سياسة عربية

منظمات حقوقية تدين إنكار فرنسا لممارسات الفصل العنصري الإسرائيلي

نظام التمييز الإسرائيلي يمنع ملايين الفلسطينيين من حقوقهم - جيتي
نظام التمييز الإسرائيلي يمنع ملايين الفلسطينيين من حقوقهم - جيتي
أصدرت منظمات حقوقية وإنسانية بيانا مشتركا، رحبت فيه بمناقشة "الجمعية الوطنية" الفرنسية اقتراحا حول ما إذا كان يجب الاعتراف بأن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمة الفصل العنصري وهي جريمة ضد الإنسانية، معتبرة أن النقاش الديمقراطي في فرنسا بمثابة تطور إيجابي.

وأكد البيان إجراء تحليلات قانونية وتحقيقات معمقة في أشكال التمييز المتعددة التي يعاني منها الفلسطينيون على مدار السنوات الماضية، والتي توصلت جميعها إلى نفس النتيجة: "سياسات إسرائيل التمييزية والقمعية هي جريمة فصل عنصري بموجب القانون الدولي".

وأشار البيان إلى أن نظام التمييز الإسرائيلي يمنع ملايين الفلسطينيين، منهم اللاجئون، من التمتع بحقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية، لأنه يؤثر على جميع جوانب حياة الفلسطينيين.

وأوضح أن سياسات الاحتلال تتمثل في تدمير قرى البدو في صحراء النقب عبر طرد السكان ومصادرة الأراضي والسيطرة على الموارد لصالح الإسرائيليين اليهود.

اظهار أخبار متعلقة



وبين أن سياسة الاحتلال تقيد حركة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والمستوطنات غير الشرعية، فضلا عن العديد من أشكال التمييز الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ضد الفلسطينيين من مواطني "إسرائيل" والتي تمنح امتيازا للإسرائيليين اليهود على حساب الفلسطينيين.

ولفتت البيان المشترك، إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من السياسيين نفى حقيقة وجود فصل عنصري من قبل سلطات الاحتلال، حيث قال ماكرون إن "المؤسسات التي تدعي السعي لتحقيق السلام هدفها تأكيد أكاذيب كهذه".

وشدد البيان على أن سلطات الاحتلال ترتكب جريمة الفصل العنصري، كما هي مُعرّفة بشكل خاص في "الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها" و"نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

ونبهت المنظمات الحقوقية إلى أن وتيرة القمع اشتدت بعد تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة، مشيرة إلى أن وزير المالية ونائب وزير الدفاع لدى الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، قال في أذار/ مارس الماضي إنه "لا يوجد فلسطينيون لأنه لا يوجد شعب فلسطيني".

وبينت المنظمات أن "الفصل العنصري" ليس سيناريو افتراضيا أو مستقبليا. وربما لم يكن الأمر كذلك في 2010، عندما حذر وزير الدفاع إيهود باراك من احتمال وقوع فصل عنصري إذا استمر نظام الهيمنة الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. أو في 2014، عندما حذّر وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، من حدوث فصل عنصري إذا فشلت محادثات السلام.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بأن الرئيس الأسبق جيمي كارتر قال في 2007 عقب نشر كتابه "فلسطين: سلام لا فصل عنصري"، إن مصطلح "الفصل العنصري وصف دقيق لما يجري في الضفة الغربية... ووصف دقيق للغاية للفصل القسري داخل الضفة الغربية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والهيمنة الكاملة على الفلسطينيين وقمعهم على يد الجيش الإسرائيلي المهيمن".

وحذرت من أن واقع الفصل العنصري الإسرائيلي أصبح محل إجماع في حركة حقوق الإنسان العالمية، التي تشمل مجموعات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية أخرى.

اظهار أخبار متعلقة



وفي وقت سابق، أشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة وكذلك حكومات دول، منها حكومة جنوب أفريقيا، ووزراء خارجية عدة دول من الاتحاد الأوروبي، إلى الفصل العنصري الإسرائيلي.

وفي أيار/ مايو 2021، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "في حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين، ستتوافر مكونات فصل عنصري يستمر لفترة طويلة... حتى الوضع الراهن يؤدي إلى ذلك".
ويستخدم مصطلح "الفصل العنصري" في وسائل الإعلام الإسرائيلية لوصف نظام القهر والتمييز السائد ضد الفلسطينيين بشكل منتظم في العديد من المقالات الافتتاحية أو مقالات الرأي.

ونشرت يهوديت كارب، نائبة سابقة للمحامي العام في إسرائيل ورئيسة سابقة لقسم في "وزارة العدل"، مقالا في صحيفة "هآرتس" في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بعنوان: "حان الوقت للاعتراف بأن إسرائيل نظام فصل عنصري".
التعليقات (0)