كتاب عربي 21

السياحة التركية تتجاوز آثار الزلزال

ممدوح الولي
تساهم إيرادات السياحة بالنصيب الأكبر في إيرادات الخدمات التركية- (الأناضول)
تساهم إيرادات السياحة بالنصيب الأكبر في إيرادات الخدمات التركية- (الأناضول)
تسبب الزلزال الذي وقع بتركيا وسوريا بالسادس من شباط/ فبراير الماضي، في انخفاض عدد السياح الواصلين لتركيا خلال الشهر بنحو 763 ألف سائح بالمقارنة للشهر السابق، والبالغ عدد سياحه 3.078 مليون سائح بنسبة تراجع 25 بالمائة، لكن عدد السياح الواصلين تحسن نسبيا خلال شهر آذار/ مارس الماضي بنحو 474 ألف سائح، بنمو 21 بالمائة ليصل إلى 2.789 مليون سائح.

ورغم أن عدد السياح الواصلين في آذار/ مارس ما زال أقل من الشهر السابق على وقوع الزلزال، بنحو 289 ألف سائح بنسبة تراجع 9 بالمائة، إلا أن مقارنة آداء السياحة التركية خلال الربع الأول من العام الحالي، وهي الفترة التي شهدت وقوع الزلزال والبالغ 8.182 مليون سائح، تشير إلى زيادة العدد خلالها بنسبة 27 بالمائة عن العدد الواصل لتركيا بنفس الربع الأول من العام الماضي حين بلغ 6.452 مليون سائح.

ولأن العدد يشمل 1.67 مليون تركي مغترب حضروا لقضاء إجازاتهم خلال الربع الأول من العام الحالي، فقد كانت نسبة النمو بين السياح الأجانب وحدهم 32%، بينما كانت نسبة النمو بين المغتربين الأتراك 11 بالمائة فقط.

ولقد ساعد على ذلك تراجع الليرة التركية والذى أدى لرخص المقصد السياحى بالنسبة للزوار، والتسهيلات التى تتم لسياحة الشارتر، الى جانب جمال الشواطئ على سواحل البحر المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود ، والترحاب من قبل السكان، ووقوع الزلزال بعيدا عن المناطق السياحية الرئيسية مثل استنبول وأنطاليا وأزمير، وقلة السياحة عادة بمنطقة غازي عنتاب، وتنوع أنماط السياحة التركية، إلى جانب الترويج الجيد من قبل ادارة السياحة التركية التي تشارك في غالبية المعارض السياحية الدولية.

تحسن كبير بالسياحة السعودية لتركيا

والنتيجة أنه بالتقصي عن الدول العشر الأولى المرسلة للسياحة إلى تركيا خلال الربع الأول بالعام الماضي، وهي: ألمانيا وإيران وبلغاريا وروسيا والعراق وانجلترا وهولندا وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة، تبين زيادة أعداد السياح الواصلين لتركيا من تلك البلدان خلال الربع الأول من العام الحالي، بالمقارنة للأعداد الواصلة خلال الربع الأول من العام الماضي فيما عدا إيران وهولندا فقط.

كما زاد العدد من عدد من الدول العربية مثل العراق وسوريا، والسعودية التي بلغ عدد سياحها أكثر من 90 ألف سعودي مقابل ثلاثة آلاف فقط، بالربع الأول من العام الماضي بعد تحسن العلاقات بين البلدين.

رغم قلة عدد العرب بالمقارنة للجنسيات الأخرى، إلا أنهم يجدون ترحيبا خاصة نظرا لطول فترة إقامتهم والتي قد تصل إلى شهرين، وإنفاقهم الكبير بالمقارنة للجنسيات الأوروبية القادمة عبر رحلات الشارتر ضعيفة الإنفاق، واهتمام السياح العرب والخليجيين بسياحة المشتريات، وتساهم المسلسلات التركية في ترويج الأماكن السياحية التركية، ولهذا توجد أماكن سياحية يحرص العرب على زيارتها مثل طرابزون على البحر الأسود وغيرها.
وتصدرت المراكز الخمسة الأولى للسياحة الواصلة لتركيا خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي: روسيا وبلغاريا وألمانيا وجورجيا وإيران، مع استمرار تصدر روسيا خلال الشهور الثلاثة وتغير مراكز باقى الدول، حيث حققت روسيا طفرة ببلوغ عدد سياحها 837 ألف مقابل 368 ألف بنفس الفترة من العام الماضي.

وهو ما يشير إلى تخطي السياحة التركية العديد من الأزمات مسبقا، وأبرزها قرار روسيا ثاني أكبر الدول المُرسلة للسياح لتركيا عام 2015، بحظر السفر إلى تركيا بعد إسقاط تركيا طائرة روسية قرب حدودها، وما تلا ذلك من عدد من العمليات الإرهابية عام 2016 والتي راح ضحيتها عدد من السياح، ثم حادث إطلاق نار بأحد الملاهي بإسطنبول بكانون ثاني/ يناير 2017 ومقتل 39 شخصا منهم 27 أجنبيا، ثم تفجير شارع الإستقلال باستنبول فى تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي ومقتل أربعة وجرح العشرات.

تحسن إيرادات السياحة بالربع الأول من العام

والأهم من زيادة العدد هو زيادة الإيرادات السياحية والتى بلغت 7.5 مليار دولار مقابل 5.9 مليار دولار، بنفس الربع الأول من العام الماضي بنمو 28 بالمائة، وبلغ متوسط انفاق السائح 1079 دولارا ومتوسط الإنفاق في الليلة 69 دولارا.

وإن كانت الإيرادات قد انخفضت من 2.863 مليار دولار بالشهر السابق للزلزال، إلى 2.154 مليار دولار بشهر الزلزال، بنقص 709 ملايين دولار بنسبة تراجع 24 بالمائة، إلا أنها عاوت الإرتفاع إلى 2.522 مليار دولار بالشهر التالى لشهر الزلزال بنمو 17 بالمائة، ولكنها ما زالت أقل بنحو 341 مليون دولار عن الشهر السابق لوقوع الزلزال بنسبة تراجع 12 بالمائة.

وتساهم إيرادات السياحة بالنصيب الأكبر فى إيرادات الخدمات التركية، والتي تحقق فائضا مستمرا يساهم فى تعويض جانب من العجز التجاري السلعي الدائم لتركيا بسبب استيرادها الكبير للنفط والغاز الطبيعي، ففي العام الماضي حققت السياحة موارد بلغت 41.37 مليار دولار وهو رقم غير مسبوق،  أي ما يعادل نسبة 46 بالمائة من إيرادات كل الخدمات التركية من نقل و خدمات مالية وـتأمينية وتشييد وبناء واتصالات وتعليم وصحة وغيرها والبالغة 90.5 مليار دولار.

وكانت أعداد السياح الواصلين إلى تركيا بالعام الماضي قد بلغت 51.4 مليون سائح مقابل 29.4 مليون سائح بالعام الأسبق، والذي كان أداؤه أفضل من عام 2020 الذي شهد موجة فيروس كورونا، مما أدى لانخفاض عدد السياح الواصلين خلاله إلى 15.8 مليون سائح، ورغم طفرة عدد السياح بالعام الماضي بالمقارنة للعامين السابقين، إلا أنه ظل أقل بنحو 491 ألف سائح من عام 2019 عام الذروة السياحية.

والذي بلغ العدد خلاله 51.9 مليون سائح، ولولا حادث تفجير شارع الإستقلال بتشرين ثاني/ نوفمبر الماضي لم تتجاوز عام الذروة، لكن إيرادات العام الماضي البالغة 41.4 مليار دولار، تفوقت على الإيرادات السياحية في عام الذروة والتي بلغت 34.3 مليار دولار.

7 ملايين مغترب تركي يقضون إجازاتهم بها

وكانت الدول العشر الأولى المُرسلة للسياح بالعام الماضي: ألمانيا بنحو 9.7 مليون سائح وروسيا 5.1 مليون وانجلترا 3.76 مليون، وبلغاريا 2.8 مليون وإيران 2.3 مليون وهولندا 1.7 مليون وفرنسا 1.6 مليون، وجورجيا 1.5 مليون والعراق 1.4 مليون والولايات المتحدة مليون سائح.

وتوزع عدد السياح الواصلين البالغ 51.37 مليون سائح ما بين 44.3 مليون من الأجانب وسبعة ملايين تركى مغترب عائد لقضاء أجازه ببلده، وهكذا  توزع عدد القادمين من ألمانيا والبالغ 9.7 مليون سائح ما بين 5.69 مليون ألماني و4 ملايين تركي مقيم في ألمانيا، وشمل العدد القادم من فرنسا 654 ألف تركي ومن إنجلترا 381 ألف تركي.

ويساهم الجوار الجغرافى في كثرة عدد السياح من الدول التي تشارك تركيا حدودها البرية، مثل إيران وبلغاربا والعراق وجورجيا وسوريا، كما بلغ عدد السياح القادمين من اليونان كدولة جوار 257 ألف سائح بالعام الماضي، وعادة ما يستحوز وصول السياح بالجو على حوالي 76 بالمائة من عدد السياح، و21 بالمائة بالطرق الطرق السريعة و2.5 بالمائة عن طريق البحر ونسبة أقل بالقطارات.

كانت الدول العشر الأولى المُرسلة للسياح بالعام الماضي: ألمانيا بنحو 9.7 مليون سائح وروسيا 5.1 مليون وانجلترا 3.76 مليون، وبلغاريا 2.8 مليون وإيران 2.3 مليون وهولندا 1.7 مليون وفرنسا 1.6 مليون، وجورجيا 1.5 مليون والعراق 1.4 مليون والولايات المتحدة 1 مليون سائح.
وساهمت السياحة الواردة من الدول العربية بنسبة 11 بالمائة من إجمالي السياح الأجانب الواصلين لتركيا بالعام الماضي، كان حوالي ربعهم من العراق بنحو 1.2 مليون عراقي، تليها الأردن 496 ألفا والسعودية 489 ألفا والكويت 479 ألفا ولبنان 277 ألف سائح، وجاءت المغرب بالمركز السادس بين السياح العرب تليها ليبيا فمصر وتونس وبالمركز العاشر الجزائر، تليها سوريا بواقع 201 ألف والإمارات 147 ألفا والبحرين 99 ألفا وقطر 95 ألف سائح.

ورغم قلة عدد العرب بالمقارنة بالجنسيات الأخرى، إلا أنهم يجدون ترحيبا خاصة نظرا لطول فترة إقامتهم والتي قد تصل إلى شهرين، وإنفاقهم الكبير بالمقارنة للجنسيات الأوروبية القادمة عبر رحلات الشارتر ضعيفة الإنفاق، واهتمام السياح العرب والخليجيين بسياحة المشتريات، وتساهم المسلسلات التركية في ترويج الأماكن السياحية التركية، ولهذا توجد أماكن سياحية يحرص العرب على زيارتها مثل طرابزون على البحر الأسود وغيرها.

والمعروف أن ذروة الموسم السياحي بتركيا تكون بشهر تموز/ يوليو يليه آب/ أغسطس ثم أيلول/ سبتمبر وحزيران/ يونيو وأيار/ مايو، بينما يكون العدد بأول شهرين من العام هو أقل الشهور، ولهذا نتوقع أن  تنبئ الشهور المقبلة عن شواهد عملية أكثر وضوحا  لتجاوز السياحة التركية آثار الزلزال.
التعليقات (0)

خبر عاجل