عاش كل من
المغرب واليمن، في الجمعة الـ65 على التوالي من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع
غزة المحاصر، على إيقاع عدد من الوقفات التضامنية، المُطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية التي تُمارس على الغزّيين، أمام مرأى العالم، وفي ضرب صارخ لكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
رصدت "عربي21" عددا من المقاطع والصور، التي جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من الوقفات التضامنية، اليوم الجمعة. البداية من آلاف المغاربة، ممّن استنكروا المحرقة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، منذ أسبوع.
الوقفات التضامنية في المغرب، نظمت مباشرة عقب صلاة الجمعة، بعدّة مدن، بينها: تطوان وطنجة، والدار البيضاء، وتازة، وإنزكان وأكادير، وذلك استجابة لدعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية).
وندّد المحتجون، باستهداف الاحتلال الإسرائيلي لكل من المستشفيات والأطقم الطبية، محذّرين في الوقت نفسه من استمرار هذه الحرب الهوجاء، التي طالت وتسبّبت في وضع إنساني كارثي، خلّف أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
كذلك، ردّد المغاربة المحتجّون، عدّة شعارات تدعو للاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، بينها: "يا طبيب لك منا تحية، روحي يا روح على العهد وفية"، و"الشهيد خلى (ترك) وصية، لا تنازل على القضية"؛ مع رفعهم لعدد من الصور التي توثّق جرائم الحرب التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي اقترافها بقلب القطاع المحاصر.
وفي
اليمن، أعلنت جماعة "الحوثي" خروج نحو 700 مظاهرة بـ14 محافظة واقعة تحت سيطرتها، اليوم الجمعة، تضامنا مع قطاع غزة، تحت شعار: "ثابتون مع غزة، بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية".
المظاهرات التي خرجت في الجمعة الأولى من رجب، استجابة لدعوة من "الهيئة الشعبية لنصرة قضايا فلسطين" (غير حكومية)، شارك فيها عشرات آلاف المواطنين، مرددين هتافات من بينها: "بهويتنا الإيمانية، نتصدى للصهيونية"، و"يمن الحكمة والإيمان، متحدي للأمريكان"، و"لا تراجع لا انكسار، نتحدى كل الأشرار"، و"يا غزة يا فلسطين، معكم كل اليمنيين".
كذلك، رفع المحتجّون، عددا من اللافتات للتنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي على الشعب الفلسطيني، معبرين في الوقت نفسه عن رفضهم لما وصفوه بـ"ثلاثي الشر العالمي" المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق البيان الموحد للتظاهرات.
وأكد البيان نفسه، "مواصلة المعركة المقدسة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم بكل إيمان وثبات؛ والاستمرارية في العمليات العسكرية، والمسيرات المليونية، والفعاليات والأنشطة، والإنفاق في سبيل الله، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء" وذلك تضامنا مع غزة.
وباشرت جماعة الحوثي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2023، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، وذلك "تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها، للعام الثاني على التوالي.
وردا على هذه الهجمات، بدأت كل من واشنطن ولندن منذ مطلع عام 2024، شنّ غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.
كذلك، تشن "الحوثي" بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعضها استهدف "تل أبيب"، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة على غزة.
ومنذ بدء الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على كامل قطاع غزة، وهو يستهدف بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، القطاع الصحي، ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع كذلك دخول أيّ من المستلزمات الطبية، خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
اظهار أخبار متعلقة
وبتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، حيث أضرم النار فيه وأخرجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا بداخله، بينهم الكادر الطبي وجرحى ومرضى، والمدير حسام أبو صفية.
تجدر الإشارة إلى أنه بدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره، متجاهلا مذكّرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.