هل تشعر بعدم الرغبة في الحديث مع أشخاص لا تعرفهم؟ أو
الحديث أمام الجمهور؟ هل تشعر بالرغبة في البقاء في غرفتك في حال وجود ضيوف لا
تعرفهم؟ هل تشعر بعدم الراحة عند الحديث أمام الآخرين؟ هل تشعر بزيادة ضربات القلب
أو جفاف في الحلق في المواقف
الاجتماعية؟ هل تخسر الكثير من الفرص في مكان عملك؛
لأنك لا تحسن التعبير والتصرف في المواقف الاجتماعية؟
إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة آو معظمها بنعم؛
فأكمل قراءة هذا المقال.
تلعب مهارات التواصل الاجتماعي دوراً حيوياً في حياتنا
اليومية، بدءا من التفاعل مع عائلاتنا وأصدقائنا والتواصل في بيئة العمل، فالقدرة
على التواصل بشكل فعال يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في مدى نجاحنا وتحقيق أهدافنا
الشخصية والمهنية في الحياة.
الكثير من الأشخاص يعانون من تدني مستوى مهارات التواصل الاجتماعي، بل قد يصل الأمر إلى ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، أو اضطراب القلق الاجتماعي، والذي يظهر من خلال الشعور العميق بالخجل وعدم الثقة بالنفس وخوف دائم من المواقف الاجتماعية
إلا أن الكثير من الأشخاص يعانون من تدني مستوى مهارات
التواصل الاجتماعي، بل قد يصل الأمر إلى ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، أو اضطراب
القلق الاجتماعي، والذي يظهر من خلال الشعور العميق بالخجل وعدم الثقة بالنفس وخوف
دائم من المواقف الاجتماعية، بما في ذلك مقابلة أشخاص جدد، والتحدث أمام الجمهور،
وحتى الذهاب إلى الحفلات أو المناسبات الاجتماعية، وغالباً ما يكون مصدر
الرهاب
الاجتماعي هو خوف الأفراد من الحكم عليهم أو رفضهم من قبل الآخرين.
ويختلف مستوى وشدة الرهاب من شخص إلى آخر، وقد يصل
الأمر عند البعض الى إحداث خلل في قيامهم بواجباتهم العائلية والمهنية.
التعافي يبدأ في معرفة أنك لست وحدك، بل هناك آلاف
الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، وأنه يمكن التعافي من الرهاب الاجتماعي
بالكثير من الطرق والوسائل؛ فلا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة للتغلب على مخاوفك
الاجتماعية إن لزم الأمر؛ فطلب المساعدة ليس عيبا بل العيب الاستسلام للمخاوف، كما
يمكنك تعلم كيفية إدارة قلقك واستعادة السيطرة على حياتك والتغلب على الرهاب
الاجتماعي.
وقد ثبت بالتجربة أن العلاج المعرفي السلوكي، على وجه
الخصوص، فعال في علاج الرهاب الاجتماعي، من خلال تحديد أنماط التفكير والسلوكيات
السلبية التي تساهم في القلق والرهاب، والعمل على تحدي هذه الأنماط، وتعلم
استراتيجيات جديدة للتكيف مع المواقف الاجتماعية. ومن ذلك أيضاً استراتيجيات
المساعدة الذاتية التي يمكن أن تكون مفيدة في إدارة الرهاب الاجتماعي، مثل ممارسة
تقنيات الاسترخاء التنفسي والاسترخاء العضلي، ومن الاستراتيجيات الأخرى المفيدة:
ممارسة العلاج بالتعرض، بحيث تبدأ بتعريض نفسك تدريجياً للمواقف التي تجعلك قلقاً،
بدءاً بالمواقف الأقل ترهيباً وانتهاءً بمواقف أكثر تحدياً. يمكن أن يساعد ذلك في
تقليل حساسيتك للقلق والخوف، مما يسهل عليك التعامل مع تلك المواقف في المستقبل
بالإضافة إلى الانخراط في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
الخلاصة أنه بإمكانك التغلب على مخاوفك، واستعادة ثقتك
بنفسك، والعيش حياة مُرضية ومجزية؛ فإن كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من الرهاب
الاجتماعي، فتذكر أن هناك أملا، من خلال العلاج والدعم المناسبين، ومن الممكن
التغلب على هذه الحالة والعيش حياة خالية من القلق والخوف.