سياسة دولية

لمواقفه المضادة لفلسطين.. دعوات لكامالا هاريس لعدم ترشيح حاكم بنسلفانيا نائبا لها

يعتبر الجدل حول شابيرو وإمكانية ترشيحه مهما للحزب الديمقراطي- جيتي
يعتبر الجدل حول شابيرو وإمكانية ترشيحه مهما للحزب الديمقراطي- جيتي
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا للصحفي عمر فاروق، قال فيه "إن علاقات حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو ودفاعه عن إسرائيل أصبحت في مركز الاهتمام، فهو من أقوى المرشّحين لمنصب نائب الرئيس إلى جانب حاكم كنتاكي أندي بيشير، وحاكم مينسوتا تيم والتز، ووزير النقل بيت بوتيغيغ، والسناتور عن أريزونا مارك كيلي، وحاكم إلينوي جي بي بريتزكر". 

وأضاف: "على مدى الأيام الأخيرة، وعندما زادت حظوظ شابيرو، ظهر موقع جديد بعنوان "لا لشابيرو الإبادة الجماعية"، وحثّ الموقع حملة كامالا هاريس بعدم اختياره؛ نظرا لعلاقاته مع إسرائيل، وتعليقاته السابقة ضد مؤيدي فلسطين والمشاعر المؤيدة لفلسطين في بنسلفانيا".

وتابع: "دعم شابيرو وعلى مدى العقود إسرائيل، وعندما كان طالبا في المدرسة الثانوية وجامعة روشستر، حيث كتب مقالا بصحيفة الجامعة "السلام ليس ممكنا"، وظهر المقال من جديد، الشهر الماضي، في صحيفة محلية".

وكتب شابيرو: "لن يتعايش الفلسطينيون بسلام، وليس لديهم القُدرات لإنشاء وطنهم وجعله ناجحا، وحتى بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة، فهم أصحاب عقلية قتالية ولا يمكنهم بناء وطن سلمي خاص بهم". 

وأردف شابيرو بأنّه خدم في السابق كمتطوع في جيش الاحتلال الإسرائيلي: "رغم شكوكي كيهودي متطوع سابق في الجيش الإسرائيلي، أدعو وأصلي بأن  تكون خطة السلام ناجحة". 

وفي السياق نفسه، قال متحدث باسمه في تصريحات للموقع إن عمله كمتطوع في الجيش شمل على "مشاريع في قاعدة عسكرية، وإنه لم يشارك أبدا بنشاطات عسكرية"، مضيفا: "عندما كان طالبا بالمدرسة الثانوية، طلب من جوش شابيرو المشاركة بمشروع، حيث قام هو وزملاء في الصف بإنهاء برنامج أخذهم إلى كبيوتس في إسرائيل، حيث عمل في الزراعة والصيد"، حسب قول مانويل بوندر، المتحدث باسم الحاكم.

وأضاف: "شمل البرنامج على تطوع في مشاريع خدمة بقاعدة عسكرية، ولم يشترك أبدا في نشاطات عسكرية". وتم حذف الإشارات لعمله الطوعي من صفحته على موسوعة "ويكيبيديا". 

ولم تتوقف خدماته لدولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1996، فقد عمل شابيرو بدائرة الشؤون العامة في سفارة الاحتلال الإسرائيلي بواشنطن العاصمة، حسب قول المتحدث باسم الحاكم لصحيفة "بالوورك"، وهو ما أكده بوندر لموقع "ميدل إيست آي". واعتبر المدافعون عن شابيرو، وهو يهودي، في الكونغرس والإعلام الانتقادات بأنها معادية للسامية. 

وقال الحاكم إنه غير مواقفه وهو داعم لحل الدولتين. إلا أن المؤيدين لفلسطين وجماعات الدفاع عن حقوق المسلمين طلبوا منه شيئا غير الكلام. وفي بيان لمدير فرع مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية في بنسلفانيا، أحمد تيكلوغلو: "يجب على الحاكم الاعتذار وليس فقط  الزعم بأنه غير مواقفه".

وأضاف: "يجب عليه الاعتذار بشكل واضح، وإثبات أنه تغير، ويسحب مواقفه الأخيرة المعادية للفلسطينيين، والتعهد بحماية حقوق الطلاب وموظفي الولاية، وكل شخص في بنسلفانيا والتظاهر ضد الإبادة الجماعية في غزة والدعوة لوقف الدعم الأمريكي لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل". 

اظهار أخبار متعلقة


ومن أهم القضايا التي طرحتها حملة "لا لجوش الإبادة الجماعية" هي مقابلة أجراها مع شبكة "سي إن إن" وقارن فيها المحتجون ضد الحرب في غزة بأعضاء جماعة التفوّق العرقي الأبيض "كو كلاس كلان" (كي كي كي). وقال: "يجب عدم منع الطلاب من الذهاب إلى حرم الجامعة لأنهم يهودا أو منعهم من التعلم في قاعة الدراسة وإجبارهم على التعلم عن بعد لأنهم يهود، وهذا ببساطة غير مقبول".

وتابع: "هل تعلم أيضا؟ فعلينا التساؤل إن كنا سنتسامح أم لا مع هذا وإن كانوا أشخاصا ارتدوا زي وشعار كو كلاس كلان ويطلقون التعليقات ضد الأفرو أمريكيين في مجتمعاتنا". ولا يعرف أي  جامعة كان شابيرو يتحدث عنها، ولكن الموقع حاول التأكد من صحّة كلامه والتحقق من طلاب مؤيديه لدولة الاحتلال الإسرائيلي في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، ولم يجد أي أدلة عن منع دخول طلاب يهود، إسرائيليين أم غيرهم. 

وفي إشارة أخرى عن معارضته الشّديدة لمؤيدي فلسطين واحتجاجاتهم في داخل الجامعات وخارجها، فقد سارع شابيرو للهجوم على رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل لأنها لم تقمع المتظاهرين. وقال إن "ماغيل ومجلس إدارة الجامعة "فشلوا على ما يبدو في كل خطوة على طريق اتخاذ فعل قوي وللتأكد من شعور الطلاب بالأمن في الحرم الجامعي".

وأضاف: "بصراحة، شعرت أن تعليقاتها كانت مخزية تماما، ويجب ألا تكون". فيما أطلق الحاكم بهذه التعليقات خلال تجمع جماهيري لدعم مطعم غولدي. وشهد المطعم المملوك لإسرائيليين تجمع المتظاهرين خارج المطعم بعد أن أرسل مالكه أموالا لمنظمة إغاثة تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي. كما طرد المطعم أحد موظفيه لارتدائه شارة عليها العلم الفلسطيني. 

وفي أيار/ مايو حيث اندلعت التظاهرات في كل أنحاء أمريكا، قام شابيرو بتعديل قواعد السلوك الإداري ومنع كل موظفي الولاية من المشاركة في تصرفات "فاضحة ومخزية". وأثار الخبراء القانونيون أسئلة حول هذه المواقف وتساءلوا فيما إن كانت المشاركة في تظاهرات مؤيدي فلسطين فضيحة ولأنها تعبّر عن شريحة واسعة في المجتمع. 

اظهار أخبار متعلقة


وقال شابيرو إنه أقام علاقات "قريبة ومفيدة" مع المجتمعات العربية والمسلمة في بنسلفانيا. مع أن تحالفا مع الجماعات المسلمة كتبت رسالة إلى الحاكم وعبّرت فيها عن قلقها من التعليقات "المثيرة والمخيبة" التي أطلقها بعد اندلاع الحرب في غزة. 

وجاء فيها: "الكلمات مهمة أيها الحاكم شابيرو. والكلام الصادر من مسؤولينا المنتخبين يخلق سياقا تنتعش من خلاله الجماعات المعادية للمسلمين والعرب، ونحن قلقون على مجتمعاتنا؛ وإن بيانكم الصادر يوم الاثنين 9 أكتوبر 2023 هو تأييد فعّال لكل هذه السياسات والخطاب العنصري العسكري القادم من إسرائيل". 

وفي حين تركّز الانتقاد على شابيرو، وحظي بالقسط الأعظم من هجمات التقدميين ومؤيدي فلسطين، إلا أن بقيّة المرشحين لمنصف نائب الرئيس، لا يبتعدون كثيرا عن وجهة نظره. فتيم والتز، وهو حاكم ولاية مينيسوتا المعروف بآرائه ومواقفه التقدمية بشأن قضايا العمل، صوّت لصالح المساعدات العسكرية الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي عندما كان عضوا في الكونغرس. 

اظهار أخبار متعلقة


أّما حاكم كينتاكي، أندي بيشير، فقد كان أول حاكم يعترف بتعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست لمعاداة السّامية، وهو تعريف مثير للجدل نظرا لمساواته معاداة الصهيونية بمعاداة السامية. واعترضت أكثر من 100 منظمة حقوق إنسان وجماعات مجتمع مدني على التعريف وقالت إنه قد يستخدم لقمع مؤيدي فلسطين.

ويعتبر الجدل حول شابيرو وإمكانية ترشيحه مهما للحزب الديمقراطي، وبخاصة أن بنسلفانيا هو من الولايات المتأرجحة. وذكر موقع "أكسيوس" أن قادة ديمقراطيين والشخصيات المهمة التي دعمت هاريس عبّرت عن دعم خاص لحاكم مينيسوتا، والتز وحاكم كينتاكي بيشير. وأشار الموقع إلى أن شابيرو دعم مشروع قانون في ولاية بنسلفانيا لمعاقبة الكليات التي تدعم المقاطعة أو تتخذ قرارات مالية تضر بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
التعليقات (0)