سياسة دولية

خلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن موقف التكتل من الحرب في غزة

السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تحددها الدول الأعضاء وليس المفوضية الأوروبية- الأناضول
السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تحددها الدول الأعضاء وليس المفوضية الأوروبية- الأناضول
قالت مجلة "ذا آيرش تايمز" إن الخلاف تعمق في قمة الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل وغزة، السبت، عندما قال منسق السياسة الخارجية جوزيب بوريل إن أورسولا فون دير لاين لم تتحدث باسم الاتحاد في هذا الشأن.

وأكد بوريل أن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تحددها الدول الأعضاء وليس المفوضية الأوروبية أو رئيسها، وهي سياسة حكومية دولية، وليست سياسة مجتمعية.

وأضاف: "لذا فإن الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي من أي سياسة خارجية يتم تحديده من خلال المبادئ التوجيهية للقرار السياسي رفيع المستوى في مجلس الاتحاد الأوروبي، برئاسة الرئيس تشارلز ميشيل، ومن قبل وزراء مجلس الشؤون الخارجية، الذي أرأسه".

وتابع: "الموقف واضح أننا بالتأكيد ندافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الذي تتعرض له، ولكن كأي حق له حدود. وهذا الحد هو القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

من جهته أوضح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو أن بوريل "كان يشرح كيفية عمل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وكيفية اتخاذ القرارات".

وقال ستانو لـ"عربي21"، إن "موقف الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالحاجة إلى ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، تم الإعلان عنه بوضوح شديد في الأيام القليلة الماضية، ونحن نعمل بشكل مكثف مع الشركاء لتحقيق ذلك، ويجب حماية المدنيين من جميع الجهات وفي كل مكان".

وكان بوريل يتحدث في بكين بعد يوم من زيارة فون دير لاين للقدس، حيث عرضت على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعم الاتحاد الأوروبي غير المشروط للرد على عملية "طوفان الأقصى".

بينما لم توجه رئيسة المفوضية الأوروبية أي انتقاد علني للتحذير الذي وجهته إسرائيل لأكثر من مليون شخص في شمال غزة بضرورة مغادرة منازلهم خلال 24 ساعة وإلا تعرضوا لخطر الموت.

وقال بوريل إنه اتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن أمر الإخلاء كان من المستحيل تنفيذه وسيؤدي إلى أزمة إنسانية.

وأكد بوريل أنه يشارك وزير الخارجية الصيني وانغ يي وجهة نظره بأن الحل الدائم الوحيد للصراع يكمن في حل الدولتين، لكن الوضع في غزة يتطلب استجابة أكثر إلحاحا.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل يوم الجمعة، قال وانغ إن أصل القضية يكمن في حقيقة أن الظلم التاريخي الذي عانى منه الشعب الفلسطيني لم يتم تصحيحه.

وأضاف: "لإسرائيل الحق في إقامة دولة، وكذلك لفلسطين. لقد ضمن الإسرائيليون بقاءهم، ولكن من يهتم ببقاء الفلسطينيين؟ لم يعد الشعب اليهودي يتجول في أنحاء العالم، ولكن متى يستطيع الشعب الفلسطيني العودة إلى وطنه؟ هناك كل أنواع الظلم في هذا العالم، لكن الظلم ضد الفلسطينيين مستمر منذ أكثر من نصف قرن، ما تسبب في آلام عدة أجيال. هذا لا يمكن أن يستمر".

وشدد على أنه "فقط من خلال التنفيذ الكامل لحل الدولتين يمكن أن يتحقق السلام الحقيقي في الشرق الأوسط، ويمكن لإسرائيل أن تحقق الأمن الدائم".
التعليقات (0)

خبر عاجل