سياسة تركية

حلفاء سابقون لأردوغان بقوائم "الشعب الجمهوري".. ما تأثير ذلك على الناخبين؟

تخوض أحزاب صغيرة الانتخابات ضمن قوائم "الشعب الجمهوري"- جيتي
تخوض أحزاب صغيرة الانتخابات ضمن قوائم "الشعب الجمهوري"- جيتي
أثار تخصيص مقاعد برلمانية ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، لأحزاب يمينية جزء منها خرج من عباءة حزب العدالة والتنمية، حفيظة القواعد الحزبية للحزب المعارض الأول، وسط مخاوف من تأثير ذلك سلبا على المعدل التصويتي للحزب.

وضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري الانتخابية، يشارك 72 مرشحا من أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الحزب الديمقراطي"، ويحتمل إمكانية نحو 30 شخصا منهم بالحصول على مقعد في البرلمان.

واللافت، أن وزير العدل السابق سعد الله إرجين، وهو مساعد رئيس حزب "ديفا" ومقرب سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضمن الأسماء المرشحة في قائمة حزب الشعب الجمهوري في دائرة أنقرة الأولى.

كما تضم القوائم البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، سلمى سيلكين أون، السكرتيرة الخاصة السابقة لزوجة الرئيس أمينة أردوغان، عن ولاية دينزلي، وهي أحد الأعضاء البارزين في حزب المستقبل.

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ الحزب الذي يصنف نفسه على أنه "وسطي يساري"، بتقديم تشكيلة للانتخابات البرلمانية تضم شخصيات محافظة ويمينية كانت في السابق أعضاء في حزب العدالة والتنمية.

وتخصيص مقاعد برلمانية ضمن حزب الشعب الجمهوري، لأحزاب وشخصيات كانت في السابق ضمن حزب العدالة والتنمية الحاكم، أثار غضبا واسعا لدى قواعد الحزب الأتاتوركي، وسط مخاوف من تأثير ذلك على النسبة التصويتية للحزب في البرلمان.

وعقب نشر القوائم، علق الصحفي المقرب من حزب الشعب الجمهوري، إسماعيل صايماز، بالقول إنه بعد الانتخابات، سيكون هناك حزبان في البرلمان، وهما "العدالة والتنمية"، و"العدالة والتنمية السابق" الذي يدخل الانتخابات ضمن قوائم "الشعب الجمهوري".

الصحفي صايماز، قال في تغريدة على "تويتر"، الثلاثاء، إن الحصص التي خصصها حزب الشعب الجمهوري وتاريخ بعض المرشحين، تسبب بردود فعل غاضبة في القاعدة الشعبية للحزب، لن أتفاجأ إذا تحولت أصوات ناخبي الحزب إلى أحزاب العمال أو البلد أو اليسار الأخضر.

يشار إلى أن الصحفي إسماعيل  صايماز عقب نشره التغريدة، أعلن استقالته من قناة " Halk TV" التابعة لحزب الشعب الجمهوري.

الصحفي فاتح ألتايلي، قال إنه ضحك عندما رأى القوائم الانتخابية، مضيفا: "لقد أصبح حزب الشعب الجمهوري، عبارة عن حزب العدالة والتنمية الحديث".

اظهار أخبار متعلقة


سعد الله إرجين يثير غضب الأتاتوركيين في تشانكايا 
أما الصحفية نوراي باشاران، فكشفت في برنامج إذاعي، أن حزب الشعب الجمهوري طلب من حزب "ديفا" اسما آخر من أجل سحب ترشح سعد الله إرجين.

الصحفي المقرب لحزب الشعب الجمهوري إسماعيل دوكال، في برنامج تلفزيوني، قال إن هناك ردود فعل غاضبة لدى ناخبي الحزب، مضيفا: "سيشهد حزب الشعب الجمهوري أقل نسبة تصويت في تاريخه في منطقة تشانكايا (في أنقرة)". 

وأكد وزير الدولة السابق معصوم توركر، ما ذكره دوكال، مشيرا إلى أن شريحة من ناخبي الحزب، سيعلنون أنهم لن يصوتوا للقائمة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري.

الكاتبة كوبرا بار في مقال على موقع قناة "خبر ترك"، رأت أن خطوة ترشيح مرشحين من الأحزاب الصغيرة ضمن حزب الشعب الجمهوري، سيكون لها تأثير سلبي على الحزب الذي يقوده كليتشدار أوغلو، وتلك الأحزاب، لا سيما في عدد المقاعد التي سيحصدها "تحالف الأمة".

القوائم لا تفيد "موسى أو عيسى"

وأشارت إلى أن ردود فعل غاضبة داخل حزب الشعب الجمهوري، برزت بسبب ذلك، وخاصة ترشح إرجين وسيلكين أون ضمن القوائم. ومع هذه القوائم "لا يمكنهم أن يفيدوا موسى أو عيسى".

وتابعت بأن ناخبي حزب الشعب الجمهوري الذين سيدعمون كليتشدار أوغلو بالرئاسة، قد لا يصوتون لحزبهم الذي يضم أعضاء سابقين في حزب العدالة والتنمية. وقد تتحول الأصوات إلى حزبي "البلد" و"العمال TIP".

وبالنظر إلى اتهامات التشتيت التي وجهت إلى محرم إنجه زعيم حزب البلد، من ناخبي المعارضة، بسبب ترشحه للرئاسة، فقد تتحول تفضيلات الناخبين إلى حزب العمال الذي قد يحصل على عدد أكبر من المقاعد في البرلمان.

ورأت الكاتبة بار، أن كتلة مكونة من "السعادة" و"ديفا" و"المستقبل" قد تكون بديلا جادا للمحافظين القلقين الذين ابتعدوا عن حزب العدالة والتنمية، ولكن الأحزاب الثلاثة المحافظة لم تتمكن من تشكيلها، والآن من الصعب عليهم إقناع الناخب المحافظ بالذهاب للتصويت للحزب صاحب الأسهم الستة "الشعب الجمهوري".

وأضافت أنه في هذه الحالة، فإن المعدل التصويتي لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية سينخفض.

ولفتت إلى أن العديد من الأسماء التي لم تتمكن من دخول قوائم المرشحين في حزب الشعب الجمهوري، ستلقي باللوم على هذه الاستراتيجية (ضم أحزاب محافظة ضمن قوائم الحزب)، مما يسهم في نقص التحفيز الميداني.

ورأت الكاتبة بار، أن حزب الرفاه الجديد الذي يقوده فاتح أربكان، اتخذ خطوة حكيمة للغاية بقراره الدخول بشعاره وقوائمه الخاصة الانتخابات البرلمانية، رغم وجوده في "تحالف الجمهور"، معلنا أنه بعد الانتخابات سيمارس دوره في انتقاد الحكومة، وعليه قد تذهب شريحة من الناخبين المحافظين لصالح حزب الرفاه الجديد.

اظهار أخبار متعلقة


أين الأتاتوركيين؟

الكاتب التركي محمود أوفر، في مقال على صحيفة "صباح"، أشار إلى أسماء أخرى تثير حفيظة الأتاتوركيين في حزب الشعب الجمهوري، وهم القومي المعروف من الحزب الديمقراطي جمال إنغين يورت، والمتحدث باسم حزب السعادة بيرول آيدن، وسليم تمورجي القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية، ومساعد رئيس حزب "ديفا"، والدبلوماسي السابق نامق تان، والأسماء الثلاثة مرشحة ضمن القوائم في إسطنبول.

ونقل الكاتب عن عضو في حزب الشعب الجمهوري، قوله: "بحثنا عن الأتاتوركيين في القوائم فلم نجدهم".

ورأى أن حزب الشعب الجمهوري، سيدفع ثمنا باهظا بسبب السياسيين اليمينيين، إلى جانب إضفاء الشرعية لمنظمة العمال الكردستاني من خلال علاقته بحزب الشعوب الديمقراطي. مشيرا إلى أن جزءا من الناخبين سيتحولون إلى حزب البلد، أو حزب العمال التركي.

يشار إلى أن حزبي "المستقبل" الذي يقوده أحمد داود أوغلو، و"ديفا" الذي يقوده علي باباجان، خرجا من بطانة حزب العدالة والتنمية، وانضما إلى الطاولة السداسية الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري.
التعليقات (0)