صحافة إسرائيلية

الاحتلال "يغازل" أذربيجان بالتضامن مع مواطنيها في إيران.. ما الهدف؟

يبحث الاحتلال عن تقارب مع أذربيجان في ظل قربها الجغرافي من إيران - تويتر
يبحث الاحتلال عن تقارب مع أذربيجان في ظل قربها الجغرافي من إيران - تويتر
بالتزامن مع التقارب المتزايد بين دولة الاحتلال وأذربيجان، طالب 32 نائباً في الكنيست، الائتلاف الحاكم والمعارضة في رسالة لوزير الخارجية إيلي كوهين بإثارة ما قالوا عنه إنه قمع الأذريين في إيران في كل محفل دولي، مما اعتبرها معارضو الأخيرة في الخارج دعما لانتهاك وحدة أراضي إيران، بمن فيهم نجل الشاه المخلوع الذي زار "إسرائيل" مؤخرا، معلنا أنه سمع خطابا متناقضا من القادة الإسرائيليين.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكر أن "رسالة أعضاء الكنيست تنضم فيها لدعوة الجالية اليهودية في أذربيجان لإسرائيل للعمل ضد اضطهاد النظام الإيراني للأقلية الأذرية، وطلبت مساعدتها، واستغلال علاقاتها مع القوى العالمية، للضغط على إيران لوقف إجراءات العنف ضد الأقلية الأذرية الواقعة في شمال غرب إيران قرب حدود أذربيجان".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الحديث يدور عن أكبر أقلية عرقية في إيران، ويبلغ عددها أكثر من عشرين مليون نسمة، حيث ينفذ النظام سياسة الإبادة الجماعية الثقافية بتقييد حق الأقلية الأذرية في دراسة ونشر تراثها وتعليم لغتها، وحتى تسجيل أطفالهم بأسماء أذرية، وزعمت الرسالة الإسرائيلية أن هؤلاء الأذريين ينشطون بشكل كبير في الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام الإيراني، وعدد سجنائهم كبير بشكل ملفت، مشيرة إلى أن الجالية اليهودية في أذربيجان قلقة للغاية من اضطهاد الأذريين في إيران".

وأوضح أن "أذربيجان تعدّ اليوم من أهم الحلفاء الاستراتيجيين لإسرائيل في المنطقة، مما دفع الأذريين للطلب منها العمل بالأدوات المتاحة لإثارة قضية اضطهادهم في إيران بأي طريقة مناسبة وفي كل منتدى دولي، والزعم أنه إذا تم إنشاء دولة ذات سيادة لأذربيجان الجنوبية، فستكسب إسرائيل حليفًا آخر في جمهورية أذربيجان، الأمر الذي لم يتسبب بغضب إيران الحالية، بل حتى معارضيها في الخارج، خاصة نجل الشاه السابق محمد رضا بهلوي، الذي زار إسرائيل مؤخرًا".

ونقل عن بهلوي "إدانته لخطاب أعضاء الكنيست، وكتب على تويتر بالفارسية والإنجليزية أن الهجوم اللفظي على وحدة أراضي إيران من 32 عضوًا في الكنيست أمر غير مقبول تمامًا، ويخدم مصالح نظام الجمهورية الإسلامية، كما يتعارض تمامًا مع الأحاديث التي استمعت إليها من القادة الإسرائيليين وكبار المسؤولين الحكوميين خلال اجتماعاتي الأخيرة معهم".

غاليا ليندشتراوس الكاتبة الإسرائيلية في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكدت أن "زيارة كوهين الأخيرة إلى باكو، ردا على زيارة نظيره الأذري إلى تل أبيب، وافتتاح السفارة فيها، سيتبعها زيارة للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لأذربيجان خلال أيار/ مايو الجاري، مما يكشف عن زيادة دفء علاقاتهما، خاصة بعد نجاح أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية على أرمينيا، وبالتزامن مع الانفتاح المتزايد على إسرائيل بعد اتفاقات التطبيع، وعلى خلفية توتراتهما المتزايدة تجاه إيران".

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "التقارب الإسرائيلي مع أذربيجان يتزامن مع قربها الجغرافي من إيران، والتسليح الكبير لجيشها الذي تستفيد منه الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وتصدير الطاقة من أذربيجان لإسرائيل، بما يقرب من 30 بالمئة من استهلاكها النفطي الآتي من آبار أذربيجان، مما جعلها تكتسب شهرة أكبر بمنطقة القوقاز التي تضم أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وتتشارك الدول الثلاث في الحقل النفطي".

يبدو لافتا أن دفء العلاقات الإسرائيلية الأذرية تسبب بهجوم إيراني على الأخيرة، خاصة بعد تصريح كوهين بشأن "جبهة موحدة ضد إيران"، مما يطرح سؤالا كبيرا حول مدى تطور علاقات باكو مع تل أبيب في سياق مصالح وتأثير مختلف الأطراف، أم أن الجيران، لا سيما إيران، سيضغطون على باكو لتبريد علاقاتها مع تل أبيب.
التعليقات (0)