صحافة دولية

جيك سوليفان: قمة بايدن في جدة تضمنت التزامات حقيقية

سوليفان رفض النفي السعودي لروايتهم بشأن خاشقجي- جيتي
سوليفان رفض النفي السعودي لروايتهم بشأن خاشقجي- جيتي

قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في مقابلة مع الصحفي جيفري غولدبيرغ، بمجلة أتلانتك، إن النتائج الفعلية لمنتدى الأمن بجدة الذي حضره الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تكن مجرد كلمات، بل التزامات حقيقية بالنسبة لنا للعمل بعدد من القضايا.

وقال سوليفان في تقرير ترجمته "عربي21"، ردا على نفي السعوديين، إن ما قاله بايدن بشأن قضية خاشقجي "يختلف مع ذلك، "وإنه نُقل عن مسؤول سعودي (يقصد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير)  أن بايدن أثار القضية.

 

اقرأ أيضا: وزير سعودي يكشف نقاش ابن سلمان وبايدن حول خاشقجي

كما أشاروا إلى إثارة ولي العهد فيها سلسلة من القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة على مدى السنوات القليلة الماضية. وإذا نظرت إلى أهدافنا الاستراتيجية الرئيسية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بالاستقرار والسلام، والتدفق الحر من الطاقة، وإمدادات الطاقة الكافية لحماية الاقتصاد العالمي، فإن النتائج الفعلية لهذا الاجتماع لم تكن مجرد كلمات".

ومن جانب آخر، تحدث سوليفان عن الحرب بأوكرانيا قائلا: "يجب أن أعترف مقدما بأن مجتمع الاستخبارات الأمريكي الذي قام بعمل بارع في الكشف عن الخطط الروسية كان يتوقع أن تكون روسيا أكثر قدرة وأكثر نجاحا في ساحة المعركة مع الاستيلاء على الأراضي. وفي الواقع، لم تكن روسيا قادرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأساسية التي حددها الرئيس بوتين، والتي كانت الاستيلاء على العاصمة كييف وإنهاء أوكرانيا".

وأضاف: "بدلا من ذلك، انتصر الأوكرانيون في معركة كييف، وهزموا روسيا، وأخرجوها من خاركيف، ومنعوها من الاستيلاء على أوديسا، وقد أعاقوا بشكل أساسي الجهود الروسية لتجاوز رقعة من الأراضي في جنوب وشرق البلاد".

وأضاف أن روسيا الآن تواجه صعوبات كبيرة في تشكيل القوة اللازمة لها لتحقيق أهدافها.. بفضل شجاعة ومهارة الجيش الأوكراني، ومرونة الشعب الأوكراني، وقيادة الرئيس الأوكراني.. ويعود الفضل أيضا إلى حقيقة أننا قدمنا قدرا هائلا من الأسلحة المتطورة والتدريب على تلك الأسلحة؛ لمنح أوكرانيا القدرة على تحقيق تلك النجاحات العسكرية ضد الجيش الروسي.

وقال إن ما يراه نجاحا هو أن يرى أوكرانيا مستقلة ذات سيادة وقادرة على البقاء.. ويمكنها صد أي عدوان روسي في المستقبل. أما بالنسبة للشروط الدبلوماسية التي يجب أن تكون في النهاية جزءا من حل هذا الأمر، فهذا أمر يقرره الأوكرانيون. بالنسبة لنا، تتمثل مهمتنا في وضع الأوكرانيين على أقوى قاعدة ممكنة في ساحة المعركة، حتى يكونوا في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات. كما نهدف إلى إفشال بوتين في إضعاف وتقسيم الغرب، وألا يشكل غزو بوتين لأوكرانيا نجاحا استراتيجيا له.

وعن الانتقاد الأوكراني بأن أمريكا لا تقدم ما يكفي وبالسرعة اللازمة، قال سوليفان إنه لو كان مكانهم لفعل الشيء ذاته، وتلك مهمتهم. أما "مهمتنا، فهي توفير كل ما في وسعنا، والذي يستهدف على وجه التحديد خدمة الأهداف العسكرية التي يحاولون تحقيقها".

وقال إنه لا يعتقد أن هناك نقصا في إمداد الجيش الأوكراني، وإن سرعة ونطاق وحجم المساعدة العسكرية لأوكرانيا هي شهادة مطلقة على القدرة اللوجستية للجيش الأمريكي، وبصراحة، على القدرة السياسية المدهشة للكونغرس الأمريكي لتوافق الحزبين.

 

وأضاف أن هناك بعض القدرات التي قال الرئيس إنه غير مستعد لتقديمها؛ إحداها صواريخ بعيدة المدى يبلغ مداها 300 كيلومتر، لأنه يعتقد أنه في حين أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو دعم أوكرانيا والدفاع عنها، فإن الهدف الرئيسي الآخر هو ضمان ألا ينتهي بنا المطاف في ظرف يجعلنا نسير على الطريق نحو حرب عالمية ثالثة.

وحول قلقه حول استمرار التأييد الشعبي للحكومة بشأن دعم أوكرانيا، قال سوليفان: "نعم، أعتقد أنني قلق، ولكن بطريقة لا أقول فيها أي شيء على الإطلاق. لكن في الأساس، لا، وأعتقد أنه من المهم جدا أن يفهم بوتين ما الذي يواجهه بالضبط. أقر الكونغرس حزمة بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا، لا يزال هناك مبلغ كبير منها. ونحن نعمل على أساس شهري لنقل الأسلحة بوتيرة، كما قلت من قبل، يمكن للأوكرانيين بالفعل استيعابها والخروج إلى ساحة المعركة مع أفراد مدربين لنشرها".

كما عبر عن قناعته بأن موضوع دعم أوكرانيا سيستمر في الحصول على دعم الحزبين في الكونغرس، حتى وإن لم يحظ هذا الموضوع بنفس الاهتمام الذي كان فيه في الأسابيع الأولى من الحرب في الرأي العام الأمريكي.

وفي سياق آخر بالنسبة للخروج من أفغانستان، قال سوليفان إنه بالرغم من "ألمه بخصوص المعاناة الإنسانية في أفغانستان، وأن الانسحاب كان مؤلما، إلا أنه وبعد 20 عاما من الحرب في أفغانستان، لم يكن من المبرر تكثيف مشاركتنا وفقدان المزيد من أرواح الجنود الأمريكيين".

أما بخصوص وجود أعداد صغيرة من القوات الأمريكية في أفغانستان في الفترة الأخيرة، فقال سوليفان إن ذلك كان ممكنا فقط لأن الإدارة السابقة أبرمت اتفاقية مع طالبان، نصت على توقف طالبان عن مهاجمة القوات الأمريكية، حيث يمكن تخفيضها شريطة المغادرة مع حلول 1 أيار/ مايو 2021. وقال: "كان هذا هو الاتفاق الذي ورثه الرئيس بايدن عندما تولى منصبه.. وكان خياره بأن يعود إلى الحرب مع طالبان.. أو الانسحاب، والمتابعة على الاتفاق الذي أبرمته الإدارة السابقة. هذه الفكرة القائلة بأنه يمكننا البقاء هناك بشكل مستدام إلى أجل غير مسمى دون تكلفة، في الأساس هي نوع من عدم الواقعية.. ولكن في المحصلة، لم تكن الحقيقة التي واجهها الرئيس عندما كان عليه أن ينفذ هذا القرار الصعب للغاية".

وبخصوص سياسة أمريكية خارجية متسقة، قال سوليفان إن الشيء الذي تعلمه هو أهمية سلاسل التوريد، وكيف أن فكرة مرونة سلسلة التوريد لم تكن ببساطة موضوعا مركزيا للمحادثات في فضاء الأمن القومي قبل كوفيد. "وهو الآن يتضمن كل شيء، من قدرتنا على الريادة في صناعات المستقبل، مثل بطاريات السيارات الكهربائية، إلى قدرتنا على مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة، إلى قدرتنا على ضمان ألا تهيمن الصين فعليا على منطقة ضخمة من الاقتصاد العالمي من خلال شراء ليس فقط معادن الأرض النادرة، ولكن العديد من الأنواع الأخرى من المعادن المهمة من الأمريكتين وأفريقيا وأماكن أخرى".

أما عن دور أمريكا عالميا بعد انتهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، فقال سوليفان: "لقد كنا للتو في قمة الناتو التي دُعيت فيها فنلندا والسويد للانضمام. دولتان محايدتان تاريخيا بدأ الرئيس في التواصل بينهما في الخريف الماضي. في غضون 24 ساعة من خروجهم والإدلاء بإعلاناتهم التاريخية في عواصمهم، كان طلبهم 'هل يمكننا القدوم إلى الولايات المتحدة والوقوف مع جو بايدن، والوقوف مع الرئيس الأمريكي؟' لدينا الكثير من التحديات هنا في الداخل، والكثير من التحديات التي تجعلني مستيقظا في الليل بالخارج، لكن السمات الأساسية، وقدرة الولايات المتحدة، ووزنها في العالم، عميقة اليوم، وستبقى عميقة بعد عشر سنوات من الآن".

وأضاف: "أعتقد أن القليل مما نحتاج جميعا للتفكير فيه هو كيف تكون الثقة سلعة. إنه شيء يتعين علينا رعايته وعرضه. ومن الأشياء التي فعلتها روسيا وأوكرانيا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، أنها لم تضعنا فقط في وضع قيادة التحالف الغربي في المنطقة الأوروبية الأطلسية، ولكن كان لها أصداء عالمية. تنظر البلدان في جميع أنحاء العالم إلى ما فعلته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول السبع ردا على ذلك".

التعليقات (0)