سياسة دولية

ماكرون يعلن تغيير سياسة فرنسا في أفريقيا ويتحدث عن الجزائر والمغرب

جاء خطاب ماكرون بعد اضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو - جيتي
جاء خطاب ماكرون بعد اضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو - جيتي
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستخفض من عدد جنودها المتواجدين في أفريقيا، واعتماد "نموذج شراكة جديد" مع دول المنطقة، غداة انسحاب عسكري فرنسي من عدة بلدان أفريقية.

جاء ذلك في خطاب ألقاه ماكرون في قصر الإليزيه، قبل يومين من زيارة الرئيس الفرنسي إلى أربع دول في وسط أفريقيا هي الغابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية. 

ويأتي خطاب ماكرون بعد نهاية عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل واضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما مجلسان عسكريان مع عداء واضح تجاه فرنسا.

وقال ماكرون إن "التحول سيبدأ في الأشهر المقبلة عبر خفض ملموس لعديدنا وحضور أكبر في القواعد (العسكرية) لشركائنا الأفارقة"، واعدا بأن "تبذل فرنسا مزيدا من الجهد على صعيد التدريب والتجهيز".

كما دعا الرئيس الفرنسي إلى التحلي بـ"التواضع" و"المسؤولية" رافضا "المنافسة" الاستراتيجية التي يفرضها، بحسب قوله، من يستقرون هناك مع "جيوشهم ومرتزقتهم".

وقال ماكرون في إشارة إلى روسيا ومجموعة "فاغنر" العسكرية المقربة من الكرملين والمنتشرة خصوصا في أفريقيا الوسطى ومالي رغم نفي باماكو ذلك: "يريد كثر دفعنا للدخول في منافسة، أعتبرها مفارقة تاريخية (...) يصل البعض مع جيوشهم ومرتزقتهم إلى هنا وهناك".

وأضاف: "إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي. قياس تأثيرنا من خلال عدد عملياتنا العسكرية، أو الاكتفاء بروابط مميزة وحصرية مع قادة، أو اعتبار أن أسواقا اقتصادية هي أسواقنا لأننا كنا هناك من قبل".

وتنشر فرنسا نحو ثلاثة آلاف عسكري في المنطقة خصوصا في النيجر وتشاد بينما كان عددهم 5500 عنصر قبل فترة قصيرة. لكنها تريد إعادة نشر عسكرييها متوجهة نحو دول خليج غينيا التي عمتها موجة جهادية.

في تلك المنطقة وفي مجمل القارة، يلقى نفوذ فرنسا والدول الغربية منافسة كبيرة من الصين وروسيا. فثلاث من الدول الأربع التي سيزورها الرئيس الفرنسي أي الغابون والكونغو وأنغولا امتنعت الخميس الماضي عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

اظهار أخبار متعلقة




كما تحدث ماكرون في خطابه الإثنين عن الأزمة التي تعرفها باريس في علاقتها مع الجزائر والمغرب، زاعما أنه سيواصل "المضي قدما" لتعزيز علاقة فرنسا بكل من الجزائر والمغرب، بعيدا من "الجدل" الراهن.

وقال: "سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني"، منتقدا من "يحاولون المضي في مغامراتهم" ولديهم "مصلحة بألا يتم التوصل" إلى مصالحة مع الجزائر.

كما أعلن "قانونا إطارا" من أجل "تنفيذ عمليات إعادة جديدة" لأعمال فنية "للدول الأفريقية التي تطلب ذلك".
التعليقات (4)
غزاوي
الثلاثاء، 28-02-2023 07:06 ص
مجرد تساؤل. ما الذي يرضي الجزائر وكيف نتفادى غضبها !!!؟؟؟ ذلكم التساؤل الذي أصبح يُحير ويرهق ويؤرق ويرعب فرنسا، لتفادي غضبة جزائرية تقيها ما حصل للمغرب ولإسبانيا. بعد اتهام الجزائر فرنسا بتسخير إمكانياتها الدبلوماسية والقنصلية والأمنية والاستخباراتية باختطاف وتهريب الخبارجية أميرة بوراوي وسحب سفيرها لدى باريس، ما كان على ماكرون سوى الانحناء والتعبير على واجب الطاعة وسرعة الاستجابة لتفادي قطع شعرة معاوية. "فَلَعَنَ وتَحَدَى" المتسببين في ما حصل بما نصه: "سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني”، منتقدا من “يحاولون المضي في مغامراتهم” ولديهم “مصلحة بألا يتم التوصل” إلى مصالحة مع الجزائر." انتهى الاقتباس وقبلها اتخذ أصعب وأهم قراراتها عندما ليس فقط أنهى مهام سفيره لدى الجزائر المتهم في قضية بوراوي بل شطبه نهائيا من السلك الدبلوماسي. والحقيقة ليس فقط ماكرون بل كل فرنسا مهووسة بالجزائر. فبعد ثماني سنوات قضاها كسفير سابق لفرنسا في الجزائر قال كزافيي دريانكور الذي قضى 8 سنوات على فترتين كسفير لفرنسا لدى الجزائر وتمنى انهيارها منذ أيام، قال مذاكراته المعنونة: ”اللغز الجزائري: أوراق سفارة في الجزائر” ما نصه: "الجزائريون يجيدون تركيع محاوريهم، ونحن منهم طبعا".
عبد الرزاق
الإثنين، 27-02-2023 11:20 م
فرنسا طردت من افريقيا ولم تخرج برضاها كما تزعم بل خرحت مطرودة ذليلة
علي
الإثنين، 27-02-2023 07:28 م
التغيير لا يأتي بالتصريحات و القرارات الرئاسيه و انما في تغيير النظره تجاه غير البيض سواء كانوا عربا او افارقه ... الاوكراني ينظر له دون اي فوارق او عنصريه بمجرد دخوله اي دوله اوربيه حتى ولو كان لا يجيد لغه البلد في حين المواطن الافريقي الذي عمل ثلاثين سنه في فرنسا و انجب ابناء يحملون الجنسيه الفرنسيه ينظر له نظره دونيه و دون اي احترام
فرنسا العجوز
الإثنين، 27-02-2023 07:19 م
مخابرات فرنسا و الغرب عموما أصبحت عاقر ولم تأتي بمسلسل جديد مثل القاعدة و داعش لهذا أصبح وجودها غير نافع كان عليهم الإبداع و التأليف