صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي بتركيز حكومة الاحتلال المتطرفة على القدس والأقصى

المسجد الأقصى سيكون واحدا من نقاط التوتر المقبلة في فلسطين- جيتي
المسجد الأقصى سيكون واحدا من نقاط التوتر المقبلة في فلسطين- جيتي
تناولت الصحافة الإسرائيلية الإعلان الفلسطيني الأردني المشترك عن إنشاء مؤسسة جديدة في المسجد الأقصى تسمى "وقفية المصطفى"، ستمول برنامجًا يجلس فيه أكثر من ألف مسلم في أقدس مكان في العالم كل يوم لحفظ القرآن الكريم، مقسّمين على 100 حلقة، كل حلقة مكونة من 10 رجال و10 نساء.

أرنون سيغال مراسل صحيفة ميكور ريشون قال إن "الأردن لم يتخذ مبادرة مماثلة منذ عشرين عاما، لكن يبدو أن إنشاء الوقف الجديد يتم على خلفية صعود الحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل، والتغييرات المحتملة التي قد تحدث في المسجد الأقصى".

ورأى أن الأردنيين والفلسطينيين يخشون من تبعات صعود اليمين المتطرف لدى الاحتلال، مع أن المكان الذي يكون فيه حكم الملك عبد الله الثاني أكثر استقرارًا بلا منازع هو المسجد الأقصى. ورغم قلقه، فيمكن تقدير أن الحكومة اليمينية الناشئة لن تغير من سيطرته الصارمة على المكان، وقد عززها رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو خلال سنواته الطويلة الماضية".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو وحده لا يكفي لاستمرار الوضع القائم كما هو في المسجد الأقصى، فالخطوة الضرورية لأحزاب اليمين هي تحويل الوقف الأردني الذي يدير المسجد إلى وقف إسرائيلي، ومثل هذه المؤسسة موجودة منذ فترة طويلة، وتخضع لسيطرة وزارة الشؤون الدينية، مع العلم أن سلطة الأوقاف غير موجودة في ساحة الأقصى بأكملها، بل إنها تقتصر على المسجد فقط، وقد تكون مطلبًا أساسيًا للأحزاب الأخرى في الائتلاف اليميني".

وأشار إلى أنه "في الوقت الحالي لا توجد مثل هذه الخطوة في الأفق، وبينما يعمق الأردن والفلسطينيون قبضتهم على المسجد الأقصى، ونظرا لمستوى التوقعات المرتفعة، فإنه يمكن الافتراض أنه سيكون على جدول أعمال المفاوضات بين الأحزاب اليمينية الدينية، التي تحتاج لأن تقدم لناخبيها نوعًا من الإنجاز فيه، مهما كان ضئيلًا".

اظهار أخبار متعلقة


بدورها، عاطيرا غيرمان، مراسلة صحيفة مكور ريشون، كشفت أن "حزب العصبة اليهودية بزعامة المتطرف بن غفير يريد نقل وزارة التراث التي استلمها الحاخام عضو الكنيست عميحاي إلياهو إلى شرق القدس، تمهيدا لزيادة الاستيطان في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة، مع العلم أن الـ32 وزيرا في الحكومة الجديدة يحملون معهم صعوبة لا تحظى بالاهتمام عادة، وهي أن الوزارات الجديدة مطلوب تحديد مكان عملها في القدس المحتلة".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المبنى التاريخي لمتحف روكفلر الذي يقع في شارع السلطان سليمان في القدس، سيكون مقر وزارة التراث، حيث إنه يضم مكاتب سلطة الآثار والأرشيف والمركز الوطني للآثار، وقد تم اتخاذ قرار لنقل مكتب الوزارة الجديد إلى هناك على خلفية دعم الوزير الجديد وحزبه للاستيطان اليهودي في شرق القدس من منظور استراتيجي، مع أن الوزير يقيم أصلا في مستوطنة ريمونيم في لواء بنيامين بالضفة الغربية".

اظهار أخبار متعلقة


من الواضح أنه مع اقتراب إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، تزداد التقديرات لديها بأن المسجد الأقصى سيكون واحدا من نقاط التوتر المقبلة في العلاقة مع الفلسطينيين، في ضوء المخططات اليمينية التي تتحضر لاستهدافه عبر مزيد من الاقتحامات، وتغيير الوضع الراهن فيه، والسيطرة عليه.

مع العلم أن هذه التقديرات تأتي مع تزايد نشاطات جماعات الهيكل اليهودية، وحقيقة أن إيتمار بن غفير على وشك تولي منصبه الجديد كوزير للأمن القومي، ما يرفع من عتبة الضغط الذي يبث إلى الخارج، ومحاولة جلب الحشود الاستيطانية إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي يحمل مؤشرات على حدوث تغيير في وضعه الحالي بسبب زيادات أعداد المقتحمين اليهود.

إلى ذلك أشار الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، في تغريدة عبر "تويتر"، إلى أن العديد من المتدينين والعلمانيين اليهود، متحمسون لتشريع صلاة اليهود في الأقصى ومن بينهم المستشار السابق لبنيامين نتنياهو العلماني أليكس سيلسكي.

ولفت إلى ما قاله سيلسكي، في مقال له بصحيفة ميكور ريشون، أن فرض صلاة اليهود بالأقصى، هو الهدف الأول للحكومة التي يقودها اليمين المتطرف الإسرائيلي.

التعليقات (0)