قال خبراء إسرائيليون
إن حركة حماس تعرف نقاط الضعف في إسرائيل، وقامت باستخدامها بطريقة قوية للتأثير
على المجتمع.
وقال الدكتور جال
يافيتز، من قسم علوم المعلومات بجامعة بار إيلان، إن "حماس تتفهم نقاط الضعف
في إسرائيل، وتستخدمها بطريقة ساخرة ومتلاعبة".
وأوضحت صحيفة
جيروزاليم بوست العبرية، أنه منذ بدء العدوان على
غزة، باتت
الحرب النفسية ساحة
إضافية يتقاتل بها الطرفان.
وأشارت إلى أن الهجوم
الأول لحركة حماس، ومشاهد اقتحام المستوطنات، في يوم يفترض أنه عيد احتفالي، وطرق
أبواب المستوطنين، واقتياد الجنود أسرى، صدمة دائمة.
وقال يافيتز: "إن
هذه الحرب لم يسبق لها مثيل من حيث حجم وطول الرسائل التي يتم إرسالها عبر
الإنترنت"، وأضاف: "هذه هي الحرب الأكثر عبر الإنترنت في العالم على
الإطلاق، إننا نشهد كلا الجانبين يستخدم الساحة الإلكترونية بطريقة دقيقة للغاية
للتواصل مع بعضهما البعض وإلى بقية العالم".
وأضاف يافيتز:
"كان هناك استخدام متعمد لأي منصة رقمية ممكنة، بما في ذلك كاميرات الجسم، من
أجل إثارة الذعر ونشر الخوف".
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت الصحيفة إلى أن
الحرب النفسية ليست جديدة، واستخدمها الطرفان لسنوات، من أجل إضعاف المعنويات،
لكن منذ فجر العصر الرقمي، أصبح الوصول بسهولة إلى جماهير أكبر.
ونقلت عن الباحث في
الحرب النفسية، في جامعة أريئيل، رون شلايفر، قوله: "قبل الحرب وبعدها، الحرب
النفسية للتأثير على الرأي، لكن خلال الحرب الهدف تغيير السلوك".
وأضاف شلايفر:
"حماس التي لا تملك مدافع أو طائرات مقاتلة، هذه طريقتها لإقناع الجانب الآخر
بعدم الضغط على الزناد، أو على الأقل استخدام قوة نيران أقل، وهم يعتقدون أن هذا
سيؤدي إلى نفس النتيجة".
ورأت الصحيفة أن ما
زاد من تعقيد الأزمة الإسرائيلية، وشكل أرضا خصبة للحرب النفسية، وجود عدد كبير من
الأسرى لدى الفلسطينيين في غزة، بعيدا عن متناول
الاحتلال.
وقبل الغزو البري لقطاع
غزة، جلس أقارب الأسرى الخائفين في استوديوهات التلفزيون، معربين عن خوفهم من نجاح
الغزو، وأن الهجوم سيضر بمحاولات إخراجهم.
وقالت الصحيفة إن حركتي
حماس والجهاد الإسلامي حاولتا الاستفادة من الجدل العام لدى الاحتلال، بين من
يريد إطلاق سراح جميع الأسرى، قبل قصف غزة، وبين مؤيدي الهجوم الواسع.
ولفتت إلى أن المقاومة نشرت مقاطع لبعض
الأسرى الذين ماتوا بسبب العدوان، فضلا عن مشاهد العمليات واحتدام القتال مع قوات
الاحتلال. وقال شلايفر: "هدف حماس هو
إقناع الآخرين بأنهم على حق، ومن أجل القيام بذلك، عليهم إحباط الجانب الآخر، إنهم
يعرضون مقطع فيديو للهجمات، ما يسبب لإسرائيل إحباطا كبيرا وعجزا كبيرا".
وشدد على أنه توازن
دقيق للغاية، "حيث تحتاج حماس إلى توخي الحذر، حتى لا يزيد الحافز لدى
الإسرائيليين، والموازنة بين إيذاء العدو، ولكن بالمقابل ألّا يؤدي ذلك إلى إصابته
بالجنون".
وقالت الصحيفة، إن وسائل الإعلام
الإسرائيلية امتنعت عن بث مقاطع فيديو نشرتها حماس والجهاد، جرى فيها تصوير الأسرى
بسيناريوهات مختلفة، وظهرت أسيرة وهي تقرأ بيانا اتهمت فيه رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو بعدم حماية مواطنيه، وأنهم يدفعون ثمن فشله وإهماله، وبالمحصلة
خرجت في صفقة التبادل.
ولفت يافيتز: "من
الواضح أن حماس هي التي تحدد النغمة هنا منذ اليوم الأول، حيث تأخذ زمام المبادرة
في الحرب النفسية، وإسرائيل متخلفة".
وأشارت الصحيفة إلى
أنه مع وجود فارق القدرة العسكرية بين حماس والاحتلال، فليس أمامها خيار سوى
"الاستثمار أكثر في الحرب النفسية".