سياسة دولية

"معاريف": ما الذي يريده المصريون بعد عام من الحرب على غزة؟

جوخي: تكمن مشكلة المصريين في غياب سياسة إسرائيلية واضحة تجاه قطاع غزة- الأناضول
جوخي: تكمن مشكلة المصريين في غياب سياسة إسرائيلية واضحة تجاه قطاع غزة- الأناضول
استعرض الكاتب الإسرائيلي جاكي خوجي العلاقات الإسرائيلية المصرية في ضوء استمرار العدوان على قطاع غزة.

وقال خوجي في مقال له في صحيفة "معاريف" العبرية، إن القاهرة خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل" إلى إشعار آخر، وذلك بعدم تسميتها لسفير في "تل أبيب" وعدم استعدادها لاستقبال سفير إسرائيلي جديد.

وحتى في حركة التجارة فقد تقلصت بشكل كبير، باستثناء شقين استراتيجيين: تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر واتفاقية التجارة الحرة  (QIZ)، وهو مشروع مشترك بين مصر وإسرائيل يعفي المنتجات من الرسوم الجمركية ويهدف إلى تعزيز الصناعة المصرية.

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب جوخي فإن مصر باتت ترى أن "سياسة إسرائيل تشكل خطرًا على الاستقرار الإقليمي". و"على عكس الماضي، حيث كانت القنوات بين القاهرة والقدس مفتوحة، فإن الطرفين اليوم يحتاجان غالبًا إلى وسيط لنقل الرسائل الهامة بينهما".

يستعرض جوخي كيف أن المصريين عملوا، على مدى العام الماضي، كوسطاء لتحقيق صفقة لتحرير الرهائن، وفي الوقت ذاته ضغطوا على "إسرائيل" لوضع خطة عملية لحل مشكلة قطاع غزة، "ومع ذلك، قوبلت جهودهم بالرفض".

خلال المفاوضات، اعتقد المصريون أن الفريق الإسرائيلي يقوم بمناورات تهدف إلى إفشال الصفقة. "نحن مصريون، ولسنا فلسطينيين"، هذا ما قاله مسؤولون مصريون لنظرائهم الأمريكيين، معبرين عن استيائهم من طريقة تعامل "إسرائيل"، بحسب ما يكشف جوخي.

عندما اندلعت الأزمة حول محور فيلادلفيا، كانت المفاوضات قد وصلت بالفعل إلى طريق مسدود، بعد شهور طويلة من الجهود التي فشلت مرارًا وتكرارًا. اتهمت إسرائيل مصر بالتراخي الذي أدى إلى تشجيع التهريب عبر أنفاق رفح.

يزعم جوخي أنه بسبب الطريق المسدود، فقد اتخذت القاهرة في الأشهر الأخيرة قرارًا هادئًا يتمثل في "ترك إسرائيل وحدها لتتعامل مع قطاع غزة. سيغلقون معبر رفح ويتركون القطاع بأكمله في يد إسرائيل، دون أي مساعدة من الدول العربية الشقيقة. كان الهدف من القرار هو الضغط على إسرائيل للموافقة على عودة السلطة الفلسطينية، لكنه يحمل مخاطر طويلة الأمد بالنسبة لمصر".

من المشكوك فيه أن تكون "إسرائيل" قادرة على التعامل مع قطاع غزة المدمر وحدها. تكلفة إعادة إعمار القطاع تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وليس لدى "إسرائيل" نية للاستثمار في ذلك، وبالتالي فإنها لن تتم إعادة الإعمار.

لكن يجب على "إسرائيل" إطعام السكان، وتنظيف القطاع، وتوفير حياة يومية لهم. ولن تجد "إسرائيل" من يساعدها في هذه المهمة. وهكذا، مرة أخرى، سيعود هذا العبء الثقيل إلى "إسرائيل"، مع إضافة عبء إنساني كبير هذه المرة. بدون رؤية مستقبلية، قد تغرق غزة في حالة من الجريمة أو الإرهاب أسوأ مما شهدناه. لقد خرجنا إلى الحرب للقضاء على التهديدات للجنوب، وليس لتفاقمها. يقول جوخي.

وكشف جوخي أن مصر اشترطت ثلاثة شروط لإرسال قواتها إلى قطاع غزة؛ الأول: أن تأتي هذه القوات في إطار خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، تتضمن جداول زمنية واضحة، وفي هذه الخطة، تطلب مصر أن يكون للسلطة الفلسطينية دور رئيسي. والشرط الثاني هو ألا تأتي هذه القوات وحدها. هم على استعداد لإرسال جنودهم فقط كجزء من قوة متعددة الجنسيات تشمل عدة جيوش.

أما الشرط الثالث، فهو الأكثر إثارة للدهشة. فمصر تشترط إرسال قواتها بموافقة إسرائيلية لنشرها في الضفة الغربية أيضًا، وليس في غزة فقط. بمعنى أن يتم نشر القوات في جنين، ونابلس، ومدن أخرى. هذا الطلب يعكس تزايد القلق المصري خلال السنوات الأخيرة من احتمال اندلاع صراع عنيف في الضفة الغربية وفي القدس.

اظهار أخبار متعلقة


يؤكد جوخي أن "إسرائيل" ليست قريبة حتى من وضع خطة أساسية لحل أزمة قطاع غزة. جميع الحلول التي طرحت داخل المؤسسة الأمنية، حتى قبل التصعيد في الشمال، كانت إما جزئية أو غير قابلة للتنفيذ. خطة المناطق العازلة، التي كانت تهدف إلى إقامة أحياء آمنة تحت قيادة موالية لـ"إسرائيل"، انهارت قبل أن تولد؛ كما هو متوقع، فقد مارست حركة حماس ضغوطًا عنيفة على كل من تجرأ على التواصل مع "إسرائيل" لهذا الغرض.

يزعم جوخي أن السيسي وفريقه يعلمون أن "إسرائيل" تخوض معركة حيوية ضد عدو شرس في الشمال والجنوب، ولا ينسون أن محور المقاومة بأكمله هو أيضًا عدوهم، وليس لديهم نية لمنع الجيش الإسرائيلي من تحقيق الإنجازات، أو التعبير عن معارضة للحرب. ويضيف: "تكمن مشكلتهم، في ما يتعلق بغياب سياسة إسرائيلية واضحة. خلال العام الماضي، تصرف المصريون بصبر نسبي، نتيجة لفهمهم لظروف إسرائيل وبسبب مصلحتهم في إضعاف حماس. لكن في هذه الأيام، في القاهرة، هناك من ينتظرنا بفارغ الصبر على الجانب الآخر".
التعليقات (0)