عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في عمّان، تصدر قريبًا دراسة مهمة بعنوان "الحلاج
سيرة أخرى"، للباحث د. أسامة غالي.
جاء في كلمة الناشر: "لا غرو أن الحلاج بلغ شأناً عظيماً في الثقافة الإسلامية، بل في الثقافة العالمة، وقد تعاور المؤرخون والدارسون والباحثون، قديماً وحديثاً، العناية به، وكان الباعث عندهم هو "الثيوصوفيا" التي استعاد الحلاج وهجها، ووسع أفقها، فضلاً عن سيرته الملأى بالحوادث والمفارقات، وشخصيته ذات النزعة التحررية، ومآله الغرائبي.
كل هذا، وأشياء أخرى، كرست العناية بالحلاج، حتى لا تكاد مدونة تاريخية تخلو من ذكره، وما صار إليه، ثم تمادت العناية إلى الثقافة الشعبية الشفاهية، فقصد العامة تداول ما قرّ في المدونة التاريخية، حتى بلغ الحلاج الشيعوعة، وكانت النتيجة أن يتداخل الواقعي بالمتخيل، وأن تتناوب في السير شخصيتان، الأولى الحلاج فارسي الأصل، والحلاج البغدادي، وأن تدون في ما بعد سيرة أخرى.
يمكن القول إن ما توافر من سير الحلاج الشعبية، ما هي إلا تدوين لشفاهيّ قام على أصل في المدونة التاريخية القُدمى وتماد عنها، غير أن هذا الشفاهي قد وضع نسقاً مغايراً، ولغة ثانية، وحمولات ثقافية ومعرفية، تنتمي إلى عصر مختلف".