صحافة دولية

موقع روسي: هل أصبح العراق على شفا حرب أهلية؟

هل يبقى أنصار الصدر في البرلمان لحين ترشيح اسم جديد لرئاسة الوزراء؟ - جيتي
هل يبقى أنصار الصدر في البرلمان لحين ترشيح اسم جديد لرئاسة الوزراء؟ - جيتي

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن نقل مجموعة من القوات المسلحة إلى بغداد على خلفية ورود تهديدات بالاستيلاء على البرلمان من طرف متظاهرين غاضبين.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس مجلس الوزراء العراقي بالنيابة مصطفى الكاظمي، نفى إمكانية رفع الجيش السلاح في وجه المتظاهرين، مؤكدا أن الجيش في خدمة الشعب العراقي، وأن مهمته هي حماية المتظاهرين وكذلك الممتلكات العامة والخاصة.

ويضيف الموقع أن الاحتجاجات التي جابت شوارع بغداد الأسبوع الماضي لم يشهدها العراق منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، وقد اندلعت بسبب عدم توافق آراء السياسيبن العراقيين بشأن المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في البلاد رغم مرور عشرة أشهر على الانتخابات النيابية.

من جانبه، وفقًا للموقع، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، باعتباره أحد السياسيين العراقيين المؤثرين، أنصاره إلى مواصلة الاحتجاج ومحاربة الفساد والإرهاب والتبعية الأجنبية.

وخلال الأسبوع الماضي، توجه أنصار مقتدى الصدر نحو مبنى البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء في بغداد، معبرين عن رفضهم ترشيح محمد السوداني إلى منصب رئيس الوزراء.

وذكر الموقع أن مطالب المتظاهرين أمام البرلمان تتضمن حل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة وتغيير قيادة مجلس القضاء الأعلى، وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، فإنها لم تفلح مساعي الجيش من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع واستعمال خراطيم المياه في تفرقة المحتجين رغم أن الاشتباكات مع الشرطة أودت بحياة شخص وإصابة 130 آخرين بجروح.

 

اقرأ أيضا: هل يستطيع الصدر الإطاحة بالنظام العراقي بدون تحالفات؟

وبين الموقع أن مقتدى الصدر حاول حشد الدعم من أجل تغيير النظام السياسي والدستور بشكل جذري، مشيرًا إلى حقيقة تزوير الانتخابات التي نظمت العام الماضي في العراق، وقد حمّل الصدر الشعب العراقي مسؤولية تخليص البلاد من التدخل الأجنبي، أو السيطرة عليها من طرف القوى الشرقية أو الغربية.

ولفت الموقع إلى أنه بسبب الاختلافات القائمة حول ترشيح رئيس حكومة، لم تتم المصادقة على ميزانية هذا العام، وتُركت مشاريع البنية التحتية والإصلاحات دون تمويل.

والجدير بالذكر، بحسب الموقع؛ أن جزءًا من الشعب العراقي، بما في ذلك 60 بالمئة من الشيعة، يعارضون منذ سنوات عديدة تغلغل نفوذ واشنطن وطهران في البلاد.. ويعتبر جزء آخر تصرفات الصدر بمثابة تحريض لإثارة أزمات حكومية قد تؤدي إلى حرب أهلية.

ووفقًا لنتائج الانتخابات التي أجريت نهاية العام الماضي، فقد فازت كتلة ’سائرون‘ بـ 73 مقعدًا من أصل 329 مقعدا في البرلمان. وبعد ذلك؛ حاول التيار الصدري تشكيل حكومة عن طريق التحالف مع الأحزاب الوطنية السنية والكردية، على أمل إزالة القوى السياسية الموالية لإيران تمامًا من السلطة، غير أن محاولته باءت بالفشل بعد عرقلة معارضي التيار الصدري تشكيل حكومة جديدة، ما أجبر الصدر ونواب كتلته على إعلان استقالتهم. بعد ذلك؛ انضم معظم أنصار الصدر إلى جانب المعارضين بالتحالف مع "الهيكل التنظيمي" لتأمين الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، وأخذوا قرار ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء دون علم الصدر.

وأورد الموقع أن السمعة الطيبة التي يتمتع بها السوداني لم تشفع له عند أنصار الصدر، الذين اعتبروا قرار البرلمان غير شرعي، معبرين عن خشيتهم من عودة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي إلى الحكم مرة أخرى باستخدام السوداني.

في الواقع يخدم الوضع الراهن في المنطقة مصلحة إيران التي تحرص على تعزيز نفوذها هناك، وقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كناني أن طهران تتابع عن كثب وبقلق المستجدات على الساحة العراقية، قائلا: "العراق جارنا المهم، استقراره وأمنه مهمان للمنطقة. ونحن نعتبر الأحداث التي يشهدها العراق والناجمة على ما يبدو عن خلافات سياسية داخلية شأنا داخليا للعراق. ويمكن للحركات والأحزاب والمنظمات السياسية العراقية حل الخلافات القائمة وتجاوز الوضع الراهن بطرق سلمية عملًا بدستور البلاد وآلياته القانونية".

في المقابل، تتخذ واشنطن موقفا غامضًا من الأحداث الجارية في العراق، فمن ناحية يُعتبر أن الأمريكيين في غنى عن أزمة حكومية قد تتحول إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، ومن شأنها تقليص حجم صادرات النفط العراقية، الأمر الذي يتعارض مع خطط الغرب في خضم الأزمة الروسية الأوكرانية. ومن ناحية أخرى؛ يستطيع  التيار الصدري مساعدة واشنطن على مواجهة طهران، التي بدأت تثير حفيظة واشنطن عن طريق تقربها من موسكو.

وفي نهاية التقرير؛ يشير الموقع إلى تجمع مئات الشباب أمام القاعدة العسكرية الأمريكية في بغداد ورفعهم شعارات مناهضة للولايات المتحدة، ما اضطر الجيش الأمريكي إلى إغلاق جميع مداخل القاعدة واتخاذ حالة تأهب قصوى، وهو ما قد يكون مجرد محاولة من الصدر لخلق مشاكل للأمريكيين أو رغبة من أنصاره في توسيع نطاق الاحتجاجات من أجل جذب اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية.


التعليقات (0)

خبر عاجل