بدأ الرئيس الموريتاني، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، مشاورات مع أطراف محلية ودولية؛ تمهيدا لوساطة ينوي القيام بها؛ بحثا عن حل للأزمة السياسية المتصاعدة في
ليبيا.
ومن المقرر أن يتوجه ولد الشيخ
الغزواني 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري إلى ليبيا، رفقة رئيس الكونغو برازافيل دنيس ساسو نغيسو، الذي يرأس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد حول ليبيا، ووفد من الاتحاد الأفريقي، يضم أيضا رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد.
ومن المقرر أن يجري الغزواني والوفد الأفريقي على مدى يومين لقاءات مع أطراف الأزمة الليبية.
مشاورات إقليمية قبل الوساطة
وقد أجرى الغزواني مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أبلغه خلالها عن نيته زيارة ليبيا رفقة وفد أفريقي؛ بهدف "تقريب وجهات النظر حول الحل في ليبيا".
وذكر التلفزيون الجزائري أن الغزواني أبلغ تبون بالزيارة التي ينوي القيام بها لليبيا رفقة رئيس جمهورية الكونغو، دونيس ساسو نغيسو، بناء على دعوة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي.
إظهار أخبار متعلقة
ووفق بيان للرئاسة الجزائرية، "فقد قدّر الرئيس تبون هذه الخطوة التي يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذا دونيس ساسو نغيسو الرئيس الكونغولي المكلف بالمصالحة في الملف الليبي لدى الاتحاد الأفريقي، متمنيا نجاح المصالحة بين الأشقاء الليبيين".
كما أجرى الرئيس الموريتاني أيضا اتصالا هاتفيا بهذا الخصوص مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي.
ووفق وسائل إعلام موريتانية، أكد الرئيسان خلال محادثاتهما "حرص
موريتانيا ومصر على الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، واستعادة الأمن والاستقرار فيها".
زيارات لمسؤولين ليبيين
وخلال الأسابيع الأخيرة، زار العاصمة الموريتانية نواكشوط عدد من المسؤولين الليبيين؛ وذلك تمهيدا للوساطة المرتقبة.
ففي آب/ أغسطس الماضي، زار نواكشوط رئيس حكومة
البرلمان الليبي أسامة حمّاد، والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقالت الحكومة الليبية في بيان حينها؛ إن الطرفين أجريا "مباحثات سياسية تشاورية مهمة".
إظهار أخبار متعلقة
وقبل ذلك بأيام، التقى وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد مرزوك، وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية الليبية طاهر الباعور.
فرص الوساطة
ويرى المحلل السياسي المتابع للشأن الليبي محمد الحافظ الغابد، أن هذه الوساطة "مهمة لتحريك الملف الليبي، لكن ليس أمامها فرص كبيرة لحل هذه الأزمة".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الأزمة الليبية "تتصارع فيها أقطاب دولية وإقليمية كبيرة".
ولفت إلى أن الأطراف الليبية "منقسمة على نفسها منذ فترة، وكل طرف يأمل في الاستفراد بالبلد؛ نظرا لحجم تضحياته وطموحاته".
وأضاف أن الغزواني أمامه "فرصة قيادته للاتحاد الأفريقي للعمل على تحريك الملف، ولكنه تحريك محدود الفرصة بشأن الوفاق الوطني الليبي في هذا الظرف".
"لا حل قبل وقف التدخل الإماراتي"
وأوضح محمد الحافظ الغابد، أنه "ما لم يحصل تحول كبير في وقف التدخل الإماراتي المصري في تقسيم ليبيا، فلا أمل في حلحلة الملف في هذا الظرف، ما لم تحصل متغيرات تمكن الليبيين من التقاط أنفاسهم، والرجوع للقرار الوطني بعيدا عن اختطاف الأدوات الإقليمية والدولية للقرار الليبي عند بعض الأطراف المدعومة إماراتيا ومصريا".
وتابع: "تبقى المحاولة الموريتانية الأفريقية مهمة، وتسجل اهتماما مهما لتحريك البحث عن حل لهذا الملف العالق منذ سنوات".
إظهار أخبار متعلقة
لكن المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي، يرى أن ثمة مؤشرات تصب في صالح ولد الشيخ الغزواني لأداء دور إيجابي في حلّ الملف الليبي.
ولفت في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن من بين هذه المؤشرات "مستوى العلاقات الذي يربطه بطرفي الصراع في ليبيا، إضافة إلى طول الأزمة وحاجة أطرافها ربما لإيجاد مخرج توافقي".
وأشار إلى تحديات صعبة تواجه هذه الوساطة، قال؛ إن من أبرزها "إيجاد حلقة وسط بين الطرفين لإيجاد مخرج، ولن يكون ذلك إلا باقتراح خارطة طريق واضحة المعالم تحفظ مصالح طرفي الصراع، مقابل التنازل لطرف ثالث ليكون في واجهة المشهد".
وأضاف: "الملف فرصة مهمة لموريتانيا إن استطاعت أن تنتهز فرصة رئاستها للاتحاد الأفريقي لأداء دور محوري في حل الأزمة الليبية، كما سيكون للأمر، إن حقق نجاحا، مكسبا دبلوماسيا كبيرا لنظام ولد الشيخ الغزواني".
وتعيش ليبيا منذ نحو 3 سنوات أزمة صراع على السلطة بين حكومة
الدبيبة المعترف بها أمميا، التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، ومنها تدير كامل غرب البلاد، وحكومة أسامة حماد غير المعترف بها، والمكلفة من مجلس النواب، وتتخذ من مدينة بنغازي مقرا لها، حيث تدير من هناك شرق البلاد ومدنا في الجنوب.