سياسة دولية

مطالب بالإفراج عن جثث محتجين بإيران.. وازدياد حصيلة القتلى

الاحتجاجات في إيران مستمرة منذ أيلول/ سبتمبر الماضي- جيتي
الاحتجاجات في إيران مستمرة منذ أيلول/ سبتمبر الماضي- جيتي

أفادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، بأن شهادات عدة في إيران، تؤكد احتجاز السلطات لجثث محتجين قضوا برصاص الأمن خلال قمع السلطات للاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ 16 أيلول/ سبتمبر الماضي.

 

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ليز ثروسيل، إن تشدد قوات الأمن في التعامل مع الاحتجاجات المعارضة للحكومة، أدى إلى ارتفاع عدد القتلى الذي يتجاوز الـ300 شخص، وفق قولها.


وعبّرت ثروسيل أيضا عن قلق بشأن تقارير حول احتجاز الجثث ما لم تلتزم العائلات بالصمت، أو بإصدار بيانات كاذبة حول سبب الوفاة.

 

اقرأ أيضا: طائرات هليكوبتر لقمع الاحتجاجات بإيران.. واعتقال مشاهير

ونقلت عن مصادر مقربة من عائلات أشخاص قُتلوا بالرصاص خلال الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية، أنهم حين ذهبوا إلى المشرحة لاستعادة الجثث، تعرضوا لضغوط من المسؤولين الأمنيين بهدف الموافقة على تقارير أفادت بأن القتلى كانوا من المارة أو من أعضاء مليشيات، وقد قتلوا على أيدي "مثيري الشغب"، وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على المحتجين.

ونقلت "بي بي سي فارسي" عن مصدر قريب من عائلة سبهر مقصودي (14 عاما) الأسبوع الماضي، أن قوات الأمن سرقت جثته من مشرحة، بعد ساعات من مقتله في إطلاق للنار خلال مظاهرة جنوب غرب إيران.


وأضاف أن أفراد الأمن أبلغوا الأقارب بأنهم لن يسلموا لهم الجثة، لأنهم كانوا مفجوعين و"قد يفعل الناس شيئًا ما".

فيما لم يصدر تعليق من السلطات الرسمية على هذه المعلومات حتى الآن.

واتهمت عائلات أخرى قوات الأمن علنا بقتل أقاربها في البداية، ثم تماشت مع الرواية الرسمية حول أسباب الوفاة، بينما قالت مصادر إن هذه العائلات أرغمت على الإدلاء بها للتلفزيون الرسمي.

وقالت ثروسيل إن مفوضية حقوق الإنسان حثت السلطات الإيرانية على "معالجة مطالب الناس بالمساواة والكرامة والحقوق، بدلا من استخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة لقمع الاحتجاج".

ولفتت إلى أن "غياب المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران مستمر، ويساهم في زيادة المظالم".

ودعت السلطات إلى الإفراج عن جميع المعتقلين لمشاركتهم في التظاهرات السلمية، وإسقاط التهم ضدهم.

إحصائية قتلى هذا الأسبوع

 

وبحسب منظمات حقوقية، فإن قوات الأمن الإيراني قتلت 72 شخصا، منهم 56 شخصا في كردستان إيران، خلال الأسبوع الماضي وحده.

 

وتتهم الحكومة الإيرانيّة الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" بدعوى "لباسها غير المحتشم".

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللتها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها "أعمال شغب".

 

اقرأ أيضا: تواصل الاحتجاجات بإيران.. وتضامن على مدرجات المونديال (شاهد)

وتحدّثت منظمة "حقوق الإنسان في إيران"، في آخر حصيلة أصدرتها، عن مقتل 416 شخصا على أيدي القوات الأمنية في إيران، بمن فيهم 51 طفلا و21 امرأة.

وأكد مقتل 72 شخصا خلال الأسبوع الماضي وحده، من بينهم 56 في مناطق كردستان إيران.

وشهدت مدن عدة في مناطق يسكنها الأكراد غرب إيران، تشمل مهاباد وجوانرود وبيرانشهر، تظاهرات واسعة، غالبا ما تبدأ في جنازات ضحايا قمع التظاهرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جلسة أممية الخميس


وقبل جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخميس في جنيف مخصصة لإيران، وصف مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع بأنه "خطير" وسط "تشديد رد فعل القوات الأمنية" كما قال الناطق جيريمي لورانس.

وأعرب لورانس عن قلقه خصوصا إزاء "رفض السلطات الواضح تسليم جثث القتلى لعائلاتهم" وندد بجعلها عمليات التسليم هذه "مشروطة بعدم تحدث العائلات لوسائل الإعلام أو موافقتها على تقديم رواية كاذبة عن سبب وفاتهم".

قطع الإنترنت


وتتهم مواقع لمراقبة الإنترنت إيران بقطع الاتصال بشبكة الإنترنت للهواتف المحمولة الاثنين، على مستوى البلاد، في ذروة حركة الاحتجاجات.

وقالت منظمة مراقبة الأمن السيبراني وحوكمة الإنترنت "نتبلوكس" الثلاثاء، إن خدمة الإنترنت للهواتف المحمولة عادت بعد "تعتيم استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة"، تزامنا مع رفض المنتخب الإيراني لكرة القدم غناء النشيد الوطني الإيراني في كأس العالم في قطر.

وأشارت منظمة "أرتيكيل 19" (المادة 19) Article 19 الحقوقية إلى "التقارير عن استمرار ممارسة الدولة الوحشية على نحو شديد خارج كردستان إلى جانب انقطاع الإنترنت وحظره في كل أنحاء البلاد".

ووفقا للأرقام التي جمعتها منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها في أوسلو، فإن أكثر من نصف القتلى على أيدي قوات الأمن الإيرانية في حملة القمع قد لقوا حتفهم في محافظات تقطنها أقليات عرقية.

وأشارت المنظمة إلى أن 126 قُتلوا في سيستان بلوشستان و48 قُتلوا في كردستان و45 في أذربيجان الغربية و23 في مناطق محافظة كرمانشاه.

 

أعداد المعتقلين


في غضون ذلك، قالت السلطة القضائية في إيران إن 40 مواطنا أجنبيا أوقفوا خلال الاحتجاجات دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

 

واعتقل أكثر من 17,400 شخص في أنحاء البلاد، وفق وكالة أنباء (هرانا) التابعة لنشطاء في مجال حقوق الإنسان، ومقرها خارج إيران.

 

وأفادت الوكالة بمقتل 434 متظاهرا، من بينهم 60 طفلا، وهو رقم يفوق بكثير الرقم الصادر عن الأمم المتحدة.


وحكم على ستة أشخاص شاركوا في الاحتجاجات بالإعدام بعد توجيه تهم "الفساد في الأرض".

 

التعليقات (0)