صحافة دولية

الغارديان: ما هي فرص تمديد الهدنة لما بعد 10 أيام؟

"الغارديان": "أفعال الاحتلال تثير التقزز من البعض"- جيتي
"الغارديان": "أفعال الاحتلال تثير التقزز من البعض"- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، لمراسلها، جيسون بيرك، قال فيه إن "مدير الموساد الإسرائيلي عندما التقى الثلاثاء الماضي، مع الوسطاء القطريين لتمديد الهدنة كان يتحدث بطريقة غير مباشرة مع منظمة تلقت ضربة لكنها لم تسقط بعد. ويبدو أن مسرح النزاع الذي أعقب عملية طوفان الأقصى التي شنّتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يقترب من إسدال الستار عليه. وسواء نجح من خلال وقف إطلاق نار دائم أم جولة جديدة من القتال، فما سيأتي بعد ذلك سيكون مختلفا".

وفي هذا السياق، يقول عدد من المحللين إن "فرص تمديد الهدنة لما بعد 10 أيام تبدو ضعيفة. وواحد من الأسباب أن كل طرف لم يعد لديه أسرى لمبادلتهم. ومن تم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية حتى الآن هن نساء وأطفال فلسطينيون، وكذا الأسرى الذين أفرج عنهم من غزة، فيما لم تشمل الفئات أفرادا ذا قيمة عالية، ومن بينهم الأسرى من الجنود والسجناء الفلسطينيين الذين تتهمهم تل أبيب بارتكاب  جرائم".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع التقرير نفسه، أن "هناك إمكانية لتمديد الهدنة بحيث تشمل الكبار والمرضى من الأسرى الباقين وعددهم 180 أسيرا، وآلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ولكن هذا سوف يؤجل ولن يوقف امتحان القوة المقبل. فقد أدت  المقاومة الفلسطينية إلى مقتل ما يزيد عن 1.200 إسرائيلي، فيما أدّى الرد الإسرائيلي إلى استشهاد ما يناهز 15 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، ودمّر أجزاء واسعة من القطاع، وربما زادت حصيلة الشهداء".  

وتقول المحللة والمعلقة في رام الله، نور عودة، إن "المرحلة المقبلة لن تكون استمرارا للمرحلة الأولى، وهذا عندما نصل إلى المرحلة الحاسمة، فالأسرى المدنيون هم شيء، والجنود شيء آخر. وقالت حماس طوال الوقت إنها تود الإفراج عن كل السجناء مقابل كل الأسرى، ولكنني لا أعتقد أن نتنياهو سيوافق على هذا الثمن الباهظ". مضيفة أنه "على الأرجح، إن استئناف القصف والعمليات البرية أيضا في الجنوب تلوح بالأفق".

اظهار أخبار متعلقة


إلى ذلك، تابع التقرير بالقول، إنه "من أجل التوفيق بين هدف تحرير الأسرى و"سحق" حماس، يقول الكثير من المحللين الإسرائيليين إن الضغط العسكري، هو الطريق الوحيد لإجبار المنظمة على تقديم تنازلات، رغم ما يقتضيه ذلك من ثمن على حياة المدنيين وسمعة "إسرائيل" الدولية".

ويقول أستاذ دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، كوبي ميكائيل، إن "المشكلة كانت هي الطريقة التي تلاعبت فيها حماس بنا، والطريقة التي رددنا فيها على التلاعب، ولا زلنا غير قادرين على استخدام اللغة التي تفهمها حماس، وهي القوة، وعلينا استئناف الحرب ومواصلة ضرب حماس".

وتابع أنه "ربما كان باريرنا، مسؤول الاستخبارات الإسرائيلية، على معرفة بما يمكن لحماس التنازل فيه وما هي أهدافها، وربما كان على علم بالخلاف بين الحركة ومقرها غزة ومكتبها الخارجي".

  وأضاف المصدر نفسه، أن "مسؤول الموساد الذي طار إلى الدوحة، يعرف أن حماس رغم الضربة التي تعرضت لها بسبب العدوان الإسرائيلي وخسارتها العديد من قادة الوسط والكثير من معداتها، إلا أنها تظل حركة عاملة وقادرة على التفاوض، وتنظيم عملية تبادل الأسرى المعقدة، وإدارة حملة علاقات عامة مقنعة".

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت الصحيفة: "سواء كان السنوار مهتما بسلامة الأسرى ورفاههم، إلا أنه يعرف بالتقارير التي نشرت في دولة الاحتلال عن زيارته للأسرى، وكيف وصفه الاحتلال بأنه رجل "حي ميت"، ولكن ها هو ليس فقط حيا، بل ويقود ويسيطر على الأمور. ولن يساعد هذا في المفاوضات، فرغم ما لديها من قوة عسكرية وثلث مليون من الجنود الذين تم حشدهم وأحدث الأسلحة فهي ليست بالضرورة في موقع السيطرة".

ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، جون أولترمان، "تعرف حماس أن إسرائيل ستضرب عسكريا وبشكل حازم في الأشهر المقبلة، لكنها ترى ما تفعله هو جيلي وأكبر مما يحدث في ساحة المعركة".

وتابع: "تأمل حماس بأن تضرب إسرائيل بطريقة تضعف الأخيرة. وقدرات إسرائيل لا حد لها، لكن حماس ترى تميزا عن القدرة الإسرائيلية،  فلو استطعت استيعاب الضربات؛ فهذا تميزك على المدى البعيد، ولا تفكر حماس بخسارة المعركة، ولكن كسب الحرب في الوقت نفسه"، وفقا لما ورد في التقرير. 

التعليقات (0)