شهدت الشهور الأخيرة حراكا مكثفا من الاتحاد
الجزائري لكرة القدم، ومن مدرب "محاربي الصحراء"، جمال بلماضي، في إقناع مجموعة من اللاعبين المتألقين في الدوري الفرنسي وخارجه، باختيار "الخضر"، رغم مقدرتهم على تمثيل
فرنسا مستقبلا.
وأعلن نجم نادي ليون الفرنسي، حسام عوار بشكل رسمي اختياره منتخب الجزائر لتمثيله، رافضا الاتهامات التي طالته بأنه قبل بـ"الخضر" لفقدانه الأمل في أن يستدعيه مدرب "الديوك" ديديه ديشامب.
وقال عوار؛ إنه لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، وأن قرارا كهذا في حال كانت الجزائر خيارا ثانيا بالنسبة له، كان سيتخذه في حال تجاوز الثامنة والعشرين من عمره على الأقل.
بالإضافة إلى عوار، يأمل جمال بلماضي في استقطاب جيل جديد من النجوم الشباب، الذين سيبدؤون رحلتهم مع "الخضر" في كأس أفريقيا المقبلة بكوت ديفوار هذا العام، رفقة لاعبي الجيل الذهبي الذين حققوا بطولة عام 2019.
إلا أن الرهان على الاستقطابات الجديدة لبلماضي ستكون في الوصول إلى مونديال كأس العالم 2026، لا سيما أن فرص المنتخبات تزيد بارتفاع عدد الدول المشاركة من 32 إلى 48.
جيل ما بعد محرز
في المونديال المقبل، الذي تنظمه ثلاث دول (الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك)، سيكون جل لاعبي الجيل الذهبي الذي حقق "كان 2019"، معتزلا على الصعيد الدولي بأقل تقدير.
وباستثناء إسماعيل بن ناصر، ويوسف عطال، ورامي بن سبعيني، فإن الفريق الأساسي للجزائر تجاوزت أعماره سن الثلاثين.
وفي حال حافظ قائد المنتخب، ونجمه الأول رياض محرز على مستواه، فإنه سيكون بعمر الـ35 عاما في المونديال المقبل، وهو ما دفع بلماضي إلى محاولة استقطاب مهاجمين وصانعي لعب من أصول جزائرية.
ويأمل المدرب جمال بلماضي، في تسطير اسمه في تاريخ الكرة الجزائرية مجددا، ومحو كارثة الخروج من تصفيات كأس العالم في قطر 2022 على يد الكاميرون.
إظهار أخبار متعلقة
أسماء واعدة
خلال الأسابيع الماضية، وافق الظهير الأيسر لنادي وولفرهامبتون الإنجليزي ريان آيت نوري، إضافة إلى ظهير نانت الفرنسي جوان حجام، وجناح نادي نيس الفرنسي، بدر الدين بوعناني، ولاعب وسط تولوز فارس شايبي، على تمثيل "محاربي الصحراء".
وظهر النجوم الأربعة في مباريتي المنتخب الأخيرتين بتصفيات كأس أفريقيا، ليكونا أول اثنين من "الطيور المهاجرة" الذين يلتحقون.
وبالإضافة إلى عوار، ونوري، وبوعناني، وحجام، وشايبي، تقول وسائل إعلام جزائرية؛ إن نجمي ليون ريان شرقي، ونيس أمين غويري، وكلاهما يلعبان في خط الهجوم، في طريقهما للموافقة على تمثيل "الخضر".
واللافت أن اللاعبين الجدد الذين عبروا عن رغبتهم بتمثيل الجزائر، لا تتجاوز أعمارهم الـ21 عاما، باستثناء عوار (24 عاما).
وسبق المجموعة الجديدة، بضعة لاعبين فضلوا محاربي الصحراء على منتخبات أخرى، مثل المدافع أحمد توبة، الذي ولد وترعرع في فرنسا، وانتقل إلى بلجيكا لسنوات طويلة مثل خلالها المنتخب بفئاته السنية، قبل أن يختار الجزائر لاحقا في 2021، وهو في سن 22 عاما.
كما اختار مهدي لاريس، الذي ولد في فرنسا، وترعرع في الفئات السنية بأندية إيطالية، تمثيل الجزائر نهاية العام الماضي، فضلا عن لاعب خط وسط فينورد الهولندي رامز زروقي، الذي كانت رغبته بتمثيل الخضر مبكرا على حساب هولندا.
إظهار أخبار متعلقة
بلماضي العراب
يعد المدرب جمال بلماضي، الذي يحظى بثقة الاتحاد الجزائري للكرة، عرّاب استقطاب مزدوجي الجنسية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بجوهرة "الخضر" القادمة بدر الدين بوعناني.
وبحسب وسائل إعلام، فإن بلماضي راقب بوعناني عن كثب خلال دورة ألعاب المتوسط، عندما تألق رفقة فرنسا العام الماضي في البطولة التي أقيمت بالجزائر.
وذكرت صحيفة "
ليكيب" أن بلماضي تواصل مع بوعناني ووالده، ليبدي الأخير ونجله رغبة جامحة في تمثيل الشاب البالغ من العمر 19 عاما بلده الآباء والأجداد.
كما ينظر الإعلام الجزائري إلى أن بلماضي ساهم بشكل كبير في إقناع جل مزدوجي الجنسية الذين مثلوا "الخضر" مؤخرا في ترك فرنسا، وهولندا، وبلجيكا.
ضمانة أكبر باللعب
بخلاف المعطيات هذه، فإن من بين الدوافع التي تجعل اللاعبين مزدوجي الجنسية التفكير في تمثيل الجزائر، هي التنافسية الأقل مقارنة بفرنسا تحديدا.
فمنذ فوزه في مونديال كأس العالم 2018، بات المنتخب الفرنسي يملك كوكبة من اللاعبين المتميزين، الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ25 عاما.
ومن حراسة المرمى، إلى الدفاع والهجوم مرورا بخط الوسط، تملك فرنسا عدة لاعبين في كل مركز، ما يجعل التنافسية أعلى للحصول على مكان في التشكيلة.
الجزائر بدورها، تطمح للوصول إلى مستوى أعلى بالتنافسية، فبجهود مدرب منتخب المحليين مجيد بوقرة، أظهرت الجزائر جودة عالية في اللاعب المحلي، إذ وصل إلى نهائي بطولة "الشان" الأخيرة، وحقق رفقة منتخب المحليين والمحترفين بالدوريات العربية، بطولة كأس العرب بقطر العام الماضي.
تألق المنتخب المحلي أو الرديف، أجبر بلماضي على الاستعانة ببعض الأسماء، على غرار سفيان بن دبكة، ومحمد بن يطو، وآخرين، وهو ما يعني أن اختيار مزدوج الجنسية تمثيل الجزائر لا يعني بالضرورة ضمانه مكانة أساسية.
"عنصرية" فرنسا تدفع للمزيد
تلقى النجم حسام عوار تعليقات عنصرية، وحملات تحريض واسعة ضده منذ شهور، بسب إطلاقه لحيته، وتضاعفت هذه الهجمات بعد اختياره تمثيل الجزائر.
بالإضافة إلى عوار، تسبب تعامل الاتحاد الفرنسي للكرة، والمدرب ديديه ديشامب مع النجم كريم بنزيما ذي الأصول الجزائرية، في تفكير عدد من اللاعبين مزدوجي الجنسية بالتمهل قبل اندفاعهم نحو فرنسا، على غرار ما كان معمولا به في السابق من قبل اللاعبين ذوي الأصول العربية، والأفريقية.
أحدث هذه الحملات، إعلان الاتحاد الفرنسي للكرة منع توقف المبارايات عند أذان المغرب للسماح للاعبين المسلمين بتناول الإفطار.
وقالت وسائل إعلام؛ إن ما قام به الاتحاد الفرنسي للكرة يعطي انطباعا على الشرخ الحاصل بينه وبين اللاعبين مزدوجي الجنسية.
وقال الصحفي المعروف بنشره تسريبات من داخل الاتحاد، وبعض الأندية، رومان مولينا؛ إن مجموعة من اللاعبين المزدوجين ذوي الأصول الجزائرية، يفكرون بشكل جدي باختيار "الخضر"، بسبب عنصرية الاتحاد الفرنسي.
وقال مولينا؛ إن عدم السماح للاعبين بالصيام، دفعهم إلى أخذ قرار بالتوجه نحو الجزائر، مضيفا أن ثلاثة لاعبين على الأقل سيعلنون خلال الفترة المقبلة عن قرارهم.
وكان رئيس الاتحاد السابق نويل لو غرايت، أثار جدلا قبل استقالته، بانتقاصه من أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين
زيدان، قبل أن يقدم اعتذاره.