سياسة عربية

"مراسلون بلا حدود" تحذر من عودة تونس إلى عهد ديكتاتورية بن علي

حذرت المنظمة من تراجع حرية التعبير في تونس - الأناضول
حذرت المنظمة من تراجع حرية التعبير في تونس - الأناضول
طالبت منظّمة "مراسلون بلا حدود"، السلطات التونسية بالإفراج عن الصحفي ومدير إذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة نور الدين بوطار، محذرة من العودة إلى ديكتاتورية الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

جاء ذلك في بيان، حيث اعتبرت المنظمة أن اعتقال مدير إذاعة "موزاييك إف إم"، يشكل "رسالة عنيفة" لوسائل الإعلام التونسية، من أجل ترهيب الصحفيين وإخضاعهم، والعودة بهم إلى عهد ديكتاتورية بن علي.


وطالبت، في بيان الجمعة، السلطات التونسية بالإفراج عن بوطار، الذي قالت إنه اعتقل “دون أن تُقدِّم السلطات أي تبرير أو تفسير لإقدامها على هذه الخطوة”، داعية الحكومة التونسية إلى "وضع حد للانزلاق الاستبدادي الذي تسير فيه البلاد".

وقال خالد درارني، ممثل مراسلون بلا حدود في شمال أفريقيا، بعد اعتقال بوطار: "ندين بشدة هذا الانزلاق المعلَن، والذي أصبح مؤكداً بما لا يدع مجالاً للشك. ويجب إطلاق سراح نور الدين بوطار على الفور".

وقالت المنظمة إن اعتقال بوطار يأتي "في سياق دوامة القمع التي تشهدها تونس منذ أشهر، وقد أثار موجة من الغضب والذعر بين الصحفيين وداخل الأوساط الإعلامية في البلاد".

وفي تصريح سابق لـ"عربي21"، كشفت دليلة مصدق محامية مدير إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية، نور الدين بوطار، أن الأسئلة التي وجهها القاضي لموكلها كانت تتعلق بالخط التحريري للإذاعة والبرامج والتسيير المالي والإداري وعن ممتلكاته الخاصة.

وقالت دليلة مصدق إن قرار إيقاف نور الدين بوطار لا علاقة له بالإيقاف والاستماع لبقية الناشطين السياسيين ورجال الأعمال الذين تم اعتقالهم خلال الأيام القليلة الماضية.

من جهته، اعتبر نقيب الصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي أن إيقاف الصحفي وصاحب إذاعة "موزاييك"، بوطار، مؤشر خطير على العودة إلى تكميم الأفواه.

ونبه الجلاصي في تصريح لـ"عربي21" من أن السلطة ترغب في إخراس كل الأصوات، معتبرا أن ما حدث "عبث يجب أن ينتهي".

وتشن السلطات الأمنية التونسية منذ أيّام حملة اعتقالات طالت سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلاميًا من دون تهم واضحة، ما ينذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصادية وسياسية منذ قرار الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في العام 2021.

سبقت عمليات الاعتقال تلميحات واضحة من الرئيس خلال لقاء بوزيرة العدل ليلى جفال الأسبوع الفائت، جاء فيها "من غير المعقول أن يبقى خارج دائرة المحاسبة من له ملف ينطق بإدانته قبل نطق المحاكم، فالأدلة ثابتة وليست مجرّد قرائن".

بدأت حملة الاعتقالات نهاية الأسبوع الفائت بتوقيف رجل الأعمال كمال اللطيف، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط السياسية والذي بقي لفترة طويلة مقربا جدا من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، إضافة إلى القيادي السابق في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، والناشط السياسي خيام التركي وقاضيين معزولين. 

وتواصلت الاعتقالات إلى الاثنين ليلا وطالت المدير العام في المحطة الإذاعية الخاصة "موزييك اف ام" نور الدين بوطار، ووزير العدل السابق نور الدين البحيري، والمحامي لزهر العكرمي.

وتتزامن حملة الاعتقالات وسعي الرئيس قيس سعيّد إلى وضع حجر الأساس لنظامه الرئاسي والذي تميز بمقاطعة كبيرة من قبل الناخبين لا سيما إثر مقاطعة نحو تسعين في المئة من الناخبين دورتي الانتخابات النيابية الفائتة.

اظهار أخبار متعلقة



وأثار اعتقال بوطار موجة استنكار واسعة في تونس حيث اتهمت منظمات إعلامية محلية ودولية الرئيس التونسي قيس سعيد باستخدام سلطته لتكميم وسائل الإعلام المحلية.
التعليقات (0)