تعتيم إسرائيلي على تدريبات جوية مع اليونان.. لماذا؟

كشفت "القناة 14" العبرية التابعة لليمين الإسرائيلي عن إجراء سلاح الجو الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، تمرينًا مع نظيره اليوناني على تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود بعيدًا عن الأجواء الإسرائيلية، على خلفية التهديد الإيراني المتزايد باستمرار.

هيليل روزين، مراسل القناة، كشف أن "الطائرات الإسرائيلية من طراز بوينج 707 أقلعت يوم الأربعاء الماضي، وحلقت لمدة ساعة ونصف في سماء جزيرة كريت، حيث استقبلتها 30 طائرة من طراز إف 16 تابعة لسلاح الجو اليوناني، خاضت معها تدريبا للتزود بالوقود في الجو لمدة ثلاث ساعات تقريبًا، رغم قدرتها على إعادة التزود بالوقود مرتين أكثر مما كانت عليه في نفس الفترة الزمنية، إذا لزم الأمر".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "يتم استخدام طائرة "رام" الإسرائيلية كطائرة نقل، وحتى السفر إذا لزم الأمر، لكن استخدامها كطائرة للتزود بالوقود هو رصيد إستراتيجي مهم لجيش الاحتلال، ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، يمكن أن يسمح هذا التدريب للطائرات الإسرائيلية بمهاجمة البلدان الإسلامية البعيدة التي تشكل تهديدًا لإسرائيل، واعتبار التدريبات مع اليونان جزءًا من العنصر المرئي لممارسة هذه القدرة، لأن المسافة بينها وبين إسرائيل تعدّ نصف المسافة من إسرائيل إلى إيران".

وأوضح أنه "بسبب هذه الحقائق التفصيلية، وبجانب أمور أخرى، فإن لإسرائيل مصلحة كبيرة في التعاون مع اليونان عسكريًا، وتحديداً بين القوات الجوية للدول، حتى في ظل عدم وجود تحالف إقليمي مشترك".

يأتي هذا التدريب العسكري، الذي لم تتحدث عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية كما جرت العادة، بالتزامن مع زيارة أمنية دبلوماسية قام بها وزير الحرب بيني غانتس لليونان، حيث التقى نظيره نيكولاوس بانجيوتوبولوس، بعد لقاء سابق جمعهما في 2020.

بنتسي روبين، مراسل موقع "سيروجيم"، كشف أن "غانتس عقد اجتماعًا موسعًا مع نظيره اليوناني وطاقم العمل، ورافقه رئيس قسم الأمن السياسي بوزارة الحرب درور شالوم، وسكرتيره العسكري ياكي دولف، والسفير الإسرائيلي في اليونان ناعوم كاتس، والملحق العسكري في أثينا تال والنبرغ، حيث تركزت المحادثات حول تعزيز التعاون العسكري، مع التركيز على حماية الفضاء الجوي والبحري، وتعزيز المشاريع في الصناعات العسكرية".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "غانتس خلال زيارته الأخيرة وزيرا للحرب هاجم إيران، زاعما أنها تشكل تهديدًا عالميًا وإقليميًا، وسنواصل إجراءاتنا ضد محاولاتها لبناء قواعد عسكرية على حدودنا، مشيرا إلى تورطها في حرب أوكرانيا، ودعمها لوكلائها في سوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية، ما يستدعي الحاجة لوقف انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة والعالم، وهذا ما نقوم به من خلال مظلة القيادة المركزية للجيوش الأمريكية في المنطقة".

وأشار غانتس إلى أن "إسرائيل تعتبر اليونان شريكًا استراتيجيًا، ومعاً مع قبرص، سنواصل تعزيز تحالفنا الثلاثي في شرق البحر المتوسط، حيث تقوم شراكتنا على أساس المصالح المشتركة، والصداقات والعلاقات والثقة التي بنيناها في السنوات الأخيرة، يجب علينا العمل معًا في مواجهة التهديدات، والاستفادة أيضًا من الفرص، من أجل أن نبني ونوسع البنية الإقليمية في مواجهة القوى المعادية في الشرق الأوسط".

يذكر أن التعاون الإسرائيلي الجوي والتدريبات المشتركة مع أثينا من شأنه توتير العلاقة مع أنقرة، لأنها تتزامن مع تصعيد تركيا واليونان مؤخرًا بسبب خلافهما حول توسيع المياه الاقتصادية، والسيطرة على حوض شرق البحر المتوسط، بسبب إمكانات الغاز والنفط الكامنة في أعماقها.