حول العالم

ما قصة "جسر عبدون" في الأردن.. ولماذا يتم اختياره للانتحار؟

يشكل جسر عبدون أحد المعالم البارزة في العاصمة الأردنية عمان
يشكل جسر عبدون أحد المعالم البارزة في العاصمة الأردنية عمان
جسر عبدون المعلق هو أحد معالم العاصمة الأردنية عمان، تظهر صورته إلى جانب معالمها التاريخية والمعمارية في الأغاني الوطنية.

لكن الجسر الذي تم تدشينه عام 2006 كتحفة معمارية بات مكانا مفضلا لمن يريد إنهاء حياته، وبات خبر انتحار شخص سقوطا من على الجسر الذي يرتفع 45 مترا خبرا شائعا في الصحافة الأردنية.

آخر ضحايا الجسر المعلق فتاة تبلغ من العمر 19 عاما، وأفادت قناة "رؤيا" المحلية بالعثور على جثة فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا تحت جسر عبدون في ساعات مساء أمس الأحد.  ونقلت عن مصدر أمني قوله إنه تم إخلاء الجثة على الفور إلى  الطب الشرعي في مستشفى البشير للتأكد من أسباب الوفاة. وأشار المصدر إلى أن الأجهزة المختصة فتحت تحقيقا بالحادث، لكشف ملابسات الحادثة.

يقع جسر عبدون المعلق في واحدة من أكثر مناطق غرب العاصمة الأردنية ثراء ورفاهية، إذ توجد فيه أغلب السفارات الغربية والعربية، ويربط الجسر الشهير بين منطقة الدوار الرابع حيث مبنى رئاسة الحكومة ومنطقة عبدون على طول 450 متراً.

والشهر الماضي استطاعت قوة أمنية إقناع شاب كان يهم بالانتحار من على الجسر، تم اقتياده إلى أحد المراكز الأمنية للوقوف على دوافعه لإنهاء حياته.

اظهار أخبار متعلقة


وفي أيار/ مايو الماضي استطاعت الأجهزة الأمنية إقناع سيدة خمسينية بالعدول عن الانتحار من أعلى الجسر احتجاجاً على توقيف ابنها الذي حاول هو أيضا الانتحار قبل أسبوع تقريباً لمطالبته بالحصول على وظيفة.

وقبل أسابيع ألقت فتاة عشرينية بنفسها من أعلى جسر عبدون تاركة خلفها رسالة نصية تشرح فيها أسباب اتخاذها هذا القرار، مشيرة إلى أنها حاولت التخلص من حياتها مراراً.

وفق وسائل إعلام أردنية فإن أكثر من 400 شخص أقدموا على الانتحار من أعلى الجسر منذ البدء بإنشائه عام 2002، لكن لا يمكن تأكيد هذا الرقم في غياب أرقام وإحصاءات رسمية.

وأثار ارتفاع حالات الانتحار أو التهديد به خاصة في الأماكن العامة استياء شعبيا مطالبين بإيجاد حلول فورية لهذه الظاهرة.


أخصائي الطب النفسي الدكتور وليد سرحان قال إنه في كل دولة مكان معين يقصده المنتحرون أو المهددون بالانتحار، وعلى سبيل المثال صخرة الروشة في لبنان وجبل قاسيون في سوريا.

وأضاف بحسب موقع "عمون" أن اختيار جسر عبدون جاء بسبب التسليط الإعلامي، وبهدف إحداث ضجة إعلامية بعد الموت، وإيصال رسالة احتجاجية للشخص المقصود وأصحاب العلاقة، مبينا أن الانتحار داخل المنزل لا يضمن شهرة قصة المنتحر.

ونفى سرحان أن يكون لطبيعة الجسر أو المكان أي تأثير على نفسية الأشخاص ودفعهم للانتحار، مؤكدا أن من يفعل ذلك يمتلك قرارا مبيتا بالانتحار، وقد خطط له مسبقا.

وأشار إلى أن البعض يذهب إلى الجسر من أجل التهديد فقط حيث يكون له مطالب ويريد إيصال صوته لتحقيقها، وبالتالي لا تكون محاولة انتحار فاشلة بل إنها تحقق هدفها.

يذكر أن عدد حالات الانتحار انخفضت في الأردن عام 2022 إلى 145 نزولا من 167 خلال 2021.

وبحسب مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور ماجد الشمايلة فإنه من بين 145 حالة انتحار، أقدمت 36 فتاة وسيدة على قتل النفس فضلا عن ثلاثة أطفال في العاشرة من العمر أنهوا حياتهم بالشنق.

اظهار أخبار متعلقة


وتوزعت وسائل الانتحار بين الشنق (86)، والقفز من مرتفع (17)، واستخدام سلاح ناري (17)، والتسمم بالأدوية (8)، وتناول مبيدات حشرية (6)، والحرق (4)، واستنشاق غاز (3)، واستنشاق مواد كيميائية، الطعن الذاتي والغرق وجرعة مخدرات زائدة وقطع الأوكسجين، بحسب قناة "رؤيا".

عقوبات
لمواجهة ظاهرة الانتحار قررت السلطات الأردنية إيقاع عقوبة الحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر، وبغرامة لا تزيد على 100 دينار (حوالي 140 دولارا)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من شرع في الانتحار في مكان عام، وتضاعف العقوبة إذا كان ذلك باتفاق جماعي. وهو نص قانوني قدمته الحكومة وأقره البرلمان الأردني عام 2022. لكن ذلك لم يقلل من محاولات الانتحار.


التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم