بعثت الفنانة
المعتزلة
شمس البارودي، برسالة رثاء مؤثرة لزوجها الراحل الفنان
حسن يوسف، عبرت
فيها عن عميق حزنها وصبرها على فراقه.
ونشرت شمس
البارودي عبر حسابها على فيسبوك كلمات تفيض بالمشاعر، قائلة: "أحمد الله
وأشكره وأرضى بقضائه، وعزائي أن الدنيا فانية، وكل منا راحلٌ عنها في موعده. الحياة
الحقيقية هناك، حيث نلتقي بأحبتنا في جنات النعيم بإذن الله".
وتطرقت إلى
تفاصيل العلاقة التي ربطتهما به، قائلة: "52 عامًا جمعتني برجل محب وكريم، حنون
وعاشق، كان يرعاني ويغمرني بحبه واهتمامه منذ كنت في السادسة والعشرين من عمري وهو
في الثامنة والثلاثين، كان يغمرني باهتمامه بأدق التفاصيل، حتى أصبحت الدنيا لا
تساوي شيئًا من دونه".
أعادت شمس
البارودي ذكريات اللحظات الأخيرة التي جمعتها بحسن يوسف، فكتبت: "في آخر حديث
جمعنا، أمسك بيدي وضمها إلى صدره، وقال لي إننا سنلتقي مجددًا بإذن الله. كان
دائمًا وفيًا بوعوده، ولم يخذلني يومًا". وأردفت: "فراقك يا حسن ليس
وداعًا، بل وعد بلقاء في مستقر رحمة الله، حيث يجمع الله عباده المحبين".
اظهار أخبار متعلقة
وجاءت الرسالة
كإشادة بحياتهما المشتركة التي امتدت لأكثر من نصف قرن، منذ أن التقت بهما السبل
في مطلع السبعينيات، حيث تزوجا في وقت كانت فيه البارودي نجمة صاعدة في السينما،
وكان حسن يوسف أحد أبرز وجوه الفن
المصري.
وفاة حسن يوسف
وتوفي حسن يوسف نهاية
شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد مسيرة فنية طويلة شهدت أعمالاً بارزة، حيث
قدم أدوارًا متنوعة من الرومانسية إلى الكوميديا والدراما الاجتماعية والدينية،
واعتُبر من وجوه السينما المصرية خلال الستينيات والسبعينيات.
ومن أبرز أعماله
التي لا تزال حاضرة في الذاكرة مسلسل إمام الدعاة الذي جسد فيه حياة الشيخ محمد
متولي الشعراوي، والمراغي، وكذلك أفلامه في فترة الشباب كفيلم "الخطايا"
إلى جانب عبد الحليم حافظ، و*"الشياطين الثلاثة"*، بالإضافة إلى
"زقاق المدق" المقتبس من رواية نجيب محفوظ. أما في فترة الثمانينيات، فبدأ يبتعد تدريجيًا عن الأضواء، متحولاً إلى أدوار أكثر ارتباطًا بالدين وقضايا
المجتمع
في منتصف
السبعينيات، اتخذت شمس البارودي قرارًا مفاجئًا باعتزال الفن، وقامت بحذف كل
أعمالها الفنية من أرشيفها الشخصي، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت دعمًا لقناعاتها
الدينية وحياتها العائلية إلى جانب حسن يوسف. وأصبحا نموذجًا للثنائي الذي قرر
الابتعاد عن الأضواء والالتفات للحياة الأسرية.
اظهار أخبار متعلقة
رغم اعتزالها
الفن منذ عقود، فإن شمس البارودي أكدت في كلماتها كيف كان حسن يوسف بمثابة
السند والداعم في رحلتها الشخصية، وكيف شكلا معًا حياة هادئة بُنيت على التفاهم
والحب. وتبقى أعمال حسن يوسف في ذاكرة الفن المصري والعربي، بينما تعيش شمس
البارودي اليوم على ذكرياتهما المشتركة، منتظرة لقاءها به في دار الخلود.