صحافة إسرائيلية

جيش الاحتلال يزعم زيادة بتجنيد الدروز رغم التمييز ضدهم

جند جيش الاحتلال نحو 1900 من أبناء الأقليات في السنوات الثلاث الماضية- جيتي
جند جيش الاحتلال نحو 1900 من أبناء الأقليات في السنوات الثلاث الماضية- جيتي
رغم انخفاض التجنيد في جيش الاحتلال لأفراد الأقليات السكانية، فإن رقما مفاجئا يكشف عن زيادة في عدد المجندين الدروز في الوحدات القتالية.

وتشير التقديرات إلى أن سبب الزيادة يرجع إلى مزيج من أنشطة جيش الاحتلال في أوساط الدروز، وقيادتهم للجبهة الداخلية في مناطقهم السكنية خلال فترة كورونا، وتجنيدهم في برامج قرّبتهم من الجيش، بعد أن تعرضوا للتحريض ضد الخدمة فيه، خاصة خلال حرب غزة الأخيرة 2021.

أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع واللا، نقل عن أوساط في الجيش قولها إن "دوافع للخدمة القتالية لدى الأقليات عموما، والدروز خصوصا، تعزى إلى عدد من العمليات البطيئة التي قام بها الجيش، بما في ذلك عمل قيادة الجبهة الداخلية جنبًا إلى جنب مع قرى ومجتمعات الأقليات خلال فترة كورونا".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بحسب المعطيات، فقد تم حشد 501 من أبناء الأقليات في 2019، 249 منهم لمسار المحارب في الوحدات القتالية، وفي عام 2020 تم تجنيد 561 من الأقليات، منهم 299 فردًا تم تجنيدهم في مسار المحارب، أي بنسبة 53٪، وفي عام 2021 تم تجنيد 476 من أفراد الأقليات إجمالاً، وهو رقم يشير إلى انخفاض كبير، لكن من بينهم 292 تم تجنيدهم للخدمة القتالية، أي 61٪ منهم".

وأشار إلى أن "مسؤولي الجيش يقدرون أن أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض تجنيد الأقليات في الجيش الإسرائيلي ينبع من التحريض أثناء وبعد عملية حارس الأسوار في مايو 2021، وخلال العملية امتلأت الشبكات الاجتماعية بالتحريض والكراهية والتهديدات ضد أفراد الأقليات الذين يخدمون في جيش الاحتلال".

وأوضح أنه "في المقابل، فإن استئناف زيادة الدافع للالتحاق بالخدمة القتالية تم من خلال جملة عوامل حدثت ببطء أولها الخطاب الإيجابي حول التجنيد للقتال، ما زاد في الحافز للالتحاق بالوحدات القتالية والخاصة، وثانيها عمل قيادة الجبهة الداخلية في قرى وتجمعات الأقليات خلال فترة كورونا، ما أدى للاتصال والنشاط المستمر من قبل شعبة القوى البشرية في الجيش، وبموجبها خضع أفراد الأقليات وأعمارهم بين 20 و40 لتدريب مختصر، وفصول مختلفة باللغة العبرية، ثم خدموا في الاحتياط، ومن يوليو 2020 حتى ديسمبر 2022، أكملوا التدريب، والآن يخدم 510 منهم في الاحتياط بقيادة الجبهة الداخلية".

وكشف أنه "تم حشد بعضهم خلال حرب غزة الأخيرة أغسطس 2022، في فرقة 210 العاملة بمرتفعات الجولان، كما أنه قدمت معلمات منهم في الجيش دروسًا تشجيعية باللغة العبرية لموضوعات الإنترنت والتكنولوجيا، حتى إن قدومهم للمدارس بالزي العسكري يخلق جواً إيجابياً تجاه الجيش في الآونة الأخيرة، التي شهدت اهتماما أكبر وتركيزا على المنطقة الشمالية ومرتفعات الجولان بطريقة لم نشهدها".

اظهار أخبار متعلقة


وختم بالقول إنه "رغم التوترات التي نشأت بعد حرب غزة 2021، فقد عمل رئيس الأركان أفيف كوخافي على إيصال رسالة لأفراد من البدو والدروز، حول أهميتهم ومساهمتهم في الجيش، ومنحهم مؤخرًا أربع رتب برتبة مقدم للضباط البدو تماشيًا مع تقدير كبير للعمل على جبهة القتال".

رغم هذه المعطيات العسكرية الإسرائيلية، فإن من الأهمية التأكيد على وجود معارضة واسعة بين الدروز والبدو للانخراط في جيش الاحتلال، رغم أن نسبة الدروز الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش تبلغ 85%، وهي تفوق نسبة اليهود المنخرطين في صفوفه، كما سجّلت الحروب التي خاضها مقتل قرابة 400 درزي، ممن خدموا في مختلف وحداته، خاصة ألوية المشاة المختارة المقاتلة، والشرطة، وحرس الحدود.

ورغم ذلك، تنشر وسائل الإعلام بين حين وآخر ما يعانيه الجنود الدروز من معاملة سيئة بلغت حد التعذيب المعنوي والبدني، والإساءات والإذلال من الجنود اليهود، فأحدهم تمت مقاطعته من قبلهم، ورفضوا التحدث معه، ووصفوه بأنه "كلب، وإرهابي فلسطيني"، وآخر طلب منه ضابطه اليهودي ذات مرة أن ينظف المرحاض، وحين رفض، مُنع من دخول غرفة الطعام، ولم يُحضر له طعام لثلاثة أيام، وحين قدم شكوى لقادته، تجاهلوها، ولم يتورع أحدهم عن زجره قائلا "انصرف من هنا أيها العربي".
التعليقات (0)