صحافة دولية

هل ستنقذ صداقة بوتين ونتنياهو علاقات روسيا مع الاحتلال؟

من غير المرجح قطع الاتصالات بين بوتين ونتنياهو - جيتي
من غير المرجح قطع الاتصالات بين بوتين ونتنياهو - جيتي

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الصداقة التي تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"؛ إنه في أثناء وجود نتنياهو في صفوف المعارضة، شهدت العلاقات بين موسكو وتل أبيب نوعا من التغيير الذي ساهم فيه توطد العلاقات الروسية الإيرانية وتفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية.

وذكرت الصحيفة أن معظم المراقبين واثقون من فوز نتنياهو (البالغ من العمر 73 عاما) بمنصب رئيس حكومة الاحتلال للمرة الثالثة على التوالي.

بعد فرز 97 بالمئة من إجمالي الأصوات، فازت كتلة الأحزاب التي يقودها نتنياهو بـ 65 من أصل 120 مقعدا في البرلمان، بينما فاز حزب "هناك مستقبل" بـ 24 مقعدا، وذلك حسب نتائج الفرز الأولي للأصوات. وفرز الأصوات بشكل نهائي قد يستغرق أسبوعا آخر.

وترى مجلة "تايمز أوف إسرائيل"، أن ميزان القوى بشكل عام قد يتغير بمجرد إعلان لجنة الانتخابات عن نتائج فرز أصوات الدبلوماسيين والعسكريين، وكذلك السجناء.

ويرى مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين طيب، أن طهران تعدّ عودة نتنياهو اختبارا جديدا لعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة "إيلنا" الإيرانية للأنباء عن طيب، أن "عودة نتنياهو إلى السلطة ستضعف موقف الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وبهذا فإن الانتخابات البرلمانية التي نظمت في الساعات القليلة الماضية، ستمثل بداية مرور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بجملة من التحديات".

وأضاف: "فوز حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بالسلطة، من شأنه تعزيز الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي وخلق اضطرابات اجتماعية".

من جانبه، يعتقد مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية آندريه كورتونوف، أن نتنياهو تجمعه علاقة شخصية متينة مع فلاديمير بوتين، مشيرا في الوقت ذاته إلى حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية حكومة ائتلافية، مما سيجبر رئيس الوزراء المستقبلي على تقديم تنازلات.

وتابع كورتونوف؛ "إن العلاقة بين نتنياهو وبوتين هي العامل الذي سيميز الحكومة الجديدة بشكل مباشر عن سابقاتها، لكن في ظل استمرار وجود الأعباء الموضوعية، ستكون خطوات نتنياهو تحت المجهر، ما يحرمه من القيام بأي مناورة".

وخلال وجود نتنياهو في صفوف المعارضة تغير تحالف القوى في المنطقة، الذي تجلى في توسع التعاون الروسي الإيراني وتزايد النفوذ الإيراني داخل كل من سوريا ولبنان.

ورأى كورتونوف أنه "من غير المرجح قطع الاتصالات بين بوتين ونتنياهو، لكن كيف يمكن للأخير التوفيق بين وجهات النظر المختلفة، لا سيما في ظل اتخاذ المجتمع الإسرائيلي موقفا مؤيدا لأوكرانيا جنبا إلى جنب مع ضغط الشركاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي بشأن أوكرانيا؟

وفي ظل الوضع الراهن، قد يحاول نتنياهو أداء دور الوسيط لينجح فيما فشل فيه آخرون. ومن أجل ذلك، قد ينأى بنفسه عن الصراع الأوكراني. وفي جميع الحالات، سيحاول الحصول على عروض من موسكو فيما يتعلق بإيران".

ويشير كورتونوف إلى خوف إسرائيل من تنامي نفوذ الجهات الموالية لإيران على غرار حزب الله في لبنان، وتغذي الأنواع الجديدة من الأسلحة الإيرانية هذا الخوف، بما في ذلك الطائرات دون طيار الشهيرة. وحسب كورتونوف: "سيحاول نتنياهو إقناع موسكو بالتأثير على طهران؛ من أجل كبح جماحها والتوقف عن توريد مثل هذه الأسلحة إلى الدول المتاخمة للحدود الإسرائيلية".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يوشك على العودة.. وإعلان جدول زمني لتشكيل الحكومة

وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية تتوقع استمرار مسار التعاون مع إسرائيل في ظل الحكومة الجديدة أيا كان الفائز، غير مستبعدة تعديل الجانب الإسرائيلي موقفه من الأزمة الأوكرانية. علاوة على ذلك، يشير الخبراء السياسيون إلى تعزيز موقف اليمين المتطرف في الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب سيمون تسيبيس قوله؛ إن "انتصار نتنياهو فاجأ البعض، غير أن تراجع التيار اليساري مقابل تقدم التيار اليميني، أمر يبعث على الدهشة أيضا".

وأضاف تسيبيس: "سوف تشمل التغييرات السياسة الداخلية. في المستقبل القريب، ستنفذ عمليات توسع في المستوطنات في الضفة الغربية لنهر الأردن، ناهيك عن محاولات للسيطرة على قطاع غزة، فضلا عن الضغط على الفلسطينيين. وفي حال تمكن نتنياهو من تكوين ائتلاف، من المتوقع خوض صراع عسكري جديد مع حماس في غضون أربع سنوات".

في نهاية التقرير، يشير تسيبيس إلى إمكانية تعزيز العلاقات الروسية الإسرائيلية بشكل كبير، قائلا إنه "سيتم استبعاد مسألة إمداد أوكرانيا بالأسلحة. ونتيجة للعلاقات المتوترة مع إيران، يحرص نتنياهو على التعاون بشكل وثيق مع بوتين؛ بسبب ممارسته نفوذا على كل من إيران وحكومة الأسد وحزب الله في سوريا ولبنان".

التعليقات (0)