سياسة دولية

قصف روسي أوكراني متبادل.. ودعم أمريكي لـ"خطة سلام" زيلينسكي

التطورات الميدانية التي شهدتها مدن وبلدات أوكرانية تزامنت مع حراك دبلوماسي يجريه زيلينسكي لدعم خطته لإنهاء الحرب- جيتي
التطورات الميدانية التي شهدتها مدن وبلدات أوكرانية تزامنت مع حراك دبلوماسي يجريه زيلينسكي لدعم خطته لإنهاء الحرب- جيتي
تسبب قصف روسي مكثف على خيرسون الأوكرانية في مقتل شخصين وإصابة آخرين، وذلك عقب ساعات من قصف أوكراني لمدينة ميليتوبول، الواقعة في جنوب البلاد والتي تسيطر عليها القوات الروسية.

ويأتي هذا التطور على وقع حراك دبلوماسي دولي، ودعم أمريكي جديد لخطة السلام التي أطلقها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي والتي تتضمن 10 خطوات يمكن من خلالها إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي اندلعت في شباط/ فبراير الماضي.

تطورات ميدانية

وقتل شخصان وأصيب خمسة آخرون في قصف روسي استهدف منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، كما أعلن حاكم المنطقة ياروسلاف يانوشيفيتش الأحد.

واستعادت القوات الأوكرانية في تشرين الثاني/ نوفمبر السيطرة على مدينة خيرسون خلال هجوم مضاد أدى إلى انسحاب القوات الروسية التي عبرت إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر. وقال الحاكم في حسابه على تليغرام إن "العدو هاجم مجددا أحياء خيرسون السكنية" مشيرا إلى أن الجيش الروسي قصف مستشفى ولادة ومقهى ومبنى سكني.

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أن "شخصين قتلا الليلة الماضية جراء القصف الروسي" في المنطقة موضحا أنه تمت إعادة الكهرباء "إلى حوالي 90%" من المدينة وضواحيها. وتابع بأن خمسة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح بدرجات متفاوتة في "45 ضربة" استهدفت المنطقة بالمدفعية وقاذفات الصواريخ المتعددة والدبابات وقذائف الهاون. وقبل انسحابها في تشرين الثاني/ نوفمبر، دمرت القوات الروسية البنى التحتية للخدمات العامة في المدينة وقصفت منذ ذلك الحين خيرسون عدة مرات.

وفي مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، استمر الانقطاع الطارئ للكهرباء إثر هجمات بطائرات مسيرة روسية، كما أعلن سيرغي براتشوك الناطق باسم الإدارة المحلية الأحد. وقالت السلطات أيضا إن "انقطاع إمدادات المياه" حدث بسبب انقطاع التيار الكهربائي في بعض أجزاء المدينة. في المقابل، قصفت القوات الأوكرانية ميليتوبول، المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تسيطر عليها القوات الروسية، وفق ما ذكرت مصادر رسمية موالية لروسيا وأخرى موالية لكييف.

وتقع هذه المدينة الاستراتيجية التي كان عدد سكانها يزيد على الـ150 ألف نسمة قبل الحرب، في منطقة زابوريجيا التي ضمتها موسكو. وقال رئيس الإدارة المحلية التي عيّنتها روسيا في منطقة زابوريجيا يفجيني باليتسكي إن القوات الأوكرانية استخدمت راجمات صواريخ "هيمارس" الأمريكية لضرب ميليتوبول حوالي الساعة الـ21:00 السبت.

وأوضح أن الهجوم دمر "مركزا ترفيهيا" على أطراف المدينة وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة عشرة، مؤكداً أنه تم استهداف الموقع بينما كان الناس يتناولون العشاء، مشيرا إلى أنه تم اعتراض صاروخين في الجو وأصابت أربعة أخرى هدفها.

اظهار أخبار متعلقة


ولعبت راجمات صواريخ لا سيما من طراز "هيمارس" دوراً محورياً في هجوم أوكرانيا المضاد في جنوب وشرق أوكرانيا. من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في شرق أوكرانيا الأحد إن القوات الأوكرانية هاجمت فندقا كان يتمركز فيه أفراد من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم.

ولم يتسن لوكالة رويترز التحقق من صحة الرواية التي جاءت على لسان سيرغي جايداي حاكم منطقة لوغانسك، التي تحتلها روسيا، خلال مقابلة تلفزيونية.

حراك دبلوماسي

على صعيد دبلوماسي، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفياً مع نظيره الأوكراني زيلينسكي في وقت متأخر من الليلة الماضية، وذلك قبل قمة مجموعة السبع القادمة. وناقش الاثنان "صيغة سلام من 10 خطوات" لأوكرانيا إضافة إلى زيادة التعاون الدفاعي وأمن الطاقة في البلاد. وقال زيلينسكي: "كنت سعيدًا لأنني شعرت في المحادثة بأن صيغة السلام الخاصة بنا يُنظر إليها بشكل إيجابي. وهذا يضيف تفاؤلًا. وكلما تم تنفيذ نقاط الصيغة بشكل أسرع، كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا وكل فرد في أوروبا أقوى".

وفي وقت سابق، أكدت السفيرة الأمريكية في أوكرانيا، بريدجيت برينك، أن الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع تدعم خطة السلام، التي اقترحها الرئيس الأوكراني. وقالت إن الولايات المتحدة تدعم الخطة، التي تتألف من 10 خطوات، لأنه يمكن بها إنهاء الحرب.

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت برينك أن الروس لا يريدون إنهاء الحرب، ولكن الولايات المتحدة تدعم السلام المقترح في خطة زيلينسكي. كما أجرى زيلينسكي محادثات مع رئيسي تركيا وفرنسا الأحد، في زيادة في النشاط الدبلوماسي حول الحرب التي بدأتها روسيا قبل عشرة أشهر. وقال زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة "إننا نعمل باستمرار مع الشركاء".

وأضاف أنه يتوقع بعض "النتائج المهمة" الأسبوع المقبل من سلسلة من الفعاليات الدولية التي ستتناول الوضع في أوكرانيا.

وعلى الرغم من إجراء زيلينسكي محادثات عديدة مع الرئيس جو بايدن والرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان منذ غزو القوات الروسية في أواخر فبراير شباط، فإن إجراء مثل هذه السلسلة من المناقشات في يوم واحد فقط ليس حدثا عاديا.

وفي وقت سابق، قال زيلينسكي إنه أجرى محادثة "هادفة للغاية" مع ماكرون حول "الدفاع والطاقة والاقتصاد والدبلوماسية" استمرت أكثر من ساعة.. ومحادثات "محددة للغاية" مع أردوغان بشأن ضمان صادرات الحبوب الأوكرانية.

وعملت تركيا، التي لعبت دور الوسيط في محادثات السلام في الأشهر الأولى من الحرب، إلى جانب الأمم المتحدة في صفقة حبوب فتحت الموانئ الأوكرانية أمام الصادرات في يوليو/ تموز بعد حصار روسي فعلي استمر ستة أشهر.

وقال مكتب أردوغان إن الزعيم التركي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد، دعا فيه إلى إنهاء سريع للصراع. وقال بوتين الأسبوع الماضي إن فقدان موسكو شبه الكاملة للثقة في الغرب ستجعل الوصول إلى تسوية نهائية بشأن أوكرانيا أكثر صعوبة وحذر من حرب طويلة الأمد.
التعليقات (0)