كشفت شبكة "
سي إن إن" الإخبارية، عن كواليس المحادثات بين الولايات المتحدة ودولة
الاحتلال الإسرائيلي حول وقف إطلاق النار في
لبنان وعزم "إسرائيل" على توجيه ضربة انتقامية إلى
إيران، مشيرة إلى أن
واشنطن تحث "تل أبيب" على عدم التصعيد المفرط.
والثلاثاء الماضي، شنت إيران هجوما صاروخيا ضد الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 200 صاروخ باليستي، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وجاء الهجوم كذلك ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الراحل إسماعيل هنية، خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، في نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وتعهد جيش الاحتلال بتوجيه هجوم كبير ضد إيران ردا على الهجوم الصاروخي الأخير، في حين تتصاعد التحذيرات الدولية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب ما نقلته "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين، فإن الولايات المتحدة استسلمت لمحاولة تشكيل وتقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران بدلا من وقف الأعمال العدائية.
وقال مسؤول أمريكي لـ"سي إن إن"، إن بلاده حثت "إسرائيل على عدم التصعيد المفرط بشن ضربة انتقامية"، مشيرا إلى أن ما تراه دولة الاحتلال الإسرائيلي "هجوما متناسبا قد لا يتماشى مع ما قد يعتبره بقية العالم - بما في ذلك الولايات المتحدة - ردا مدروسا".
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عدم دعمه ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقال أيضا إنه "سيفكر في بديل آخر غير ضرب المنشآت النفطية الإيرانية، لو كان محل الإسرائيليين".
ونقلت الشبكة الأمريكية، عن الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس، قوله إن "النفوذ الوحيد الذي يتمتع به الأمريكيون الآن هو استدعاء وزير الدفاع إلى واشنطن وكسب الوقت".
ومن المقرر أن يتوجه وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وسيلتقي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن.
وتأمل الولايات المتحدة من هذه الزيارة، أن تكسب الوقت للتشاور والتخطيط قبل أن ينفذ الاحتلال الإسرائيلي رده المرتقب ضد إيران، وفقا لـ"سي إن إن".
وعلى صعيد العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، فإن المخاوف بشأن تطور ما وعد الاحتلال بأنه سيكون عملية محدودة إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا، تتزايد داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت "سي إن إن"، عن مسؤول أمريكي كبير، دون الكشف عن هويته، قوله حول المباحثات الخاصة بين واشنطن والاحتلال: "لم نتمكن من منعهم من اتخاذ إجراء، ولكن يمكننا على الأقل محاولة تشكيله".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، فإن حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى ألفين و11 شهيدا، و9 آلاف و535 جريحا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.