الغارديان: إيران أصبحت منتجا عالميا للمُسيرات بسبب حرب أوكرانيا

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفي بيتر بومونت قال فيه إن إيران برزت كرائد عالمي في إنتاج المسيرات الرخيصة والقاتلة، وفقا لمسؤولين أمريكيين، الذين يقولون إن طهران تستخدم الحرب في أوكرانيا كنافذة متجر لتقنياتها.

أوضح المحللون في وكالة الاستخبارات الدفاعية كيف تحولت إيران من لاعب إقليمي للمسيرات في الشرق الأوسط إلى أن تصبح أهم داعم عسكري لموسكو في الحرب.

ردا على إنكار وزارة الخارجية الإيرانية لاستخدام مُسيراتها في هجمات مميتة في أوكرانيا، بما في ذلك ضد البنية التحتية للطاقة المدنية، تبادل المسؤولون معلومات استخباراتية رفعت عنها السرية تظهر أن المسيرات الإيرانية المستخدمة في الهجمات في الشرق الأوسط - بما في ذلك هجوم أعلنت إيران مسؤوليتها عنه - كانت متطابقة في جميع الميزات الهامة للمسيرات المستخدمة في أوكرانيا.

وصف أحد المسؤولين طهران بأنها برزت كرائد عالمي في إنتاج مسيرات رخيصة وفعالة للغاية.

على الرغم من أن تزويد موسكو بمسيرات إيرانية لحربها في أوكرانيا قد تم التعامل معه منذ فترة طويلة كحقيقة في كثير من التقارير، وكذلك في العديد من الإحاطات الإعلامية الأمريكية التي سعت إلى وصف التعاون العسكري الوثيق والمتزايد بين إيران وروسيا، أكد المسؤولون أن الهدف من إيجازهم هو إقناع المتشككين في الجمهور العالمي بعمق المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الولايات المتحدة بشأن شحنات المسيرات الإيرانية.

زودت إيران روسيا بثلاثة نماذج من المسيرات: شاهد 131 و136 اللتين تستخدمان كمسيرات انتحارية أحادية الاستخدام، تستخدمها موسكو كبديل أرخص لصواريخ كروز، وطائرة مهاجر 6 متعددة الاستخدام، والتي يمكن استخدامها لجمع المعلومات الاستخباراتية وتستطيع حمل صاروخ.

باستخدام تسجيلات أثناء الطيران وحطام المسيرات الانتحارية والمسيرات متعددة الأدوار المستخدمة في أوكرانيا، قال المسؤولون إنهم سعوا إلى دحض نفي إيران لاستخدام مسيراتها، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى دعم أوسع لفرض عقوبات على إيران بسبب إمدادات المسيرات.

اظهار أخبار متعلقة

قال أحد المسؤولين، وهو يكشف النقاب عن صور حطام من شاهد 131 طائرة بدون طيار قاتلة استخدمت في هجوم بالعراق في أيلول/ سبتمبر 2022، أعلنت إيران مسؤوليتها عنه، والحطام من هجوم على كييف في تشرين الأول/ أكتوبر من نفس العام.

باستثناء العلامات الروسية على الحطام على المسيرة التي ضربت كييف، تُظهر الصور مكونات متطابقة، بما في ذلك المحرك الدوار، والمروحة الخشبية، ولوحة الترحيل، وحتى البراغي السداسية المستخدمة لتركيب الدعامة.

قارن المحللون الأمريكيون أيضا حطام طائرة شاهد 136 تم انتشالها من أوكرانيا بالصور المتاحة في المجال العام لمحرك طائرة بدون طيار معروضة في معرض الطيران الوطني الإيراني في عام 2014، والتي تُظهر ترسا دائريا متطابقا، وبادئا، وعادما، ومشتتا حراريا.

وقال المسؤولون: "ما رأيناه هو حطام يمكن التعرف عليه من منطقتين جغرافيتين مختلفتين تماما جاء من نفس المصدر"، واصفين ذلك بأنه "دليل مقنع".

وأضافوا أن إيران تبدو وكأنها "ملتزمة بإعادة إمداد" روسيا بالمسيرات.

على نطاق أوسع، أوضح المسؤولون كيف تطور استخدام إيران للمسيرات بسرعة منذ عام 2014، حيث تم استخدام المسيرات في هجمات محدودة للغاية ضد أهداف مثل أرامكو السعودية والشحن - بما في ذلك الهجوم على ناقلة ميرسر ستريت في عام 2021، والذي قتل القبطان الروماني للسفينة وحارسا شخصيا بريطانيا – إلى استخدامهما على نطاق واسع في حرب تقليدية كبرى.

قال المحللون إنهم يعتقدون أن طهران تراكمت بسرعة خبراتُها في برنامج تطوير المسيرات من استخدامها في أوكرانيا، وربما كانت تتعلم دروسا قيمة لتحسين تلك المسيرات.

وفي وصفه لسبب رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية عن المسيرات الإيرانية، أوضح مسؤول ثان أن الهدف على وجه التحديد هو مواجهة أولئك الذين ظلوا متشككين بشأن تزويد إيران لروسيا بمسيرات.

وقالوا: "النقطة الأساسية هي أن وزارة الخارجية الإيرانية تنفي استخدامها. إن ما تريده الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هو تقديم أدلة دامغة إلى جمهور عالمي حيث قد يكون هناك المزيد من الشكوك".

في حين أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد أصدرتا عقوبات بشأن إمداد إيران بمسيرات لروسيا، إلا أنهما يسعيان إلى دعم أوسع لهذه العقوبات في المجتمع الدولي.

وتأكيدا على المخاوف المتزايدة، تشير التقارير الأخيرة الواردة من إيران إلى أن طهران تعتقد أن هناك سوقا كبيرا لمسيراتها، بما في ذلك الصين بحسب التقارير.

اظهار أخبار متعلقة

أفاد موقع "المونيتور" الإخباري، مؤخرا، عن اقتباسات أدلى بها مسؤول استخبارات عسكري إيراني تصف آفاق مبيعات المسيرات، مما يشير إلى اهتمام عشرات الدول بها. وقيل إن المسؤول أدلى بهذه التصريحات في جامعة الإمام الخميني الدولية في مدينة قزوين.

وقال المسؤول، الذي قدمه التقرير كمدير لمركز الأبحاث السياسية بوزارة الاستخبارات: "نمت قوتنا إلى مستويات تنتظر فيها الصين دورا لشراء 15 ألفا من مسيراتنا".

كشفت صحيفة الغارديان، خلال عطلة نهاية الأسبوع، كيف استخدمت إيران قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب أنواع جديدة من المسيرات المتطورة طويلة المدى المسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

كشفت مصادر في إيران أنه تم تسليم ما لا يقل عن 18 مسيرة إلى البحرية التابعة لفلاديمير بوتين بعد أن قام ضباط وفنيون روس بزيارة خاصة إلى طهران في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث تم عرض مجموعة كاملة من التقنيات الإيرانية. في تلك المناسبة، اختار الوفد الروسي المكون من 10 رجال ست مسيرات من طراز مهاجر -6.