هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت
وسائل إعلام أمريكية الضوء على المرشح عن الحزب الجمهوري لمقعد بمجلس الشيوخ محمد
أوز، الذي إن نجح فسيكون أول "سيناتور" مسلم.
المرشح
أوز المدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو أنه لن يحظى بأصوات المسلمين
في بنسلفانيا.
ووفق
تقرير وكالة أنباء "أسوشييتدبرس" فإن المسألة هنا لا تتعلق بكون أوز مسلما، لكن
القضية أعقد من كون المسلمين يعرفون أنفسهم من خلال طبيب القلب الذي اشتهر من خلال
"برنامج الدكتور أوز".
يصف
أوز، الذي هاجرت عائلته من تركيا، نفسه بـ"المسلم العلماني"، ويقول إن الجانب
الروحي من الإسلام أحدث صدى في داخله أكثر من الجانب القانوني من الدين. كما أنه جزء
من الجمهوريين، وهم أقلية داخل المجتمع المسلم في أمريكا، وحصل على مباركة من الرئيس
السابق دونالد ترامب، الذي نال عداء بعض المسلمين عندما فرض عام 2017 قانون منع المسلمين
القادمين من خمس دول مسلمة، من دخول الولايات المتحدة.
وبالنسبة
للحزب الجمهوري الذي اعتاد أعضاؤه على انتخاب مسيحيين، فدين أوز يجعله صديقا غريبا.
وقال بعض المسلمين إنهم تعرضوا لهجمات من الحزب في الماضي وواجه المرشحون المسلمون
هجمات من منافسيهم في الحزب الجمهوري.
وفي
مقابلة قصيرة مع أوز قال فيها إن انتخاب مسلم جيد للقيادة الأمريكية. وانتخاب أول مسلم
في مجلس الشيوخ جيد للمسلمين أيضا. ونجاح كهذا سيرسل رسالة واضحة: "لو عملت بجهد
في أمريكا، فنحن نقدرك مهما كان تراثك".
وفاز
أوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية في أيار/ مايو وكانت النتيجة متقاربة
لدرجة قادت إلى عد الأصوات من جديد.
ويواجه
أوز الديمقراطي جون فيترمان، نائب حاكم بنسلفانيا في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر. وتعتبر
المنافسة في الولاية مهمة في الانتخابات الرئاسية لدرجة أنها ستحدد مصير من سيتحكم بمجلس
الشيوخ في العام المقبل.
وفي
حملاته الانتخابية يتبع أوز نفس السياسات التي حددها الحزب الجمهوري والتي تحمل الرئيس
جو بايدن والديمقراطيين مسؤولية زيادة معدلات التضخم وارتفاع حوادث عنف السلاح.
ومن
النادر ما ناقش أوز دينه، ولم يطرح منافسه فيترمان الموضوع مفضلا التركيز على تصوير
الطبيب بالثري المنفصل عن احتياجات الناس العاديين.
وقال
المهاجر المسلم من سيراليون القاسم وبا الذي يعيش في فيلادلفيا إنه لو لم يعرف المسلمون
أن أوز هو واحد منهم فهذا بسببه "فهو لم يتحدث عن الدين ولم نسمعه".
ويقول
عبد العزيز سراقة، إمام المركز الإسلامي لبتسبيرغ الكبرى إن معظم رواد المسجد يعرفون
بهوية أوز المسلمة، لكنهم ليسوا متحمسين له أكثر من بقية المرشحين.
وقال
عبد الله بوكوس، وهو إمام مسجد في فيلادلفيا إنه يشك في أن المسلمين الذين يصوتون يعرفون أن
أوز يقدم نفسه كمسلم. وقال: "المسلم الأمريكي العادي لا يعرف عنه أي شيء سوى أنه
دكتور تلفزيون".
ولد
أوز في الولايات المتحدة لأبوين مسلمين هاجرا من تركيا وتزوج أمريكية مسيحية وربى أولاده
كمسيحيين. وفي مقابلة عام 2013 مع شبكة "بي بي أس" في سلسلة "وجوه أمريكا"
تحدث أوز عن الدين، قائلا إنه في نشأته الأولى تأثر بالصوفية التي وصفها "بالروحانية".
لكن المسلمين الذين يرون أن الدين هو اتباع قوانين الإسلام بدقة ينظرون إلى الصوفية
نظرة شك، بحسب خالد إي واي بلانكينشب، المحاضر بجامعة تيمبل- فيلادلفيا.. مضيفا أن المسلمين
في الولايات المتحدة جاءوا من أصول متنوعة، فهناك الأمريكيون الذين اعتنقوا الدين والمهاجرون
الأفارقة الذين جاءوا من آسيا وأوروبا، ومن هنا فالميراث التركي يعتبر أهم لأوز من
إرثة الإسلامي.
وعندما
يتعلق الأمر بالتصويت يتغلب الولاء للحزب على أي اعتبار ديني و"لن يدعمه معظم
الناس فقط لأنه مسلم" بحسب بلانكينشب و"سيراقبون ما يقول وما هي سياساته وماذا
ستكون مواقفه".
ويقول
سراقة إنه يحاول تعليم المسلمين في المسجد المبدئية عندما يقررون التصويت وتجنب التصويت
للمرشحين "فقط لأنهم يتحدثون بطريقة جيدة للمجتمع المسلم" أو يناشدونهم لأنهم
مسلمين.
ويظل
اختيار حزب سياسي مسلما كمرشح لمجلس الشيوخ أمرا مهما، كما يقول مسلمون. وتظل محاولة
تعبئة المسلمين في فيلادلفيا جزء من تعبئة الناخب على المستوى الوطني، وأثرهم قليل
على الانتخابات.
وتقدر
نسبة المسلمين في الولاية بـ 1-2% بحسب تقديرات مركز بيو عام 2017. وتعرف نسبة
الثلثين من المسلمين أنفسهم كديمقراطيين أو أنهم ميالون لهم. وهو ما يعني عزل أوز عن
الكثير من الناخبين المسلمين.
ويرى
وائل الزيات، المدير التنفيذي لإيمغيج، جماعة الدفاع عن المسلمين الامريكية: "الأمر
معقد لأن معظم المسلمين مسجلون كديمقراطيين" و"رغم أن كونك مسلما أمر جيد ولطيف فإنه ليس كافيا. وفي بعض الحالات لا يهم دينك إذا لم تقف على الجانب الصحيح من القضايا".
وتقول
سليمة ساسويل، المديرة التنفيذية لإيمغيج في فلادليفيا إنها لم تعرف أن أوز مسلم إلا
بعد إعلان حملته. ولكنها قالت إن دين أوز ليس عاملا مؤثرا في قرارها في صندوق الاقتراع
وإن القضايا التي تهم المسلمين ليست محددة بالقضايا الإسلامية النمطية و"نعرف
أنه لمجرد إعلان شخص أنه مسلم ومن مجتمعنا، فهذا لا يعني أنه يمثل قيمنا".
وبعيدا
عن هذه القضايا، فعدم حديث أوز عن ترامب كمصدر لكراهية الإسلام والكراهية أمر مشكل
له. ويقول الدكتور نديم إقبال، وهو من أصول باكستانية ومتخصص في طب الأشعة بمنطقة بتسبيرغ
إنه قد يصوت لصالح مرشح مسلم. ومع تساؤله عن التزام أوز بالدين أو عدم التزامه، فإنه لا يقبل بعلاقته مع ترامب، الذي يرى أنه عنصري ومعاد للمسلمين ويقوي الجماعات المتطرفة
والهامشية العنصرية. ويقول إقبال: "شخصيا.. لن أصوت لأي شخص دعمه دونالد
ترامب".