربع اللحظة الأولى لشن العدوان.

اظهار أخبار متعلقة


ونستعرض في التقرير التالي، أبرز ما نعرفه عن بلدة بيت حانون، وتاريخها مع الغزاة وأبرز عمليات المقاومة فيها منذ بدء العدوان على غزة:

تقع بلدة بيت حانون في الجزء الشمالي  الشرقي من قطاع غزة، وتعد البوابة الشمالية للقطاع، بسبب وجود معبر بيت حانون "إيرز" فيها، وهو أحد أهم 7 معابر لغزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، والذي كان مخصصا بصورة أساسية لتنقل الأشخاص قبل أن يقتحم في عملية طوفان الأقصى ويتم تدميره بشكل كامل وأسر جنوده.

تبلغ مساحة البلدة شبه المستوية قرابة الـ20 ألف دونم، لكنها كانت من المناطق المكتظة بالسكان في القطاع، بسبب تجاور الأبنية في مساحة تصل إلى 5 آلاف دونم كان يعيش فيها حتى قبل العدوان قرابة الـ50 ألف نسمة.

Image1_120251285042138214443.jpg

بحسب معظم المصادر التاريخية يعود أصل تسمية المدينة بهذا الاسم إلى الملك حانون الآشوري وقد جرت بينه وبين الملك اليافي حروب طويلة حتى أهلكا بعضهما فعملوا له تمثالاً ووضعوه في بيت العبادة فاشتهرت البلدة منذ ذلك الوقت باسم بيت حانون، كما يوجد في المدينة مسجد النصر الذي يرجع تاريخة إلى عام 637 للهجرة، وكذلك قبة أم النصر التي انتصر فيها المسلمون على الفرنجة.

تعتبر البلدة من أكثر المناطق حساسية لدى الاحتلال، بسبب موقعها المجاور لمستوطنات "إيريز" و"نتيف هسعراه" (العين العاشرة) و"سديروت"، و"نير عام" و"كفار عزة". وكانت من أهم نقاط الانطلاق في طوفان الأقصى، خاصة مع اكتشاف النفق الكبير الذي اقتحم معبر "إيريز" بسببه في العملية وكان يمتد إلى جباليا.

احتلت بيت حانون، كحال ما تبقى من قطاع غزة والضفة الغربية، في عدوان الخامس من حزيران/ يونيو 1967 بعد هزيمة الجيش المصري، الذي كان يسيطر عليها، وبقيت تحت الاحتلال لمدة 38 عاما، إلى أن انسحب الأخير عام 2005، في ما عرف بخطة فك الارتباط بغزة.

ورغم أن البلدة خاضت مواجهات عديدة مع الاحتلال، على مدار السنوات الماضية، وكان دائما ما يتوغل في أطرافها، إلا أن العدوان الحالي كان الأشرس بحقها، والذي تعرضت فيه للضربة الأولى يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عبر قصف جوي عنيف غير مسبوق مهد لدخول الدبابات وناقلات الجنود.

وصدر البيان الأول من كتائب القسام، لأول كمين يسقط فيه جنود الاحتلال في بيت حانون، بتاريخ الـ31 من الشهر ذاته، أي بعد 4 أيام من بدء العدوان البري، وكان "مجاهدو القسام يجهزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، ويستهدفون جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".

اظهار أخبار متعلقة


لكن "القسام" بثت بعدها مقطعا مصورا، قالت إنه وقع يوم الـ29 من الشهر ذاته، أي بعد يومين من بدء العدوان، لمقاتليها لحظة إغارتهم من أحد الأنفاق على قوة للاحتلال بالقرب من من السياج الفاصل في بلدة بيت حانون في الأمتار الأولى للقطاع.

لكن أبرز الأحداث كارثية لجيش الاحتلال في بيت حانون، كان في ضربة ناقلة الجنود "النمر" والتي كان بداخلها 12 ضابطا وجنديا، من لواء جفعاتي في بداية العدوان البري، والتي نجا منها واحد فقط وتحولت إلى مقبرة للباقين بعد ضربها بقذيفة مضادة للدروع.

ضربات متلاحقة

ومن أبرز الضربات التي تلقاها الاحتلال في بيت حانون، إجهاز مقاتلي "القسام" على قوة بعد دخولها مبنى كمنوا بداخله واستهدف آلية وجرافة كانتا تؤمنان المكان.

وقد استخدمت "القسام" طائرة مسيرة، ألقت بواسطتها قنبلة على تجمع لجنود الاحتلال في بيت حانون، وانفجرت وسطهم وألحقت بهم خسائر بين قتيل وجريح.

وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في نفق مفخخ في بيت حانون.

وفي 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت كتائب القسام، أنها دمرت أربع آليات للاحتلال بصواريخ ياسين 105 في بيت حانون.

وخرج الاحتلال في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023، ليعلن سيطرته بالكامل على بلدة بيت حانون ويزعم تفكيكه لكتيبة بيت حانون التابعة لكتائب القسام.. لكن ما جرى لاحقا، لم يكن سوى بداية غرق الاحتلال في مستنقع الكمائن الذي أعدته المقاومة في البلدة وأثبت زيف ادعاءات الاحتلال حتى يومنا هذا.

ولم تمض أيام، حتى انسحب الاحتلال من وسط البلدة، وعاد السكان رغم تحذيرات الاحتلال، إلى أنقاض منازلهم ومزقوا أعلام الاحتلال التي وجدوها في البلدة، وعادت الصواريخ لتنطلق من جديد، من بيت حانون باتجاه مستوطنات الاحتلال كما فعلت سرايا القدس في وسط كانون الثاني/ يناير 2024.

وقام الاحتلال بتوغلات مجددا بعد ذلك التاريخ، وفي كل مرة كان يواجه كمائن جديدة، في المناطق التي عمل فيها، ومن أهمها الكمين المركب الذي وقعت فيه كتيبة نيتساح يهودا في بيت حانون، والذي استمر بصورة متلاحقة ساعات طويلة، وقتل فيه أحد أبرز الضباط المتطرفين، في عملية قنص مثيرة سقط فيها ثلاثة بطلقتين.

وقد بثت "القسام" مشاهد لتفخيخ منزل في بيت حانون، واستدراج الجنود إليه، وتفجيره بهم، لحظة إزالتهم كاميرا المراقبة التي ترصد تحركاتهم، ومقتل أربعة جنود نتيجته.

ونستعرض في ما يأتي أبرز عمليات المقاومة في بيت حانون، منذ بدء العدوان: 






















التعليقات (0)