هو
فيلم سينمائي
قصير عن
معاناة الفنان التشكيلي
الفلسطيني إسماعيل شاموط، الذي رحل عن دنيانا في
عام ٢٠٠٦ في ألمانيا. وقد شغل إسماعيل شاموط بجانب نشاطه الإبداعي الذي لا تخطئه
العين، ويعتبره الكثيرون مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني، منصبي أمين عام اتحاد
الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وأمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
وقد حكى قصة من
قصص معاناته في الحياة كفلسطيني بعد ١٩٤٨، تحيطه الأخطار من كل حدب وصوب، لصديقه حاتم
شريف، والد المخرجة نور شريف التي أخذت تلك القصة وصاغتها في سيناريو سينمائي
وقامت بإخراجه، فخرج علينا ذاك الفيلم البديع.
والفيلم يحكي عن
شاب فلسطيني وأخيه الصغير يبيعان حلوى المعمول للجنود العرب، وهم من مصر والعراق
والأردن، بعد أن نزحت العائلة إلى قطاع غزة.
ففي طريق صحراوي
موحش وقاس وطويل وبعد طول عناء، يصلان لمحطة القطار ليقوما ببيع المعمول للجنود،
وأثناء هذا المشوار الطويل الذي بدأ في الساعات الأولى من الصباح الباكر ومن باب
الفضول؛ يبدأ الأخ الصغير في طرح أسئلته على الأخ الكبير حول الفن التشكيلي ومايكل
أنجلو وما شابه، وكان الأخ الأكبر يجيبه بكل أريحية وسعة صدر حتى وصلا إلى محطة
القطار وباعا المعمول للجنود الذين تأففوا لأن المعمول لم يكن طازجا.
وفي نهاية اليوم
رجع الأخوان ليقطعا مشوارا مشابها لمشوار الذهاب، وبدأ الأخ الأصغر يطرح سؤاله على
الأخ الأكبر، كيف صعد مايكل أنجلو ليرسم السقف الكبير للكنيسة؟! كيف في ظل
الإمكانات المتواضعة في زمانه؟! ولكن عند هذا السؤال، فوجئ الاثنان ببدوي يصرخ
فيهما أنهما دخلا -بطريق الخطأ- طريق ألغام، ويأتي الجزء المثير في الفيلم الذي
يحبس الأنفاس في كيفية عبور الأخوين من هذا الخطر المحدق بهما ونجاحهما في آخر
الأمر، كما لو كان لسان حال الفيلم يقول: هكذا
يعيش الفلسطيني حياته؛ لا يعاني من شظف العيش فقط، وإنما أيضا من أخطار محدقة به
في كل لحظة.
فيلم إسماعيل، هو
انتصار لإرادة الحياة ضد إرادة الموت.. فيلم إسماعيل هو لوحة بصرية سمعية ممتعة،
تتشكل معها حالة شعورية للمتلقي لحال الفلسطيني، ولكن دونما تشنج أو عويل أو صراخ..
إن فيلم إسماعيل باختصار ينتصر للحياة.