سياسة دولية

تزايد الضغوط الدولية على إيران.. وتحرك نسائي عالمي ضدها

GettyImages- إيران
GettyImages- إيران

تواصلت الضغوط الدولية على إيران بسبب التظاهرات التي دخلت أسبوعها السابع بعدما أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، فيما تسعى نساء مؤثرات إلى طرد طهران من لجنة المرأة في الأمم المتحدة.

والاثنين، أعلنت الحكومة النيوزيلندية تعليق حوارها الثنائي الرسمي بشأن حقوق الإنسان مع إيران، قائلة إن المناهج الثنائية "لم تعد قابلة للاستمرار" مع إنكار إيران لحقوق الإنسان الأساسية.

وقالت وزيرة الخارجية نانايا ماهوتا، في بيان، إن قرار تعليق الحوار يبعث برسالة قوية مفادها أنه لا يمكن الدفاع عن المناهج الثنائية بشأن حقوق الإنسان، مع إنكار إيران لحقوق الإنسان الأساسية والقمع العنيف للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما بعد اعتقال شرطة الأخلاق لها بسبب ملابس اعتبرتها غير لائقة.

وقالت ماهوتا إن "العنف ضد النساء والفتيات أو أي أفراد آخرين في المجتمع الإيراني لمنع ممارستهم لحقوق الإنسان العالمية أمر غير مقبول، ولا بد أن ينتهي. من الواضح أن هذا وقت صعب بالنسبة لشعب إيران".

والأسبوع الماضي، أكد مسؤولون نيوزيلنديون أنه تم الإفراج عن مواطنين نيوزيلنديين كانا محتجزين في إيران منذ عدة أشهر وأنهما في أمان. 

وقامت الحكومة النيوزيلندية أيضا الأربعاء الماضي بتحديث تحذيرات السفر لإيران، وحثت النيوزيلنديين الموجودين هناك حاليا على المغادرة.

وبدأت نيوزيلندا وإيران الحوار في عام 2018 بهدف معلن وهو تعزيز قضايا حقوق الإنسان. وعُقدت أول جولة من المحادثات في عام 2021، وكان من المقرر عقد الجولة التالية في وقت لاحق في عام 2022.

وانعكست الاحتجاجات في إيران إلى عشرات من مسيرات الدعم في المدن في مختلف أنحاء العالم، حيث جُرح ثلاثة رجال في برلين في اعتداء استهدف متظاهرين سلميين قرب سفارة إيران نفّذه ملثّمون قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق ما أفادت به الشرطة الألمانية.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من مسيرة احتجاجية في كندا داعمة للمظاهرات في إيران شارك فيها رئيس الوزراء جاستن ترودو، الذي قال أمام صحفيين متوجها إلى المتظاهرين: "نحن هنا متضامنون معكم وسنبقى كذلك".

وقبل ذلك، تجمع آلاف الأشخاص السبت في باريس ومدن فرنسية أخرى دعما للحركة الاحتجاجية التي تهز إيران منذ وفاة مهسا أميني، وللمطالبة بممارسة مزيد من الضغوط على نظام طهران.

وقالت الشرطة إن 2500 شخص شاركوا في المسيرة في العاصمة. ولوح المتظاهرون بالأعلام الإيرانية ولافتات كتب عليها "نساء.. حياة.. حرية" أو "يقتلوننا وسط صمتكم # مهسا أميني".

وفي تولوز (جنوب غرب البلاد)، قام 150 متظاهرا يحملون الأعلام الإيرانية بتشكيل سلسلة بشرية هاتفين "نساء، حياة، حرية". 

أما في ليون (وسط شرق البلاد)، فقد رفع حوالي 250 شخصًا لافتات كتب عليها "تضامن من أجل الحرية" و"كلنا ثائرون" و"# مهسا أميني" ورددوا "النظام الإسلامي لا نريده، النظام الحاقد على المرأة لا نريده" و"نعم لجمهورية ديمقراطية في إيران".

ومنذ وفاة مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عامًا في 16 أيلول/ سبتمبر، فإنها لم تتراجع الحركة الاحتجاجية التي تقودها النساء خصوصا في إيران. وتوفيت مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في طهران من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس.

إلى ذلك، نشرت مجموعة من النساء الشهيرات عالميا واللواتي ينشطن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والقانونية والفنية، رسالة مفتوحة في صحيفة "نيويورك تايمز"، قمن فيها بإدانة سجل النظام الإيراني في انتهاك حقوق المرأة، وطالبن بطرد طهران فورا من "لجنة المرأة" التابعة للأمم المتحدة.

وأدانت الرسالة القمع العنيف للانتفاضة الشعبية في إيران، وأضافت أن النظام الإيراني كان يجب أن يتم طرده من اللجنة بسبب ظلمه الممنهج وطويل الأمد للمرأة وكذلك وحشيته في قمع الانتفاضة الأخيرة.

وأكدت الموقعات على الرسالة أن كل يوم يمر على بقاء إيران في هذه اللجنة المعنية بوضع المرأة، تفقد هذه المؤسسة مصداقيتها.

ووقعت الرسالة كل من ميشيل أوباما وهيلاري كلينتون ولارا بوش، السيدات الأُولَيات الثلاث السابقات للولايات المتحدة، وكريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية الكندية، والباكستانية مالالا يوسف زاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ونادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناشطة في مجال حقوق الإنسان، وأوبرا وينفري المنتجة والمقدمة الشهيرة للبرامج التلفزيونية.

وجاء في الرسالة أن الوقت قد حان لقادة العالم للتضامن مع النساء والفتيات الإيرانيات من أجل حماية حقوقهن.

 

اقرأ أيضا: محتجون يتحدّون تهديد الحرس الثوري.. ورئيسي: أمننا خط أحمر


وفي آذار/ مارس الماضي، تم قبول إيران رسميًا في "لجنة المرأة" التابعة للأمم المتحدة؛ وكانت طهران في السابق عضوًا في هذه اللجنة مرة واحدة، عام 2010.

وقام مرصد الأمم المتحدة مؤخرا بإعداد مسودة قرار طرد إيران من "لجنة المرأة" التابعة للأمم المتحدة، حيث وصف المدير التنفيذي لهذه المنظمة، هيليل نوير، عضوية إيران في هذه اللجنة بـ"ذروة النفاق"، وطلب من وزير الخارجية الأمريكي تقديم هذا القرار.

وأعرب المرصد عن قلقه إزاء استمرار العنف المنهجي من قبل السلطات الإيرانية ضد المرأة ومقتل المتظاهرين في إيران خلال الاحتجاجات الأخيرة، بمن فيهم الأطفال والنساء.

يشار إلى أن "لجنة المرأة" هي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تم تشكيلها بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين والمساعدة في النهوض بالمرأة، وتعتبر أعلى سلطة رقابية في مجال المرأة بالأمم المتحدة.

التعليقات (1)
مسلم عربي
الإثنين، 31-10-2022 05:09 م
مطالبات و مظاهرات باطلة و غير مشروعة في الإسلام.. ، أصحابها على باطل و يريدون بها الباطل.. و لكن إنتقام الله من نظام إيران الذي وقف مع الباطل في سوريا خاصة.. و نكل بالسنة بدل أن يساعدهم على دفع العدوان قد نال من دعاء المظلومين بما فيه الكفاية....... أرى أن ساعة الإنتقام الإلهي قد بدأت بالروسي و لن تقف عند الإيراني.... الله كريم..