صحافة دولية

حرب الوكالة في السودان.. سبب آخر لمعركة طويلة الأمد

اتهامات متتالية للإمارات بالتورط بحرب السودان- الأناضول
اتهامات متتالية للإمارات بالتورط بحرب السودان- الأناضول
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية؛ إن الحرب الدائرة في السودان تغذي شبكة من الجهات الخارجية.

وذكر محرر الشؤون الأفريقية في الصحيفة ديفيد بلينغ: "عندما يفكر أي شخص في حرب السودان يتخيلها على أنها حرب بين جنرالين يتقاتلان على جثة بلد، وهذا صحيح إلى حدّ ما، لكن  الصراع الذي أطلق العنان لفظائع حقوق الإنسان بحجم مخيف، هو أيضا حرب بالوكالة".

وأضاف، أن "الرعاة المختلفين لحرب السودان، هم قوى متوسطة صاعدة في المنطقة الأوسع بما في ذلك الخليج".

إظهار أخبار متعلقة



وأشار بلينغ إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية، الذي أكد أن الأسلحة التي قدمتها الإمارات وتركيا والصين وروسيا، انتشرت على أرض المعركة وكان المدنيون هم الضحايا الرئيسيون.

وتابع، أن الوكلاء يتوزعون على هذا النحو تقريبا: مصر والسعودية تقفان خلف عبدالفتاح البرهان، والإمارات وروسيا تدعمان قوات الدعم السريع، الرعاة الأجانب الآخرون يتسم دعمهم بالتنوع.

وأشار إلى أن البرهان يمثل الدولة السودانية، رغم أن العاملين في المجال الإنسان يزعمون أنه تخلى عن هذا الادعاء، من خلال منع المساعدات الغذائية عن مساحات شاسعة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وهذه القوات أسوأ بكثير.

ويصف أليكس دي وال الخبير في شؤون السودان بجامعة تافتس الدعم السريع، بأنها "آلة نهب وسلب"، وانتصارها يحول السودان إلى ملكية لشركة مرتزقة عابرة للحدود.

وتنفي الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع، رغم أن الخبراء المستقلين قدموا أدلة من صور الأقمار الصناعية وغيرها تشير إلى خلاف ذلك.

ويقول أولئك الذين يزعمون أنهم يفهمون دوافع الإمارات في أنها تشك بقرب البرهان من الإسلاميين، في حين أن حميدتي رغم ارتكابه سلسلة من الإبادة الجماعية، تمكن من تقديم نفسه على أنه يقف إلى جانب الديمقراطية، وفقا للصحيفة.

وأوضحت الصحيفة، أن الحروب بالوكالة إنهاؤها صعب، لا سيما عندما يكون الداعمون عبارة عن تحالفات متداخلة من القوى الوسطة، فالسودان عالق في صراع سياسي هائل.

وختمت، أنه من المؤسف أن هذا يعني أن الحرب قد تستمر لأشهر وسنوات، والأمر الأكثر مأساوية هو أنه من غير المرجح أن تكون هذه الحرب هي الأخيرة من نوعها.

والأربعاء، اتهم مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، الإمارات بإدارة الحرب عبر غرفة عمليات في أبوظبي، مشيرا إلى أنها تدعم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأكد العطا الذي يشغل أيضا عضو بمجلس السيادة السوداني، في تصريحات أوردها التلفزيون السوداني الحكومي، أن "الخرطوم ستلاحق قانونيا دولة الإمارات وآل دقلو، حتى نعيد للشعب السوداني حقوقه".

وتابع قائلا: "الإمارات تريد استخلاف الشعب السوداني بشعوب أخرى من عرب الشتات"، على حد وصفه.

وفي وقت سابق، قال العطا؛ إنه أبلغ رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان عدة مرات، بأن رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، حاول الاتصال به خمس مرات، مشددا على أن "أي أرض يدخلها ابن زايد يجلب معه الشر".

وتحدث عن تحالفات مع دول عظمى، قال؛ إنها تتشكل لصالح السودان، وتعزز قدرات الجيش العسكرية.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، اتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، الإمارات بإشعال الحرب في بلاده، عبر دعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وأعلن رفض الخرطوم مشاركة أبوظبي في أي تسوية للأزمة السودانية.

وقال الحارث، في كلمته أمام المجلس؛ إن "إدانة الإمارات صراحة في المجلس تشكل البداية الصحيحة لوقف الحرب٬ مع الطلب منها وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفحة، وتمويل المقاتلين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة (مثل Javelin 148)".

إظهار أخبار متعلقة



وطالب بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي، يحث فيه أبو ظبي على الإقلاع عن إمداد الدعم السريع بالسلاح، وتأجيج الحرب وإثارة القلاقل وتهجير الشعب السوداني.

 وأشار إدريس إلى أن استعدادات الدعم السريع للحرب ما كانت لتحدث، لولا أن الإمارات الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح٬ استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي.

وفي 29 آذار/ مارس الماضي، قدم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الإمارات٬ متهما إياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد.
التعليقات (0)