اعتبرت صحيفة "
الأخبار"
اللبنانية أن اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم
عين الحلوة للاجئين
الفلسطينيين جنوب لبنان، يبقى رهن الاختبار، في ظل ما أظهرته حركة فتح من رغبة في رد الفعل، بحسب المقال.
وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، الأربعاء، هدوءا حذرا بالتزامن مع بدء سريان
هدنة، أنهت نحو أربعة أيام من الاشتباكات.
وسادت حالة هدوء حذر داخل المخيم بعد ما أعلنت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" تشكيلها لجنة ميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتكليف لجنة تحقيق في اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ورفع الغطاء عن مرتكبي العملية.
في المقابل، تمت ملاحظة خروقات استثنائية للهدنة، حيث سمع إطلاق رصاص وقذائف بشكل متقطع، لكن عملت اللجنة على معالجتها.
وقالت الصحيفة اللبنانية إن الجميع يخشى أن تعاود الجهات التي تقف خلف التحريض والاقتتال الكرّة مجدداً، خصوصاً من جانب ادارة المخابرات العامة الفلسطينية ورئيسها ماجد فرج، الذي كان يتابع الثلاثاء تفاصيل ما يجري في عين الحلوة، ويعمل على إعادة لملمة صفوف حركة فتح، ويشجع بعض أصحاب الرؤوس الحامية على الاستعداد للرد على الجولة الخاسرة للحركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فصائل المقاومة عملت على تهدئة القوى الإسلامية مع دعم لموقف عصبة الأنصار التي جرت محاولات أمس لجرّها إلى المعركة عبر استهداف نقاط مدنية وعسكرية تابعة لها، بحجة أنها تؤوي عناصر من "الشباب المسلم" و"جند الشام".
واعتبر التقرير أن قيادة العصبة أظهرت في الأيام القليلة الماضية أنها معنية بإعادة الهدوء، ولم تنجر إلى أي اشتباك جانبي، رغم تعرضها لاستفزازات كثيرة.
وبعد خروقات قبل الظهر واحتدام المعركة من جديد، إثر هجوم لعناصر من فتح على المنطقة التي تنتشر فيها المجموعات الاسلامية، تكثفت الجهود من خارج المخيم، وتم التوافق مساء الثلاثاء على اتفاق لوقف النار، بحسب ما أعلنته هيئة العمل المشترك الفلسطينية.
ووقف إطلاق النار النهائي سبقته محاولات عدة قامت بها لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني وحركة أمل والنائب أسامة سعد، إلا أن حركة فتح، التي أعلنت أول من أمس التزامها بوقف القتال، رفضت في حلقتها الضيقة إنهاء المعركة قبل تسديد ضربة أمنية تعيد هيبتها أمام قواعدها وأهالي قتلاها، وتثأر لاغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه ظهر الأحد الماضي، بحسب المقال.
وبناء على أوامر اتضح أنها من خارج لبنان، تحركت قوة خاصة قبل ظهر الثلاثاء من مقر "الأمن الوطني" في البراكسات باتجاه حي الطوارئ لاستهداف المجموعة المشتبه باغتيالها العرموشي وعلى رأسها القياديان في "الشباب المسلم" هيثم الشعبي وبلال بدر وثالث ملقب بـ"الفولز".
وشددت على أن هجوم "فتح" استأنف المعركة ظهراً في أشد فصولها منذ اندلاعها ليل السبت، ولم تهدأ إلا بعد الإعلان عن اتفاق جديد من مقر السفارة الفلسطينية في بيروت.
واعتبرت الصحيفة أن "فتح" فشلت في حسم المعركة الأخيرة لصالحها، إذ انتهت بتعويم بقايا "جند الشام" و"فتح الإسلام" مدعومين من عناصر من تنظيم الدولة وجبهة النصرة المتواجدين في المخيم، مستعيدين كيانهم كجزء رئيسي في المعادلة كما كانوا قبل اشتباك حي الطيرة عام 2017 (اندلع بهدف تصفية بلال بدر).
وبحسب "الأخبار" فإن تجارب المعارك السابقة تشير إلى أن وقف إطلاق النار قد يخرق في أي لحظة، لا سيما من قبل "فتح" حيث لا تزال بعض الرؤوس حامية. ويخشى المعنيون داخل المخيم وخارجه، من موجة توترات في المرحلة المقبلة تتخللها استهدافات واغتيالات متبادلة لاستكمال تصفية الحساب الذي لم تقفله المعركة الأخيرة، وهذا سيستتبع بتوتر أمني في صيدا وتهديد مستمر لطريق الجنوب والمقاومة، على حد وصف الصحيفة.
واعتبرت أنه مع تقدم ساعات النهار، فقد ضاق الخناق على "فتح" بعد مرور ثلاثة أيام من المعارك من دون تحقيق مكاسب عسكرية.
اظهار أخبار متعلقة
وبناء على الوقائع التي لم تكن لمصلحة "فتح"، فقد اجتمعت هيئة العمل المشترك الفلسطيني في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت بحضور ممثلين عن القوى الإسلامية والفصائل، بحسب الصحيفة التي قالت إنه سرعان ما برز الخلاف بين السفير الفلسطيني أشرف دبور من جهة وممثلي حركة حماس وعصبة الأنصار على خلفية عرقلة رئيس الفرع المالي في "فتح" منذر حمزة، التوصل إلى اتفاق وقف النار.
وقالت إن ممثل "فتح" كان يهمس في أذن دبور كلما اقتنع الأخير بخيار الهدنة ويدفعه إلى تغيير موقفه، ما دفع بممثلي "حماس" و"العصبة" إلى مغادرة الاجتماع احتجاجاً على ذلك.