هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقر القائد
الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، بضغوط كبيرة تتعرض لها قواته، جراء التقدم
الأوكراني، لاستعادة المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، والتي أعلنت روسيا
ضمها، قبل أسابيع.
وفي مؤشر آخر على القلق الروسي، أعلن رئيس
منطقة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية المعين من الكرملين يوم الثلاثاء عن
"نزوح منظم وتدريجي" للمدنيين من أربع بلدات على نهر دنيبرو.
وقال سيرغي سوروفكين، وهو جنرال في سلاح الجو
يقود الآن قوات الغزو الروسية، في تصريحات لقناة روسيا 24 التلفزيونية الإخبارية:
"يمكن وصف الموقف في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر".
وبشأن خيرسون قال سوروفكين: "الوضع في هذه
المنطقة صعب، العدو يتعمد قصف البنية التحتية والمباني السكنية في خيرسون".
وكانت القوات الروسية في تلك المنطقة تراجعت مسافة
تتراوح بين 20 و30 كيلومترا في الأسابيع القليلة الماضية وهي معرضة لخطر الوقوع في
حصار عند الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يبلغ طوله 2200 كيلومتر والذي يشطر
أوكرانيا.
وقالت وسائل إعلام
روسية، إن قوات روسية، بدأت عمليات إجلاء المدنيين، من منطقة خيرسون الأوكرانية التي ضمتها
روسيا، لدواعي وجود "مخاطر هجمات".
وذكرت وسائل إعلام
روسية، أن المدنيين المغادرين لخيرسون الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي يتجهون نحو
الضفة الأخرى لنهر دنيبرو إلى مدينتي أولشكي وغولا.
وأشارت إلى أن قسما من
المدنيين الذين تم إجلاؤهم سينتقلون إلى مناطق روستوف وكرانسودار وستافروبول، وشبه
جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من جانب واحد.
ونقلت عن يدعى محافظ
خيرسون المعين من قبل الروس، فلاديمير سالدو، قوله إن ما بين 50 و60 ألف شخص سيتم
إجلاؤهم بشكل تدريجي خلال فترة أسبوع.
إلى ذلك قال رئيس
المشغل الأوكراني "إنيرغوأتوم" إن "حوالي خمسين" موظفا في
محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي احتلتها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا
عسكريا منذ آذار/مارس ما زالوا "أسرى" لدى الروس.
وأوضح بيترو كوتين أن
"أكثر من 150 موظفا في المصنع احتجزوا" منذ بداية الغزو الروسي في أواخر
شباط/فبراير وقد "أفرج عن بعضهم في وقت لاحق لكن هناك من لم يعرف مصيرهم
بعد" مضيفا "ما زال حوالى 50 شخصا في الأسر".
وقال فلاديمير روغوف، عضو المجلس الذي عينته
موسكو ليحكم زابوريجيا، الواقعة في جنوب أوكرانيا أيضا، إن قوات كييف كثفت قصفها
الليلي على إنيرهودار التي تسيطر عليها روسيا، وهي مدينة يعيش فيها العديد من
موظفي محطة زابوريجيا النووية.
وأضاف أن نيران المدفعية، أصابت ضواحي البلدة،
ووقعت عشر ضربات حول محطة للطاقة الحرارية.
إلى ذلك قال المدير العام للوكالة الدولية
للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه يتوقع العودة "قريبا" إلى أوكرانيا،
وسط مفاوضات لإقامة منطقة حماية أمنية حول محطة زابوريجيا التي تحتلها روسيا، وهي
المحطة النووية الأكبر في أوروبا.
وتقع المحطة في واحدة من أربع مناطق أوكرانية
أعلنت موسكو ضمها إليها لكنها تحتلها جزئيا فقط. والمناطق الثلاث الأخرى هي خيرسون
ودونيتسك ولوغانسك، الواقعتين على الحدود الشرقية وتعرفان معا باسم دونباس.
حشد أوكراني
قال سوروفكين إن مواقع القوات الروسية في
كوبيانسك وليمان في شرق أوكرانيا وفي المنطقة بين ميكولايف وكريفي ريه في خيرسون
تتعرض لهجوم مستمر.
وبدا أنه يقر بوجود خطر من تقدم القوات
الأوكرانية نحو مدينة خيرسون، التي تقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو على الضفة
الغربية.
واستولت روسيا على المدينة في الأيام الأولى من
الغزو ولا تزال هي المدينة الأوكرانية الرئيسية الوحيدة التي استولت عليها قوات
موسكو دون إلحاق الضرر بها.
وحذر مسؤولون مدعومون من روسيا من أن الهجوم
الأوكراني قد يكون وشيكا.
وقال فلاديمير سالدو، رئيس منطقة خيرسون الذي
عينته روسيا، إن خطر هجوم القوات الأوكرانية أدى إلى اتخاذ قرار بإجلاء بعض
المدنيين من أربع بلدات.
وأضاف في بيان مصور: "الجانب الأوكراني
يحشد قواته لشن هجوم واسع النطاق". وأردف قائلا إن الجيش الروسي يستعد لصد
الهجوم و"حيثما يعمل الجيش لا مكان للمدنيين".
اقرأ أيضا: كييف تعلن انقطاع "ستارلينك" على خط المواجهة مع موسكو
وعلى صعيد القصف المكثف على كييف، دعت أوكرانيا
خبراء الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل تستخدمها روسيا
في انتهاك لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا
وفرنسا تعتزم طرح الاتهام المتعلق بنقل أسلحة إيرانية إلى روسيا في اجتماع مغلق
لمجلس الأمن اليوم الأربعاء.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن
اعتماد موسكو على طائرات مسيرة إيرانية الصنع يكشف أنها "أفلست من الناحيتين
العسكرية والسياسية".
وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات شاهد-136
كطائرات "كاميكازي"، وتنفي إيران إمداد موسكو بها كما ينفي الكرملين
استخدامها.
ومع ذلك، قال مسؤولان إيرانيان كبيران
ودبلوماسيان إيرانيان إن طهران وعدت بتزويد موسكو بمزيد من الطائرات المسيرة
وصواريخ أرض-أرض.
وقال زيلينسكي إن روسيا دمرت ما يقرب من ثلث
محطات الطاقة الأوكرانية في الأسبوع المنصرم.
وأضاف أن روسيا استهدفت أكثر من عشر مناطق في
الساعات الأربع والعشرين الماضية، وحث الأوكرانيين على تقليص استهلاك الكهرباء في
المساء.
وصرح المسؤول الرئاسي كيريلو تيموشنكو
للتلفزيون الأوكراني بأن "الوضع خطير الآن في كل أنحاء البلاد... من الضروري أن
تستعد البلاد بأكملها لاحتمال انقطاع في الكهرباء والمياه والتدفئة".
في هذا الصدد أكدت خدمة الطوارئ الأوكرانية
الثلاثاء، أنه "في الوقت الحالي، لا تزال 1162 بلدة بدون كهرباء".
ترميم الجيش الروسي
من جانبه اعتبر وزير
الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال زيارة إلى واشنطن، أن روسيا ستحتاج على الأرجح
لعامين على الأقل لإعادة جيشها إلى المستوى الذي كان عليه قبل بدء غزوها
لأوكرانيا، داعياً إلى مواصلة الضغط على موسكو.
وإذ توقع الوزير
الإستوني أن يطول أمد الحرب في أوكرانيا كثيراً، فإنه ناشد الغرب الوقوف مع الأوكرانيين
إلى أن يحققوا انتصار "العالم الحر".
وفي الوقت الذي لجأت
فيه روسيا إلى استهداف أوكرانيا بطائرات مسيرة مفخخة، يعتقد الغرب أنها اشترتها من
إيران، قال بيفكور إن معلوماته تشير إلى أن الترسانة العسكرية الروسية تقلصت إلى
الحد الذي أصبحت معه القوات الروسية تستخدم صواريخ إس-300 المضادة للطائرات بديلاً
عن الصواريخ العادية.
وأضاف أن معلوماته
تشير أيضاً إلى أن بعض الصواريخ الروسية انفجرت قبل أن تبلغ هدفها بسبب تقادمها.
وخلال مائدة مستديرة
مع صحافيين في العاصمة الأمريكية قال الوزير الإستوني إن "هناك اتفاقا في
الآراء، بشكل أو بآخر، على أن الأمر سيتطلب من روسيا ما بين سنتين إلى أربع سنين
لاستعادة بعض القدرات أو حتى قدرات مشابهة لتلك التي كانت لديها" قبل الحرب.
ولفت الوزير إلى أن
العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا إثر غزوها أوكرانيا أثرت سلباً بشكل خاص على
قدرتها على إنتاج الطائرات وصيانتها لأن هذه العقوبات حرمت موسكو من مكونات رئيسية
تدخل في صناعة هذه الطائرات.
وشدد بيفكور على أنه
"عندما نتمكن من إيجاد طرق جديدة للتأثير على روسيا من خلال العقوبات، فعلينا
بالطبع أن نفعل ذلك".