ابن زايد يعتمد على ثلاثة خبراء في إدارة الملف الليبي.. من هم؟

تولي أبو ظبي أهمية كبيرة بالنسبة للملف الليبي، وتعد من اللاعبين البارزين فيه، وذلك في إطار نهج توسعي تتبناه دولة الإمارات لتصبح قوة إقليمية مهمة في المنطقة، تحظى بتأثير واسع مستغلة قوتها المالية الهائلة التي تجمعها من عوائد النفط.

وفي هذا السياق يعتمد رئيس البلاد محمد بن زايد على ثلاثة خبراء مكلفين بمراقبة وإدارة الملف الليبي، ويقومون بعمليات التواصل بشأن ليبيا مع الجهات المحلية والدولية ذات الصلة بالملف، لا سيما الدول الغربية.

وتلعب أبو ظبي لعبة دقيقة في ليبيا، حيث تتنقل بين المتحاربين الرئيسيين: رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورجل الشرق خليفة حفتر، وللحفاظ على التوازن، اعتمد الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، لعدة سنوات على نصيحة ثلاثة من الرجال ذوي العلاقات الجيدة والمطلعين على القضايا الأمنية.

سالم الزعابي "لاعب رئيسي"


سالم الزعابي، وهو جنرال سابق ومدير التعاون الأمني، والرجل الثاني بحكم الأمر الواقع في وزارة الخارجية ويتم استشارته بانتظام بشأن ليبيا من قبل رئيسه عبد الله بن زايد آل نهيان، شقيق محمد بن زايد.

الزعابي هو أحد ممثلي أبوظبي الرئيسيين في الاجتماعات الدولية حول الشؤون الليبية. كما أنه لاعب رئيسي في المفاوضات التي تجري خلف الكواليس، وزار القاهرة عدة مرات العام الماضي للمشاركة في اجتماعات ثلاثية حول ليبيا بين دبلوماسيين مصريين وفرنسيين وإماراتيين.

اظهار أخبار متعلقة

والجنرال السابق، والذي أصبح دبلوماسيا في عام 2017، هو وجه مألوف لأحمد عبد المجيد، مدير الشؤون الليبية بوزارة الخارجية المصرية، ومع ذلك، برز التوتر في الأسابيع الأخيرة بين أبو ظبي والقاهرة مع لوم مصر للإمارة على التعامل المزدوج المزعوم فيما يتعلق بالدبيبة وحفتر. وفق تقرير بموقع "أفريكا انتلجنس" الفرنسي.

بدأ الزعابي مسيرته الدبلوماسية كملحق دفاعي لدولة الإمارات في فرنسا وعمل أيضًا كضابط ارتباط لحلف شمال الأطلسي ومدير التعاون في وزارة الدفاع، حيث ركز على مكافحة الإرهاب.

ينحدر الزعابي من جالية عرقية كبيرة قاتلت البريطانيين والبرتغاليين في جزيرة الحمراء الموجودة الآن في إمارة رأس الخيمة، قبل أن يهاجروا إلى أبوظبي ودبي في أواخر الستينيات في بداية الطفرة النفطية في الإمارات.

تعود الروابط بين الزعابي والعائلات الحاكمة إلى القرن التاسع عشر عندما تحالفت السلالتان العظيمتان ضد القواسم، الذين كانوا حلفاء للبريطانيين.

بالإضافة إلى ليبيا، يتابع الزعابي أيضًا قضايا أفريقية استراتيجية أخرى مثل الأحداث في منطقة الساحل والسودان.

شخبوط بن نهيان آل نهيان



داخل وزارة الخارجية، يعمل الزعابي عن كثب مع شخبوط بن نهيان آل نهيان، السفير السابق في المملكة العربية السعودية الذي شغل منصب وزير الدولة لشؤون أفريقيا في عام 2021، وكان يتابع الوضع في ليبيا عن كثب، وهو أحد الوجوه الرئيسية لدبلوماسية أبو ظبي الرسمية في شمال أفريقيا، إلى جانب وزير الخارجية نفسه.

اظهار أخبار متعلقة

شخبوط يتولى الاتصالات مع الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال، استقبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى ليبيا، عبد الله باثيلي، في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما كان باثيلي يقوم بجولة في أنقرة والدوحة وأبو ظبي.

 شخبوط خريج أكاديمية الإمارات الدبلوماسية (EDA) ويتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة. وفق المصدر نفسه.

علي الشامسي

يعتمد محمد بن زايد على مساعدة خبير المخابرات علي محمد حماد الشامسي، الذي قام بترقيته في بداية هذا العام من المركز الثاني إلى رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي.

يحضر الشامسي جميع اجتماعات الرئيس الإماراتي الرئيسية وهو لاعب رئيسي في ليبيا. إنه على اتصال متكرر بأجهزة أمنية أجنبية ومع مسؤولين من الولايات المتحدة، الذين تمثل ليبيا بالنسبة لهم قضية رئيسية، والتقى الشامسي في أبو ظبي في تشرين الثاني/  نوفمبر الماضي بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.

إمساك العصا من المنتصف



ويبدو أن لعبة التوازن أو إمساك العصا من المنتصف التي تسير عليها أبو ظبي في تعاملها مع الملف الليبي، جاءت بعد قناعة بأن حليفها في الشرق الليبي، خليفة حفتر، لن يستطيع أن يسيطر على البلاد، وأن هناك لاعبين رئيسيين في الغرب.

اظهار أخبار متعلقة

وفشل خليفة حفتر في تحقيق أهدافه، بالسيطرة على طرابلس بعد حرب شنها في كانون الأول/ ديسمبر عام 2019، رغم دعم خارجي كبير تلقاه من أطراف عدة أبرزها أبو ظبي التي وفرت أموالا طائلة ودعمته بترسانة من الأسلحة والمرتزقة.

وخرقت الإمارات حظرًا أقره مجلس الأمن الدولي، في 2011، على تصدير السلاح إلى ليبيا، بدعمها لحفتر بأسلحة ثقيلة واستراتيجية، بلغت قيمتها عشرات ملايين الدولارات ووفقًا لتقارير للأمم المتحدة.

كما وفرت الإمارات مقاتلين أجانب ودفعت رواتبهم للقتال بصفوف حفتر، وبينهم مئات المرتزقة الروس وميليشيات "الجنجويد" السودانية ومتمردين من تشاد، إلا أن ذلك لم يفلح في إسقاط الحكومة المعترف بها في طرابلس آنذاك، ما جعلها تتجه نحو سياسة أكثر توزانا مع القوى الفاعلة في ليبيا، في محاولة للإمساك بخيوط اللعبة.