سياسة عربية

مشاهد مؤثرة لكريم يونس.. رفع علم فلسطين وزار قبري والديه (شاهد)

كريم يونس يعد أقدم معتقل في سجون الاحتلال وقضى خلف القضبان أربعين عاما كاملة- وفا
كريم يونس يعد أقدم معتقل في سجون الاحتلال وقضى خلف القضبان أربعين عاما كاملة- وفا
رفع عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، كريم يونس (66 عاما)، علم فلسطين خلال مظاهرة احتفالية بالإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد قضائه أربعين عاما متواصلة في السجون.

وقال يونس خلال المظاهرة: "أُقدم 40 عاما أخرى من عمري فداء لشعبي، وكل الأسرى لديهم القوة والعطاء لتقديم ذلك، من أجل حرية شعبهم".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف يونس في تصريحات للصحفيين، اليوم الخميس: "خرجت من المعتقل وتركت خلفي قلبي، مع رفاقي في الأسر، الذين يحملون جثثهم على أكتافهم، ويمشون والموت يمشي معهم".

وضمن فعاليات استقباله، أطلق كريم يونس بالونات بألوان العلم الفلسطيني في سماء قريته عارة.


وفور إطلاق سراحه من الأسر وعودته إلى مسقط رأسه في بلدة عارة في المثلث الشمالي داخل فلسطين المحتلة عام 48، فإن كريم يونس زار قبر والده، وقبر والدته التي غيبها الموت قبل ثمانية أشهر فقط، دون أن ترى نجلها كريم حرا.

وعن والدته المرحومة صبحية يونس، قال كريم: "أمي مثل باقي أمهات الأسرى، حمّلتها فوق طاقتها، وهي حملتني في كل لحظة في عينيها ودموعها، وفي وجدانها طيلة 40 عاما، لكنها اختارت أن تراني من السماء، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنها".

اظهار أخبار متعلقة


وتفاعل نشطاء ومغردون مع الإفراج عن الأسير كريم يونس، ومشاهد زيارته لقبر والدته، معبرين عن إعجابهم بصبره وجلده طوال هذه السنين خلف القضبان.


من هو كريم يونس

ولد يونس في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958م، في بلدة عارة بأراضي عام 1948، وهو الابن الأكبر لعائلته.

درس في المدرسة الابتدائية الرسمية في مدرسة عارة، والمرحلة الإعدادية في عرعرة، والثانوية في السالزيان في مدينة الناصرة، والتحق بجامعة "بن غوريون" في بئر السبع لدراسة الهندسة الميكانيكية، وفي السنة الثانية من دراسته، ومن على مقاعد الدراسة اعتقل كريم في السادس من كانون الثاني/ يناير 1983.

تعرض كريم لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقا لمدة 40 عامًا.

وفي عام 2013، وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده الحاج يونس يونس، وبقيت والدته الحاجة صبحية تنتظم في زيارته في معتقل "هداريم".

وبعد 39 عامًا من الانتظار وفي الخامس من أيار/ مايو 2022، رحلت والدته الحاجة صبحية يونس (أم كريم)، الأم الصابرة التي انتظرته بكل ما تملك من قوة، دون أنّ تحتفي بحريته.

اظهار أخبار متعلقة


وفي أول رسالة له بعد وفاة والدته، قال: "أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها".

وأضاف: "برغم الألم والفقدان إلا أنني شعرت بسعادة وفخر عندما علمت أنَّ الحاجة لُفت بالعلم الفلسطيني الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة".

والأسير يونس واحد من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل اتفاق أوسلو أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014..

وقد كان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن الدفعة الرابعة من القدامى، وكان عددهم في حينه 30 أسيرًا، إلا أنها تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه في إطار مسار المفاوضات، إضافة إلى مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة شاليط 2011، أبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، ونضال زلوم وآخرون.
التعليقات (0)