قال
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن
الاحتجاجات التي عرفتها بلاده منذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت سلمية، متهما بعض "العناصر الإرهابية" بتحويلها إلى أعمال عنف.
جاء ذلك في خطاب للوزير الإيراني أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، الاثنين، حيث قال: "التجمعات السلمية التي جرت بعد وفاة مهسا أميني المحزنة تجسدت في الشارع الإيراني تضامنًا مع شابة إيرانية، لكن تلك التجمعات السلمية تحولت إلى أعمال عنف بعد التدخل السيئ من قبل بعض العناصر الإرهابية".
واتهم أمير عبد اللهيان وسائل الإعلام الإيرانية الموجودة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالوقوف خلف التحريض على "العنف" في الاحتجاجات، قائلا: "عدد من القنوات التليفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملت كمروجة للعنف".
وقال أمير عبد اللهيان للمندوبين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "لا يمكن لأي دولة مسؤولة أن تترك الأمن والنظام العام عرضة للخطر من خلال السلوك العنيف وغير القانوني".
وشدد عبد اللهيان على أن إيران تعتبر احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية من مبادئها الأساسية المتجذرة في معتقداتها وتقاليدها الدينية والوطنية؛ مردفا، أننا "عازمون في هذا الإطار على مواصلة الجهود المضنية والمستدامة من أجل صون وتطوير حقوق الإنسان".
ولفت، إلى أن الحفاظ على حقوق الإنسان وتطويرها، يشكل هاجسا مشتركا لدى شعوب العالم جميعا، وعليه فإنه لا يحق لأي دولة أو مجموعة أن تسمح لنفسها باحتكار الحقوق الإنسانية أو صونها وتطويرها، وتملي على سائر الدول بأن ترضخ لقراءاتها المفتعلة من هذه الحقوق.
وأكد على أن حقوق الإنسان مجموعة متكاملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية التي ينبغي التركيز عليها جميعا وعدم التفريط بأحدها لحساب الآخر أو اعتبار حق ما في مرتبة متدنية مقارنة بالنوع الآخر.
اظهار أخبار متعلقة
ومضى إلى القول إن "الإجراءات القسرية أحادية الجانب، إذ تتعارض مع القانون الدولي والحقوق الإنسانية، تعمد بشكل منتظم إلى انتهاك الحقوق الأساسية الإنسانية في الدول المستهدفة".
واعتبر أن الحكومات الأمريكية الواحدة تلو الأخرى تتحمل المسؤولية بشأن انتهاك حقوق الإنسان، وإلى جانبها تلك الدول الأوروبية وغيرها التي سارت على نهج واشنطن الأحادي والقسري، فهي بدورها تتحمل المسؤولية في هذا الخصوص، على حد تعبيره.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أنه "لا يحق لأي دولة أن تدعي بأن أداءها قبالة حقوق الإنسان لا يعتريه أي خلل"؛ لافتا إلى أن "أمريكا تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث شنّ الهجمات والتدخلات العسكرية، وفرض الحصار الاقتصادي على الدول الأخرى".