سياسة دولية

لهذا تخشى إيران خسارة روسيا حرب أوكرانيا.. ما علاقة سوريا؟

مجلة أمريكية: ضعف روسيا ليس في مصلحة طهران- الأناضول
مجلة أمريكية: ضعف روسيا ليس في مصلحة طهران- الأناضول

نشرت مجلة "بارونز" الأمريكية تحليلا كتبه مارك كاتز، البروفيسور المختص بالسياسة في جامعة "جورج ميسون"، حول مخاوف إيران من خسارة روسيا الحرب في أوكرانيا.

 

وقال التحليل: "على الرغم من المشاكل الخطيرة التي سببها غزو أوكرانيا لإيران، وخاصة خسارة عائدات تصدير النفط، بسبب خصم موسكو الشديد للأسعار، وكذلك نقص الحبوب، فإن دعم طهران المتزايد للجهود الحربية الروسية أمر منطقي، ببساطة لأنه لا يمكن لطهران أن تتحمل خسارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا".

 

وأشار التقرير إلى أن بوتين عندما زار طهران مؤخرا، أيد المرشد الأعلى علي خامنئي بشدة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. وقالت مصادر حكومية أمريكية إن إيران لن تبيع طائرات مسيرة لروسيا فحسب، بل ستوفر تدريبات على كيفية استخدامها أيضا.

وفي إشارة إلى أن الغزو الروسي لم يسر كما كان مخططا له، فقد سافر مسؤولون روس إلى إيران قبل أيام، لعقد صفقة شراء طائرات بدون طيار، من طهران، وفقا للإدارة الأمريكية. 

ولم تتضح بعد الطرازات التي سيتم إرسالها من طهران، لكن الولايات المتحدة قالت إن صور أقمار صناعية كشفت زيارة مسؤولين روس لحظائر الطائرات دون طيار في إيران.

 

اقرأ أيضا: مدير CIA: روسيا تسعى لشراء مسيرات إيرانية مسلحة.. وهذا مقلق

بالإضافة إلى ذلك، أشارت الإدارة الأمريكية إلى أن الجنود الروس يتدربون بالفعل على استخدام طائرات حربية دون طيار "وهذا يعني أن موسكو تأمل في نشر هذه الأجهزة في أسرع وقت ممكن على جبهات القتال في أوكرانيا".

وإذا تم إضعاف روسيا نتيجة إما هزيمتها في أوكرانيا أو دخولها في "مأزق طويل"، فإن من المحتمل ألا تكون قادرة على البقاء بقوة في سوريا كما كانت منذ أن بدأت تدخلها عام 2015.

وبدون الدعم الجوي الروسي، فإن إيران وحزب الله سيواجهان "وقتا أكثر صعوبة في التعامل مع المعارضين الداخليين للرئيس السوري بشار الأسد".

وقد يؤدي احتمال مغادرة روسيا إلى تنشيط هؤلاء المعارضين. وقد تواجه إيران وحلفاؤها أيضا صعوبات في التعامل مع تركيا، التي من المرجح أن تصبح أكثر حزما في سوريا، إذا أصبحت روسيا أقل قوة.

وقد تؤدي "روسيا الضعيفة"، أي التي لم تعد مستعدة وقادرة على لعب دور نشط في الشرق الأوسط، إلى ظهور وضع مثل التسعينيات، عندما كانت الولايات المتحدة أقوى لاعب خارجي، خاصة إذا استمرت الصين في تجنب التورط العسكري في صراعات المنطقة.

ولن تتمكن "روسيا الضعيفة" من استثمار 40 مليار دولار في قطاع الطاقة الإيراني كما أُعلن مؤخرا، ولن تكون قادرة على فعل الكثير لإيران. وباختصار، فإن ضعف روسيا ليس في مصلحة طهران.

 

اقرأ أيضا: مسيّرات إيران.. ما مواصفاتها وهل ستغير مسار حرب أوكرانيا؟
 

وفي المقابل، أكد رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز خلال منتدى "أسبن" الأمني، الذي يعقد بولاية كولورادو الأمريكية؛ أن الصواريخ والمسيرات الإيرانية "تشكل تهديدا متزايد الأهمية"، وفقا لوكالة "بلومبيرغ".

 

وأوضح أن اهتمام روسيا بشراء طائرات بدون طيار من إيران لحربها في أوكرانيا، يكشف الحالة السيئة لجيشها، مستطردا بأنه "صحيح أن الروس يتواصلون مع الإيرانيين لمحاولة الحصول على طائرات بدون طيار مسلحة".

وأضاف: "إنهم بحاجة إلى بعضهم البعض، فهم لا يثق بعضهم ببعض حقا، بمعنى أنهم منافسون في مجال الطاقة ومنافسون تاريخيون.. ومن المهم أن نذكر أنفسنا بأنه انعكاس، من بعض النواحي، لأوجه القصور في صناعة الدفاع الروسية اليوم، والصعوبات التي يواجهونها بعد خسائر كبيرة حتى الآن في الحرب ضد أوكرانيا".

 

التعليقات (0)