سياسة دولية

تحليل: ماذا يعني اغتيال الظواهري بالنسبة لـ"القاعدة"؟

معهد واشنطن قال إن الظواهري كان بلا شك مسؤولاً عن جزء كبير من الأساس الفكري للأجندة الدولية لتنظيم القاعدة- يوتيوب
معهد واشنطن قال إن الظواهري كان بلا شك مسؤولاً عن جزء كبير من الأساس الفكري للأجندة الدولية لتنظيم القاعدة- يوتيوب

نشر معهد واشنطن للدراسات، تحليلا يتناول تداعيات إعلان الولايات المتحدة اغتيال زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري.

 

وأوضح المعهد في تحليل للباحث في شؤون مكافحة الإرهاب ماثيو ليفيت، والخبير في شؤون الجماعات الجهادية هارون زيلين، أنه "على الرغم من الفوائد الرمزية القوية للتخلص من الإيديولوجي الإرهابي سيئ السمعة أيمن الظواهري، إلّا أنه من غير المرجح أن تؤثر وفاته على العمليات اليومية للتنظيم، والتي تقودها بشكل متزايد فروع خطيرة في أفريقيا".

 

وأشار التحليل إلى أن "مقتل الظواهري ينذر بحقبة جديدة لتنظيم القاعدة، تتراجع فيها ثقة التنظيم في قيادته العليا. وبخلاف سلفه، لم يكن الظواهري معروفاً بخطابه الملهم أو بذكائه الإعلامي، مفضلاً الأطروحات الطويلة والمملة والخطب المصورة التي دفعت بالكثيرين إلى اعتباره زعيماً إرهابياً أقل روعة من بن لادن".

 

 ومع ذلك، كان الظواهري بلا شك مسؤولاً عن جزء كبير من الأساس الفكري للأجندة الدولية لتنظيم القاعدة، المتمثلة في القيام بهجمات إرهابية كبيرة الحجم، وتعزيز الحكم الجهادي. واليوم، تجد نفسها بعض فروع التنظيم، خاصة في الصومال ومالي، في مواقع قوة لمواصلة هذه المهمة.

 

وأشار التحليل إلى أن الظواهري نشر فكره الخاص داخل القاعدة، إذ تمثلت مساهمته الرئيسية بالتفكير الاستراتيجي الذي يقوم على استهداف "العدو البعيد" لتسهيل الإطاحة بـ"العدو القريب".

 

ونبه التحليل إلى القدرات التي كان يتمتع فيها الظواهري بجمع الأموال، وكان قد طلب مرة من أبو مصعب الزرقاوي، قائد التنظيم في العراق، إمداد القيادة في أفغانستان بنحو 100 ألف دولار.

 

وبعد محاولة "القاعدة" إيجاد موطئ قدم له في سوريا، قال المعهد إنه "خلال السنوات القليلة التالية، تغيرت حظوظ تنظيم القاعدة في سوريا، حيث قتلت الغارات الجوية الأمريكية العديد من قادة الشبكة، وقلصت أعداد المحاربين القدامى في القاعدة الذين كانت خبرتهم تعود إلى أفغانستان في الثمانينيات".

 

واستدركت "اليوم، لا تعمل "مجموعة خراسان" ولا خليفتها "حراس الدين" بشكل ناشط في سوريا. أما جبهة النصرة، فقد انفصلت عن تنظيم القاعدة في عام 2016، ثم اندمجت مع جماعات أخرى، وأعادت تسمية نفسها بـ"هيئة تحرير الشام" في عام 2017. وبعد ذلك، بدأت بقمع منافسين لها مثل تنظيم "حراس الدين" بشكل جدي، فقضت بذلك نوعاً ما على هذه الخلية التابعة لتنظيم القاعدة بحلول حزيران/ يونيو 2020.

 

اقرأ أيضا: ذي انترسيبت: لماذا لم يهتم أحد باغتيال زعيم القاعدة؟

ماذا ينتظر "القاعدة"؟

 

على الرغم من أن مساعي الظواهري لم تنجح في سوريا، إلا أن جميع فروع تنظيم "القاعدة" خارج تلك الساحة ظلت موالية له ولقضية "القاعدة" حتى في ظل انتشار تنظيم "الدولة".

 

وبحسب التحليل، فإن بعض هذه الفروع -مثل تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وتنظيم "القاعدة في شبه القارة الهندية"- واجهت تحديات خطيرة. ومع ذلك، فإن الفروع الأخرى، لا سيما في الصومال ("الشباب") ومالي (جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين")، حققت تقدماً كبيراً حالياً، وتواصل تحقيق انتصارات ضد الحكومات المحلية.


وفيما يتعلق بمن سيخلف الظواهري، أشار أحدث تقرير للأمم المتحدة عن تنظيم "القاعدة" إلى أن قادة "الشباب" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" يحتمل أن يخلفوه في حال وفاته.

 

[ومع ذلك، فإن نقل القيادة العالمية لتنظيم "القاعدة" من جذورها التاريخية في منطقة "أفغانستان - باكستان" إلى أفريقيا سيكون أمراً غير مسبوق]، بحسب معهد واشنطن.

 

من يخلف الظواهري؟

 

ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين عضوان قديمان في تنظيم "القاعدة" هما: سيف العدل وعبد الرحمن المغربي، صهر الظواهري. ولكن كليهما يقيم حالياً في إيران، وبالتالي، فإن تعيين أي منهما كأمير قادم لـ تنظيم «القاعدة» يمكن أن يخلق مشاكل شرعية داخلية.


ويتمثل احتمال آخر بالترويج لقائد شاب يتمتع بشخصية مؤثرة، ولكنه غير معروف نسبياً، يمكن أن يتواصل معه المجندون المحتملون بطريقة غير معهودة مع الظواهري. وبما أن تنظيم "القاعدة" يستمر في التنافس مع تنظيم "الدولة"  على جذب الأتباع والمجندين، لذلك فإن إيجاد قائد ديناميكي جديد من المرجح أن يشكل أولوية.


ولكن في نهاية المطاف، من غير المرجح أن يكون لمقتل الظواهري تأثير كبير على القدرات العملياتية لـ تنظيم "القاعدة" أو فروعها. فهو لم يكن على ما يبدو يدير الشؤون اليومية للتنظيم، بل كان يُعنى فقط بصنع القرارات الاستراتيجية على نطاق واسع.

 

التعليقات (0)