صحافة إسرائيلية

هكذا يستغل الاحتلال توجه واشنطن نحو توقيع الاتفاق النووي

لابيد مصمم على ألا يتصرف حيال بايدن مثلما تصرف نتنياهو حيال أوباما - جيتي
لابيد مصمم على ألا يتصرف حيال بايدن مثلما تصرف نتنياهو حيال أوباما - جيتي

أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، وجود "فرصة استثنائية" لاستغلال توجه الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، للتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، من أجل الضغط عليها للحصول على أسلحة متقدمة.

وأوضحت الصحيفة في مقال كتبه معلقها العسكري، يوسي يهوشع، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، لم يتفاجأ من مهاجمة رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع للاتفاق النووي، عقب خروجه من جلسة إحاطة أمنية مع لابيد.

رسائل صارمة

وذكرت أن "لابيد غير المعني بأزمة مع إدارة بايدن، وهو مصمم على ألا يتصرف حيال بايدن مثلما تصرف بنيامين نتنياهو حيال باراك أوباما، لكن رئيس "الموساد"، يوجد تحت مسؤوليته المباشرة، وعليه فإن الإحاطة أمس من شأنها أن تستقبل كبداية جهاد ضد الاتفاق المتبلور".

ولفتت الصحيفة، إلى أن "النقد الحاد لدى برنيع للاتفاق، استهدف الأذن الأمريكية والإسرائيلية، لإيضاح أن اعتراض القيادة السياسية مسنود بالمحافل المهنية التي يمكنها أن تخرج إلى النور ولا تبقى في الظلام، علما بأن هذه الأمور في إطار العلاقات الاستراتيجية تطرح في الغرف المغلقة، ولكن خطوة رئيس "الموساد" ربما كانت لأن الأمريكيين لا يستجيبون للهواتف من تل أبيب، ومن ثم الرسائل الصارمة لا مفر من نقلها علنا".

وفي إشارة واضحة على الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول الاتفاق النووي، ورغم موقف "الموساد" الرافض للاتفاق، إلا أن شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي "أمان، تتبنى تقديرا آخر مختلفا، بموجبه "الاتفاق سيئ، ولكن بدونه وضع إسرائيل سيكون أسوأ بكثير".

وأشارت "يديعوت" أن "برنيع يعتقد مثلا أنه بدون اتفاق، إيران ستكون أفقر، ومع الاتفاق سيكون لديها الكثير من المال لأن تدير معركة ضد إسرائيل، وفي الجيش يعتقدون مثلا، أنه من غير الصواب الدخول في هستيريا مثلما انعكست في رسائل رئيس "الموساد"، وبالمقابل عدم التأثر أيضا بحقن التهدئة من رئيس هيئة الأمن القومي إيال حُلته، الذي يوجد في واشنطن ويرسم صورة وضع متفائلة".

 

اقرأ أيضا: غانتس في واشنطن.. والاحتلال يستنفر لمنع "اتفاق النووي"

مساعدة دراماتيكية

ونبهت إلى أن "قيادة الجيش الإسرائيلي، ترى أنه ينبغي الحديث أقل والعمل أكثر من خلف الكواليس، وبعد ذلك الاستعداد بما يتناسب مع ذلك من ناحية عملياتية لليوم التالي"، مؤكدة أن "الجيش أضاع 3 سنوات، ولم يبن خطة عملياتية للهجوم في إيران، وكان هذا هو القصور الأكبر، والمسؤول المباشر عنه هو رئيس الوزراء في حينه، نتنياهو، الذي تحمل مسؤولية ملف إيران بشكل كامل، لكن كان إلى جانبه أيضا وزراء الأمن، أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت".

وأضافت: "في صالح ليبرمان، يقال إنه دفع الجيش لشراء وسائل متطورة، وأما بينيت، فعند توليه رئاسة الوزراء، فهم على الفور حجم القصور، وحوّل 3.8 مليار شيكل توزعت بين الجيش و"الموساد"؛ لأجل التصدي للبرنامج النووي الإيراني".

وقدرت الصحيفة أن فرصة وزير الأمن الحالي، بيني غانتس، الذي يوجد حاليا في الولايات المتحدة، في التأثير على القرار بواشنطن لتغيير الاتفاق المتبلور "هزيلة"، موضحة أن غانتس يطالب واشنطن بـ"تشكيل جبهة حيال إيران، من أجل إحباط أعمالها والمس بتعاظم القوة، كما ينبغي رفع مستوى التعاون الاستخباري بالنسبة لخروقات إيران للاتفاق النووي".

وفي مثل هذه الأحوال، رأت "يديعوت" أن "مهمة غانتس الأساسية يفترض أن تؤدي لنتائج مختلفة تماما؛ تحقيق رزمة مساعدة أمنية دراماتيكية تعطي لإسرائيل الجواب للتصدي للتحدي الذي ينتظرها في السنوات القادمة، ولأجل طرح خيار عسكري مصداق وليس تصريحيا، الجيش بحاجة لوسائل متطورة؛ قذائف، وطائرات، وقدرات عسكرية محسنة".

وأكدت أن هناك "فرصة استثنائية للضغط على الأمريكيين من أجل الحصول على التزام كهذا، وليس لإسرائيل حقّا إمكانية لعمل ذلك وحدها"، حسب قولها.

التعليقات (0)