تحدث باحث
إسرائيلي
بارز عن رؤيته للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خلال الـ2023، مرجحا أن الأوضاع ستزداد
سوءا، خاصة من حالة عدم الاستقرار السياسي والضغوط الاقتصادية الكبيرة، ما يستوجب من "إسرائيل" الاستعداد لها بشكل جيد.
وقال يوئيل جوجنسكي،
وهو باحث كبير في "معهد بحوث الأمن القومي"، وخبير في شؤون
دول الخليج،
ومسؤول سابق في ملف إيران والخليج في "هيئة الأمن القومي"، في مقال
بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "بينما توجد إسرائيل في أزمة
داخلية، فإن هناك سياقات إقليمية مختلفة تستوجب انتباهنا، منها: أزمة المناخ، والأثر
المتراكم لجائحة كورونا، والآثار المتواصلة للحرب في أوكرانيا التي فاقمت وضع عدد
من الدول العربية، بعضها محاذية لإسرائيل".
وكشف جوجنسكي، أنه شارك
في اجتماع لزعماء عرب عقد الأسبوع الماضي، وكان أحد المتحدثين زعيم النظام
المصري
عبد الفتاح السيسي، حيث وصف الوضع الصعب في مصر، التي فيها أكثر من 105 ملايين نسمة،
وشكر الرئيس الإماراتي على المساعدة "السخية" التي منحها لمصر.
وأضاف: "إنه بينما
وضع دول كمصر ولبنان والأردن يسوء، فالوضع الاقتصادي لبعض الدول العربية المنتجة
للنفط في الخليج لم يكن أبدا أفضل مما هو عليه، ولكن بفضل هذه المساعدة تتمتع دول
الخليج بتأثير متزايد، بينما الدول الفقيرة تصبح متعلقة بها في مجرد وجودها".
ورأى أنه "بدون
المساعدة المكثفة من جانب دول الخليج، فإن وضع مصر سيسوء، وهي ليست وحدها، واستطلاعات
عميقة أجريت في الأشهر الأخيرة في 14 دولة عربية تبين أن المواطنين قلقون جدا من
التحديات الاقتصادية والبطالة والفقر ومن غياب الجواب الكافي من جانب الأنظمة".
اظهار أخبار متعلقة
ونبه الباحث
الإسرائيلي، إلى أن "دول الخليج العربية أيضا ليست معفية من مشاكل بنيوية، وفساد
وبطالة، لكن بالنسبة لباقي المواطنين فإنها تشكل الكتلة المزدهرة والأكثر استقرارا
في المنطقة العربية؛ فازدهارها هام لاستقرار دول كمصر والاردن وتونس والمغرب
وتركيا، التي تدق بابها بسبب وضعها الاقتصادي الصعب".
وأكد أن "الوضع
صعب وقد يتفاقم؛ أولا: المساعدة الاقتصادية التي تقدمها دول الخليج لجيرانها ستغير
وجهها، دول الخليج تتجه حاليا لشراء ذخائر الدولة وتتوقع مقابلا لما تراه كاستثمار
مجز، لم تعد هناك وجبات بالمجان".
وثانيا: "الحرب
في أوكرانيا ستستمر في السنة القادمة وهكذا ستتسبب بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة
بشكل نسبي، ما سيزيد الضغوط الاقتصادية على الدول العربية الفقيرة، التي تجد صعوبة
في أن تمول الدين الذي راكمته في محيط فائدة عالٍ بينما مواطنوها يواجهون تضخما
ماليا متعمقا".
وإضافة لما سبق، فإن "من شأن 2023، بحسب تقديرات متنوعة، أن تكون السنة الأكثر حرارة، وهذا الموضوع
حرج على نحو خاص في الشرق الأوسط، الذي ترتفع درجة حرارته بوتيرة شبه مضاعفة عن
باقي العالم، حيث من الممكن أن يواجه جفافا متزايدا ونقصا في المياه، ومن شأن هذا الوضع
أن يفاقم أكثر توترات اجتماعية اقتصادية وأن يؤثر على الاستقرار السياسي".
وقال: "الشرق
الأوسط فقير، ويتوقع أن يكون أكثر فقرا، والآن الظروف مهيأة لاحتجاج شعبي، وهذه لا
يمكن أن نتوقع بدقة موعد نشوبها والصدمات الاجتماعية السياسية مثل "الربيع
العربي"، ناهيك عن نتائجها، لكن يمكن محاولة الاستعداد لها بشكل أفضل".
وشدد جوجنسكي، على
ضرورة أن "تفحص إسرائيل طوال الوقت، كيف يمكن مساعدة الأردن ومصر، لأن
استقرارهما حرج لأمننا القومي، لأن التعميق الدراماتيكي في
الفقر في دائرة الدول
المحاذية لإسرائيل؛ لبنان وسوريا والأردن ومصر – من شأنه أن يؤدي إلى آثار
اجتماعية وهزات سياسية كبيرة من شأنها أن تصل إلى عتبتنا".