هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع
استمرار الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية وحالة الانسداد السياسي في ظل
التنافس الكبير بين الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في انتخابات الكنيست الـ25،
يتبادر إلى الذهن، السؤال، عن مدى تأثير العرب في هذه المعركة الانتخابية -السياسية
في "إسرائيل".
وإلى
جانب العديد من الأحزاب الإسرائيلية اليهودية، تشارك 3 قوائم من فلسطينيي الداخل
في انتخابات الكنيست، بعد تفكك "القائمة المشتركة"، وسط تقديرات ترجح
تدني حجم المشاركة العربية، وعزوف المواطنين العرب عن المشاركة في هذه الانتخابات.
تأثير
هامشي
والأحزاب
الفلسطينية (عرب 48) المشاركة هي؛ حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"
بزعامة سامي أبو شحادة، وقائمة ثنائية تضم "الجبهة الديمقراطية للسلام
والمساواة" برئاسة أيمن عودة و"الحركة العربية للتغيير" بزعامة
أحمد الطيبي، إضافة إلى حزب "القائمة العربية الموحدة" (راعم)، بزعامة
منصور عباس، الذي شارك في الائتلاف الحكومي الحالي الذي شكل حكومة التغيير برئاسة
لابيد وقبل نفتالي بينيت.
وعن
مدى تأثير العرب في الداخل المحتل عام 1948، في الانتخابات والسياسة الإسرائيلية
العامة، أكد الخبير البارز في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن "تأثيرهم
هامشي للغاية، لأن السياسة الإسرائيلية التقليدية تقرر في الغرف المغلقة بدون أخذ
العرب في الاعتبار"، موضحا أنه "من الخطأ السياسي والانتخابي، تحميل هذا
التأثير أكثر مما يحتمل".
وأضاف
في حديثه لـ"عربي21": "التشديد على رفع نسبة التصويت عند العرب،
لأن مشاركة منخفضة يمكن أن تهدد كل القوائم العربية، أما تأثيره على الانتخابات
بشكل عام والحقل السياسي الإسرائيلي، فهو تأثير هامشي كل الوقت".
وعن
فرصة مشاركة إحدى القوائم العربية في ائتلاف حكومي إسرائيلي قادم يقضي على حالة
الانسداد السياسي التي تشهدها إسرائيل، خاصة وأن استطلاعات الرأي لم تمنح أيا من
الكتل إمكانية تشكيل حكومة بشكل مستقل، أوضح شحلت، أن "مشاركة إحدى القوائم في
ائتلاف حكومي، هو أحد السيناريوهات، لكنه ليس قويا، علما بأن "القائمة العربية
الموحدة" دخلت الائتلاف الحكومي دون أن تشترط اتخاذ مواقف سياسية بعيدة المدى
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وقال:
"القوائم الأخرى مثل "التجمع" هي ضد الدخول، أما
"الجبهة" و"العربية" فلديهم اشتراطات من أجل تأييد تشكيل
ائتلاف حكومي إسرائيلي جديد"، مستبعدا وجود ائتلاف حكومي إسرائيلي يمكن أن
يتجاوب مع تلك الاشتراطات، ولذلك، من الصعب أن نرى سيناريو تشكيل حكومة مضادة
لمعسكر بنيامين نتنياهو لتأييد العرب.
ولفت
الخبير، إلى وجود "سيناريوهات أخرى لتشكيل تحالفات من أجل تجاوز الأزمة
السياسية في "إسرائيل"؛ وذلك بحدوث تحالفات غير متوقعة، علما بأن
التقسيم التقليدي هو معسكر أنصار نتنياهو والمعسكر المناهض له، يمكن حدوث اختراقات
في المعسكر المناهض لنتنياهو، أو العكس؛ حزب مؤيد لنتنياهو ينضم للمعسكر
المناهض"، مضيفا: "هناك الكثير من السيناريوهات، من الصعب الحديث فيها
إلا بعد ظهور النتائج النهائية".
تجاذبات
سياسية
من
جانبه، أوضح الباحث السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي إبراهيم خطيب، المقيم في
الداخل المحتل، أن "مشاركة الأحزاب العربية في الكنيست الأخيرة، أخذت منحى في
السنوات الأخيرة لحالة الانسداد السياسي التي تحيط بالخارطة السياسية الإسرائيلية،
وهذا لا يعني أن العرب دخلوا إلى دوائر صنع القرار بمعناها الحقيقي المرتبط
بقضاياهم المصيرية، هم دخلوا لتحقيق بعض المطالب المرتبطة بالشؤون الحياتية، ولكن
لم يدخلوا في دوائر صنع القرار المتربطة بانتمائهم الفلسطيني-العربي، ولم يدخلوا
ضمن مقارعة موضوع يهودية الدولة والقضايا المرتبطة بالمواطنة".
ونبه
في حديثه لـ"عربي21"، أن "الأحزاب الصهيونية سمحت بتحقيق بعض
المطالب للعرب (عبر مشاركة القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي) سعيا منها
لمحاولة تشكيل حكومة وليس لمنحهم منصة للتأثير، والتأثير الذي يمكن منحه للعرب فقط
هو في الأمور المطلبية، وبالتالي؛ هم خارج قضايا الإجماع الصهيوني، ولا يمكنهم أن
يكونوا جزءا من ذلك، بل هم اليوم يلعبون دور أدوات ضغط على التيارات المختلفة داخل
الحلبة السياسية الإسرائيلية".
ونبه
خطيب إلى أن "حالة السياسة الإسرائيلية والانسداد السياسي في الواقع
الإسرائيلي، لا ترتبط بالعرب والفلسطينيين في الداخل، بل مرتبطة بحالة التجاذبات
السياسية داخل إسرائيل وخصوصا في حالة إمكانية استمرار نتنياهو في السلطة من
عدمه".
وأكد
أنه "يتم توظيف التصويت للأحزاب العربية داخل الكنيست، لتحصيل مكاسب لبعض
التيارات السياسية داخل الكنيست كما كان مع بينيت ولابيد من خلال حكومة التغيير،
ولكن هذا من دون أي تنازل في قضايا الإجماع الصهيوني"، متفقا مع شحلت بأن
تأثير الأحزاب العربية "هامشي، ولا يمكن أن نرى أنهم جزء من المشكلة أو الحل،
وإن كانوا من خلال "القائمة الموحدة" تمكنوا من حل مشكلة الحكومة الإسرائيلية
والاستقرار السياسي لسنة فقط، وهذا لا يمكن أن يستمر، لأن قضايا الفلسطينيين في
الداخل مرتبطة بهويتهم وانتمائهم، وهي تتعارض بشكل مباشر مع يهودية الدولة والتعامل
في قضايا الأرض والمسكن والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية وغيرها".
وأكد
الباحث، أن "الأحزاب العربية لا يمكن أن يكونوا جزءا من حكومة إسرائيلية
مستقرة، إلا إذا تنازلوا عن هويتهم ومطالبهم"، منوها أن "مشاركة الأحزاب
العربية في الحكومة المقبلة متربطة بنتائج الانتخابات، والرؤية السياسية المركزية
للأحزاب الإسرائيلية، أنها تسعى لإجماع صهيوني وأحزاب صهيونية داخل هذا
الائتلاف".
اقرأ أيضا: "انتخابات الكنيست" تسجل أعلى نسبة مشاركة منذ 23 عاما
العرب مفتاح النتيجة
ونشرت
صحيفة الغارديان مقالا للمحامي لويد غرين قال فيه إن الناخبين العرب سيكونون مفتاح
النتيجة في انتخابات الكنيست، مشيرا إلى أن "عرب48" كان لهم دور فعال في
الإطاحة بنتنياهو من منصبه في عام 2021.
وأشار
إلى احتمالية عدم مشاركة "عرب 48" بسبب التمييز داخل دولة الاحتلال، حيث
يعرف الكثيرون أنفسهم على أنهم فلسطينيون، حيث يعتبر المقاطعون للانتخابات أنفسهم
رافضين لشرعية إسرائيل.
ومع
ذلك، يمكن أن يكون للامتناع عن التصويت عواقب وخيمة مثل تمكين ظاهرة الاستعلاء
اليهودي الصريح.
من
المحتمل أن يتم تسليم التحالف المعروف باسم الصهيونية الدينية، أدوات السلطة في
حكومة يقودها نتنياهو. في المقابل، سوف يدعمون إعاقة محاكمة نتنياهو بشأن الفساد
والرشوة المستمرة.
وأعرب
إيتامار بن غفير، الذي يرأس الكتلة، عن دعمه "لقانون فرنسي بأثر رجعي"
من شأنه منع التحقيقات الجنائية مع رئيس الوزراء الحالي. وهي مقايضة تناسب
الجانبين.
كل
هذا يترك عرب إسرائيل في مأزق. في يوم الانتخابات، سيكون لكل صوت أهمية - بما في
ذلك، أو حتى على وجه الخصوص، تلك الأصوات التي امتنع أصحابها عن الإدلاء بها.