سياسة تركية

أردوغان يبدأ حملته بـ"قرن تركيا".. على ماذا تستند؟

أردوغان سيتطرق لإنجازات حزبه في الحكم- جيتي
أردوغان سيتطرق لإنجازات حزبه في الحكم- جيتي

يتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، للإعلان عن رؤية "قرن تركيا"، قبيل أشهر من الانتخابات العامة التي تجرى في البلاد، فيما تبدأ الطاولة السداسية للمعارضة إجراء الجولة الثانية من لقاءاتها وسط خلافات تكتنفها ودون التوصل إلى "مرشح مشترك".

 

ويرى مراقبون بأن إعلان الرئيس التركي الرؤية الجديدة للبلاد، يأتي في سياق حملة انتخابية لحزب العدالة والتنمية.

 

دعوة زعماء 11 حزبا ومختلف قطاعات المجتمع التركي

 

اللافت أنه جرى توجيه دعوات لـ11 حزبا تركيا، بالإضافة لعمالقة صحافة المعارضة، للمشاركة في كلمة أردوغان الجمعة.

 

وقال أردوغان، إن رؤية "قرن تركيا" التي سيتم بناؤها على أساس إنجازات البلاد وحضارتها، "ستكون أعظم تراث للأجيال القادمة".

 

وأوضح أردوغان أن حكومته "تعمل دون كلل أو ملل من أجل رفع تركيا إلى مصاف الدول الكبرى في العالم".

 

ووجه حزب العدالة والتنمية دعوة لـ11 زعيم حزب للمشاركة في الخطاب الذي سيلقيه أردوغان في الصالة الرياضية بأنقرة، وهم زعماء "الحركة القومية" دولت بهتشلي، و"الشعب الجمهوري" كمال كليتشدار أوغلو، و"الجيد" ميرال أكشنار، و"السعادة" تمل كارامولا أوغلو، و"الاتحاد الكبير" مصطفى دستنجي، و"الرفاه الجديد" فاتح أربكان، و"الحزب الديمقراطي" غولتكن أويصال، و"الدعوة الحرة" زكريا يابيجي أوغلو، و"الوطن" دوغو بيرينجك، و"الوطن الأم" إبراهيم شلبي، و"اليسار الديمقراطي" أوندر أكسكال.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يطرح الاستفتاء بشأن "الحجاب والأسرة".. ما الهدف؟
 

كما يشارك في الحفل الذي سيكون المتحدث الوحيد فيه أردوغان، رياضيون وفنانون ومؤسسات مجتمعية بما فيها الجمعيات العلوية، وممثلو المنظمات غير الحكومية وصناعيون ورجال أعمال وفنانون ودعاة حماية البيئة وممثلو الجمعيات النسائية والشبابية، وأقارب الشهداء والجرحى وقدامى المحاربين، وممثلو البعثات الأجنبية وأكاديميون وصحفيون ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ماذا تتضمن الرؤية الجديدة؟

 

وقالت وسائل إعلام تركية إن حكومة العدالة والتنمية التي اتخذت خطوات بارزة في العديد من المجالات في السنوات الـ20 الماضية، ستكشف عن رؤيتها الجديدة للقرن الثاني للجمهورية مع رؤية "قرن تركيا"، وسيتم الإعلان عن البرنامج في خطاب أردوغان.

 

وكشف حزب العدالة والتنمية عن الشعار الخاص بالرؤية الجديدة، ويتكون من 16 نجمة ترمز إلى العناصر الأساسية للتاريخ التركي القديم، بينما النجمة الكبيرة في العلم التركي تعني تكامل التراث المشترك.

 

ويتم التأكيد على الطابع العالمي لرؤية "قرن تركيا" من خلال المحيط الدائري للشعار، حيث  تمثل كل أشعة الشمس المنبعثة الـ100 من كافة أنحاء الهلال إلى كل عام لسنوات الجمهورية، كما أن الشكل الدائري واللون الخاص ذا التأثير الذهبي يؤسسان العلاقة في العالم أن القرن التركي ولد كالشمس، بحسب وسائل إعلام تركية.

 

وأوضح الرئيس التركي: "نبدأ رؤيتنا 2023 من خلال برنامج "قرن تركيا"، كما جمعنا أمتنا مع أفق أهداف 2023".

 

وقالت صحيفة "يني شفق"، في تقرير إن أردوغان سيشارك أهداف حزبه في السنوات المقبلة، مستشهدا ببعض الإجراءات البارزة خلال فترة حكم الحزب الذي وصل إلى السلطة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2002.

 

وتتضمن الرؤية التي عمل عليها فريق خاص، وجهات النظر المتوقعة للقرن القادم لتركيا، بشأن الدستور والدعوة لدستور جديد مدني، كما سيتم شرح السياسات التي ستتبعها تركيا في المستقبل بصفتها جهة فاعلية إقليمية وعالمية بالمستقبل، مستذكرا دورها في تغيير التوازنات في ليبيا، ودورها في اتفاق ممر الحبوب الذي تم إنشاؤه في البحر الأسود. ومن المتوقع أن يتم التطرق لملامح استراتيجية تركيا المتعلقة بالأمن.

 

كما ستتناول الوثيقة الأهداف المتعلقة بالسياسات الاجتماعية والأسرية بما يشمل الحريات والمعتقدات والتعليم ومنع العنف ضد المرأة، والأهداف الاقتصادية.

 

اقرأ أيضا: 7 إشكاليات أمام تحالف المعارضة بتركيا.. ماذا عن الحزب الحاكم؟
 

ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب العدالة والتنمية، أن الحزب تمكن من تحقيق 90 بالمئة من الوعود التي تعهد بها، فيما يتم إجراء مشاريع ضخمة قيد التنفيذ.

 

وسيذكّر أردوغان في خطابه بالاستثمارات والاختراقات الكبيرة التي تم تنفيذها في السنوات الـ20 الماضية، بما فيها "مرمراي" الذي يربط قارتي آسيا وأوروبا تحت سطح البحر والذي تم تشغيله عام 2013، وافتتاح مطار إسطنبول قبل ثلاث سنوات، وبناء جسر عثمان غازي الذي قلص حركة النقل بين إسطنبول وإزمير من 9 ساعات إلى 3.5 ساعات، وإنشاء نفق أوراسيا الرابط بين الجانبين الآسيوي والأوروبي، وجسر السلطان سليم الأول (الجسر الثالث).

 

وفي إطار الدمقرطة، تم رفع حظر الحجاب في الأماكن العامة في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، كما سيشير أردوغان إلى الانتقال للنظام الرئاسي.

 

وسيشير أردوغان إلى إطلاق القمر الصناعي المحلي "Türksat 6A"، ومشاريع إمدادات المياه، وحل مشكلة المياه في قبرص الشمالية والتي كانت متواصلة لـ50 عاما، وتنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب)، ونقل الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى أوروبا عبر تركيا، وبناء المدن الطبية.

 

وسيتطرق أردوغان إلى العمل المتواصل في محطات الطاقة النووية في أكويو وسينوب وجاناكالي، ومشروع السيارة المحلية "TOGG"، بالإضافة إلى العمل المتواصل في مشروع قناة إسطنبول.

 

المواطن يترقب لوائح قانونية

 

الكاتب التركي بولنت آيدمير في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، أشار إلى بعض اللوائح القانونية والتي يتابعها المواطن التركي باهتمام، حيث سيتم إقرارها في البرلمان التركي تتعلق بالمتقاعدين والموظفين بالقطاع العام، ودعم الكهرباء والغاز الطبيعي لأرباب العمل، وحل مشكلة جواز السفر الأخضر للمصدرين، والإعفاء الضريبي للدعم الغذائي للموظفين، وفواتير الإسكان غير المدفوعة.

 

ورأى الكاتب أن القوانين التي سيتم تمريرها في البرلمان التركي ستكون مادة دعائية في الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.

 

خارطة الطريق المقبلة.. هل تقنع الناخب؟

 

وأشار إلى أن أردوغان سيبدأ الحملة الانتخابية بإطلاق كبير في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، بشعار "قرن تركيا"، كما أنه سيعلن خارطة الطريق المقبلة، وفي هذه الحملة التي تتزامن مع الذكرة المئوية لتأسيس الجمهورية سيتم فيها أيضا توضيح الخطوات والأهداف التي ستتخذها الجمهورية التركية في مئويتها الثانية.

 

ونوه الكاتب إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي يتولى السلطة منذ 20 عاما، أعد هذه الحملة من خلال تعريف نفسه بالدولة، ولذلك يتضمن محتوى الحملة أيضا المثل الأعلى لمستقبل الدولة، وسنرى إشارات كثيرة للكوادر المؤسسة للجمهورية وأتاتورك في هذه الحملة.

 

وأضاف أن أردوغان سيتطرق في "قرن تركيا" لجهود صناعات الدفاع من مشاريع المسيرات والمقاتلة الحربية، وإنتاج المحركات المحلية، والتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر الأسود وشرق المتوسط، ومشاريع الإنتاج في المجال التكنولوجي والفضائي.

 

اقرأ أيضا: هل يحافظ حزب أردوغان على قوته بعد 21 عاما من تأسيسه؟
 

وأشار إلى أن لغة الحملة ستشير إلى الركود الاقتصادي وأزمة الطاقة التي تؤثر على العالم، فيما يجري التأكيد على نمو تركيا وأهدافها الطموحة.

 

وتابع بأن حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات يخطط لاستخدام لغة رؤية مستقبلية قائمة على الوعود والأمل والمشاركة، وسنرى بهذه الدعاية الكثير من الرسائل والمشاريع التي تستهدف الشباب والنساء والأطفال، وفي حملة "قرن تركيا" تم رسم أهداف الجمهورية في مئويتها الثانية.

 

ونوه إلى أن حزب العدالة والتنمية سيواصل العمل على الأطروحة القائلة بأنه "إذا غادرنا فسيتم فقدان المكاسب".

 

وأضاف أنه بهذه العملية سيتم مراقبة مدى استجابة الناخب التركي، حيث يبحث الحزب عن "جمل سحرية" مخصصة لمجموعات الناخبين المرهقة، والناخبين في مناطق شرق وجنوب شرق البلاد، وسط تحد في استعادة ثقة الناخب.

 

التعليقات (0)