هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت شخصيات أردنية وفعاليات، السلطة
الفلسطينية، على خلفية عدم إبدائها موقفا حازما، من سماح الاحتلال للفلسطينيين
بالسفر عبر مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة، على اعتبار أنه سيتسبب في خسائر
اقتصادية كبيرة لحركة السفر في الأردن.
وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة،
إن فتح المطار أمام الفلسطينيين، "خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع
سلطة رام الله، التي قدمت خدمة لإسرائيل على حساب الأردن الذي تريده في الأزمات".
وقال المعايطة عبر حسابه على "تويتر" الثلاثاء:
"أمس وصلت أول رحلة من مطار رامون الإسرائيلي إلى قبرص، تحمل فلسطينيين من
أبناء الضفة الغربية، وستتوالى الرحلات إلى دول أخرى على حساب مطار الملكة علياء
والمرور بالأردن".
من جانبه قال الكاتب الأردني ماهر أبو طير، إن
موقف السلطة في رام الله "كان متواطئا مع الاحتلال، مهما قالوا عكس
ذلك".
وأضاف: "لغة المسؤولين في رام الله كانت
ناعمة، تارة، ومائعة تارة في مرات ثانية، حيث لم يمنعوا الفلسطينيين بشكل محدد
وواضح من اللجوء إلى مطار رامون، وبثوا نصائح وتمنيات، بدلا من التنبه لكلفة هذا
السلوك على العلاقة مع الأردن".
وتابع أبو طير: "بل إن مسؤولا في وزارة
النقل الفلسطينية، خرج ليقول علنا إن الوزارة واضحة في موقفها تجاه السفر عبر مطار
رامون، وأعلنت نصائحها للمواطنين بعدم استخدامه كونه مصلحة اقتصادية إسرائيلية
فقط، بالإضافة إلى مس السيادة الفلسطينية".
وقال الكاتب الأردني: "هكذا إذن القصة،
مجرد نصائح، وليست قرارا بالسماح أو المنع، والنصائح هنا يمكن نقعها وشرب مائها،
لأن إسرائيل لن تهلع، مثلما أن هذه ميوعة سياسية، من حيث مفردات الخطاب الموجه
للفلسطينيين، الذي يفترض أن يقوم على المنع وتوجيه الناس نحو الأردن، بدلا من
رامون".
اقرأ أيضا: تحديات أمام سفر الفلسطينيين عبر "رامون" الإسرائيلي
وأشار إلى أن "الكارثة الأدهى والأمر أن
هذا المسؤول، يتهم الأردن ضمنيا بسبب تأخير الناس على الجسور، ويقول في تصريحه إن هناك
حوارا مع الأردن لتخفيف الإجراءات على المواطنين الفلسطينيين للسفر بما يضمن تقليل
التكاليف والوقت خلال السفر، خاصة بعد الاتفاق على فتح المعبر 24 ساعة مع بداية
شهر تشرين الثاني، بحيث يكون السفر أيسر على المواطنين".
وشدد بالقول: "نحن لا نريد رمي الكرة على
سلطة رام الله البائسة، لأننا نعرف أنها لا تجرؤ على منع مكاتب السياحة والسفر من
الترويج للسفر عبر رامون، ولا تجرؤ أيضا على منع مواطنيها، خصوصا، أن كبار
المسؤولين في السلطة ذاتها يحتاجون إلى موافقات إسرائيلية للمرور من رام الله إلى
البيرة المجاورة، وهم ليسوا في موقع من يمنع أو يفرض، ويكتفون اليوم بتوجيه
النصائح والنداءات".
بدوره، قال عضو مجلس النواب خليل عطية، إن السلطة الفلسطينية لغاية اللحظة لم تصدر أي بيان صحفي بشأن مطار رامون، ما يدل على وجود هنالك "شيء ما".
وأضاف عطية خلال استضافته على قناة رؤيا، أن مطار رامون يعتبر تهديد واضح للاقتصاد الأردني وشركات الطيران، "مليون مسافر فلسطيني يأتي إلى الأردن للسفر".
ولفت إلى أن إغلاق المعابر التي جاءت في الآونة الأخيرة يأتي لإجبار المسافر الفلسطيني للذهاب نحو رامون، منوها إلى وجود مؤامرة تستهدف الأردن.
وطالب الحكومة بعدم السماح لأي فلسطيني يسافر من خلال مطار رامون من دخول الأراضي الأردنية، مؤكدا أن الفلسطيني يتوجب عليه الاختيار ما بين الأردن الذي يقف على الدوام مع فلسطين أو الذهاب إلى محتل بلاده.
من جانبه أصدر "الملتقى الوطني لدعم
المقاومة وحماية الوطن" في الأردن، بيانا، دعا فيه الفلسطينيين إلى الامتناع
عن استخدام مطار رامون، الذي افتتحه الاحتلال جنوب فلسطين، وقال إن هذه خطوة "في
غاية الخطورة على الفلسطينيين والأردنيين".
وأضاف الملتقى في بيانه: "سيكون لها
انعكاس مباشر على الأشقاء الفلسطينيين بفرض التطبيع عليهم من خلال استخدام هذا
المطار للتنقل والسفر، وتوجيه ضربة قاسية لنا في الأردن، وتشكل مساساً بسيادتنا
الوطنية وعلاقتنا بالأشقاء الفلسطينيين والتواصل معهم من خلال حركة التنقل والسفر
بين المناطق المحتلة والأردن".
وأضاف: "علاوة على أن الخطوة ستترك تأثيرا
مباشرا على اقتصادنا الوطني بضرب نشاط أهم المرافق التي يستخدمها المسافرون بين
الأردن وفلسطين المحتلة ومنها إلى دول العالم عبر مطار الملكة علياء".
وشدد على أن "هذه الخطوة، تأتي في ظل الاندفاعة
الرسمية العربية، لمزيد من التطبيع مع الاحتلال، وآخرها مشروع "بوابة
الأردن" في ظل استمرار العدوان على المقدسات وشطب الدور الأردني بالوصاية
عليه".
وطالب الملتقى، الحكومة الأردنية، بوقف كافة
أشكال التطبيع مع الاحتلال، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، واستدعاء السفير
الأردني من تل أبيب، ردا على خطوة الاحتلال.
ودعا إلى تقديم عمان كافة التسهيلات أمام سفر
الفلسطينيين، عبر الجسور والمطارات، وإنهاء معاناة الازدحام والانتظار التي يعانون
منها.
السلطة ترفض
من جهتها، جددت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات في رام الله، موسى رحال، رفضها التام لسفر المواطنين الفلسطينيين عبر مطار "رامون" الإسرائيلي.
ونبه رحال إلى ضرورة "إسراع الاحتلال في تسليم مطار "قلنديا/القدس"، وإنشاء مطار خاص بالشعب الفلسطيني تحت إدارة فلسطينية خالصة في الضفة الغربية المحتلة".
وشدد في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، على أن "السفر عبر هذا المطار يمس بالسيادة الفلسطينية، وموقف السلطة الرسمي واضح في هذا الجانب، وهو منع السفر عبر هذا المطار وعدم استخدامه".
وذكر أن "الاحتلال يخادع الفلسطينيين، ولن تكون هناك تسهيلات كما يظن البعض، بل على العكس، هو وسيلة تعذيب أخرى تضاف لما يرتكبه الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأوضح رحال، أن "سلطات الاحتلال التي تتحكم في إدارة معبر الكرامة مع الأردن، تعمل على إعاقة سفر الفلسطينيين عبر المعبر المذكور، لدفعهم للسفر عبر مطار "رامون" البعيد، الذي فشل الاحتلال في تشغيله ويريد أن يستفيد منه اقتصاديا عبر سفر الفلسطينيين".
وأكد أن "دافع الاحتلال في هذا الشأن، هو المس بالسيادة الفلسطينية"، منوها إلى أن "الفلسطيني الذي يختار أن يسافر عبر هذا المطار، سيخوض تجربة مريرة لن يكررها، لكن أبناء شعبنا على قدر كاف من الوعي بالالتزام بعدم السفر عبر المطار الإسرائيلي وبما يصدر عن المستوى السياسي الفلسطيني".
وطالب المتحدث باسم الوزارة، أبناء الشعب الفلسطيني بعدم السفر عبر مطار "رامون"، لأنه "يمس بالسيادة الفلسطينية".
وعن الإجراءات التي يتوقع أن تتخذها السلطة بحق من يختار السفر عبر "رامون"، قال: "حتى الآن لا توجد إجراءات رسمية، ويجري حاليا مناقشة هذه الإجراءات على المستوى السياسي الفلسطيني، وما يصدر سيتم التعامل معه في حينه".
ولفت رحال، إلى ضرورة أن "يغلب المواطن الفلسطيني المصلحة العامة الوطنية على الخاصة، وهذا سيكون بمثابة رسالة واضحة للاحتلال، بأن ثباتنا وتمسكنا بمصلحتنا الوطنية فوق أي اعتبار شخصي، علما بأن من يختار السفر عبر هذا المطار يسيء لنفسه أولا".
وكان الاحتلال، أعلن الاثنين الماضي عن سفر أول مجموعة من
الفلسطينيين، من الضفة الغربية، عبر مطار رامون الذي افتتحه منذ نحو أربعة أشهر، جنوب
فلسطين المحتلة، وبمحاذاة مطار الملك حسين في مدينة العقبة الأردنية.
وأثار المطار الإسرائيلي، احتجاجات متكررة من
قبل الأردن، لمنظمة الطيران الدولية، بسبب تأثيره على ترددات المطار الأردني، واحتمالية
تسببه بكوارث جوية بسبب قرب المسافة بين المطارين.