صحافة إسرائيلية

الخيار النووي.. نقطة قوة إيران مهما ضعف تأثيرها

إيران تخصب اليورانيوم بكميات كبيرة وبدرجة تتعدى احتياجات البرنامج السلمي- الأناضول
إيران تخصب اليورانيوم بكميات كبيرة وبدرجة تتعدى احتياجات البرنامج السلمي- الأناضول
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن التطورات الأخيرة تظهر أن إيران، رغم ضعفها، لا تزال تمتلك رادعًا كبيرًا يتمثل في خيارها النووي. حيث مع تراجع قوة حزب الله وفشل صواريخه في إحداث أضرار كبيرة، يتجه الانتباه إلى التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني.

وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن إسرائيل أظهرت أن رادعي إيران الرئيسيين ضد الهجوم - صواريخها الباليستية ومليشيا حزب الله المتحالفة - أقل قوة مما كان يُعتقد سابقًا. وتُظهر هذه المعطيات احتمال تسريع إيران لبرنامجها النووي من أجل ردع أعدائها الإقليميين الرئيسيين.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين أفادوا بأن طهران قد جمعت معظم المعرفة اللازمة لبناء سلاح نووي، وقد تعيد النظر في تعهد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بعدم الحصول على أسلحة دمار شامل.

اظهار أخبار متعلقة



وفي سياق متصل، أشار فريدون عباسي، الرئيس السابق للوكالة النووية الإيرانية، إلى إمكانية بدء إيران في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90 بالمئة، وهو المستوى المطلوب للأسلحة النووية.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين ذكروا أنه يمكن لإيران تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة إلى مادة صالحة للاستخدام في الأسلحة في أقل من أسبوعين.

وقد أُبرمت الاتفاقية النووية في عام 2015 كجزء من جهود للحد من البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة، تقدم البرنامج الإيراني بشكل كبير، ما جعله قريبًا من القدرة على تطوير سلاح نووي.

وأشارت الصحيفة إلى أن غريغوري برو، المحلل البارز في مجموعة يوراسيا الاستشارية، قال إن "تراجع قدراتها مقابل إسرائيل سيجبر طهران على تطوير مصادر جديدة للردع، ما يزيد الضغط على توسيع البرنامج النووي"، وأضاف أن ما هو من المحتمل أن نراه هو مزيد من الضغط لتقدم البرنامج وتحذيرات بأنه قد لا يبقى "سلميًا".

وذكرت، أن إيران تدعي أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكنها تعتبر الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج يورانيوم مخصب بشكل كبير.

ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران ما يكفي من الوقود النووي القريب من مستوى الأسلحة لأربعة أسلحة نووية تقريبًا. كما أن إيران أجرت تجارب على معدن اليورانيوم، وهو عنصر أساسي في الأسلحة النووية.

اظهار أخبار متعلقة



وأفادت الصحيفة بأن المسؤولين الأمريكيين ووكالة الطاقة الذرية لم يعودوا يقدمون الضمانات التي كانت تُعتبر معيارية بأن طهران لا تعمل على برنامج أسلحة.

ووفقًا لتقارير، بدأت طهران في أنشطة للحصول على مزيد من المعرفة اللازمة لبناء قنبلة نووية.

ولفتت إلى ن إيران تواصل استخدام نحو 13,000 جهاز طرد مركزي، بما في ذلك آلاف الآلات المتقدمة، وهي الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60 بالمئة. وفي عام 2021، استأنفت إيران العمل على معدن اليورانيوم، ما يعكس تقدمها في هذا المجال.

وذكرت الصحيفة أن إيران نجحت في تطوير تقنيات تصنيع السلاح النووي، حيث أفادت في عام 2005 بأنها حصلت على مخططات معالجة غاز اليورانيوم وصب اليورانيوم من العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في السابق، كانت إيران تسعى لتسليم رأس حربي باستخدام صواريخ شهاب-3 الباليستية، ما يدل على استمرارية سعيها لتعزيز قدراتها العسكرية النووية، وعلى الرغم من الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، فإن إيران تظل متقدمة في برنامجها النووي.

اظهار أخبار متعلقة



المخاطر المحتملة
وبينما يتزايد الضغط على إيران، تشير التقديرات إلى أن أي هجوم على برنامجها النووي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع؛ حيث حذرت إيران من أن أي عمل عدائي قد يدفعها للتخلي عن المعاهدات الدولية المتعلقة بالأسلحة النووية.

وأفادت الصحيفة بأن إدارة بايدن أكدت التزامها بفرض عقوبات صارمة على إيران، إلا أن هناك قلقًا من تصاعد التوترات، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وختمت الصحيفة بالقول، إن الأنظار تظل متجهة إلى كيف ستتطور الأوضاع، وما إذا كانت إيران ستواصل سعيها نحو تعزيز قدراتها النووية وسط ضغوط دولية متزايدة.
التعليقات (0)